سُبْحانَكَ يا إِلهِي تَسْمَعُ حَنِينَ العاشِقِينَ فِيْ فِراقِكَ وَضَجِيجَ العارِفِينَ فِيْ بُعْدِهِمْ عَنْ لِقائِكَ، أَيْ رَبِّ فَافْتَحْ أَبْوابَ فَضْلِكَ عَلَى وُجُوهِهِمْ ظاهِرًا لِيَدْخُلُوا فِيهَا بِإِذْنِكَ وَإِرادَتِكَ وَيَحْضُرُوا تِلْقآءَ عَرْشِ عَظَمَتِكَ وَيَسْمَعُوا نَغَماتِكَ وَيَسْتَشْرِقُوا مِنْ أَنْوارِ وَجْهِكَ، أَيْ رَبِّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَكَ عَنْ سُلْطانِكَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَكَ مِنْ شَيْءٍ وَلا تَزالُ تَكُونُ بِلا ذِكْرِ شَيْءٍ مَعَكَ، فَارْحَمْ عِبادَكَ بِجُودِكَ وَفَضْلِكَ وَلا تَمْنَعْهُمْ عَنْ شَاطِئِ قُرْبِكَ، إنْ تَرَكْتَهُمْ مَنْ يَدْعُهُمْ وَإنْ بَعَّدْتَهُمْ مَنْ يُقَرِّبُهُمْ لَيْسَ لَهُمْ رَبٌّ سِواكَ وَلا مَعْبُودٌ دُونَكَ، جُدْ عَلَيْهِمْ بِفَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.