تَرَى يا إِلهِي بِأَنَّ البَهَاءَ يَذْكرُكَ بَعْدَ الَّذِيْ وَرَدَ عَلَيهِ مِنَ البَلايا ما لا يَقْدِرُ أَنْ يُحْصِيَهُ أَحَدٌ إِلاَّ نَفْسُكَ وَيُثْنِيكَ فِيْ السِّجْنِ بِما أَلْهَمْتَهُ مِنْ بَدائِعِ وَصْفِكَ عَلَى شَأْنٍ ما مَنَعَتْهُ الأَعدآءُ عَنْ ذِكْرِكَ يا مالِكَ الأَسْماءِ لَكَ الحَمْدُ بِما جَعَلْتَهُ قَوِيًّا بِقُوَّتِكَ وَمُقْتَدِرًا بِسُلْطانِكَ بِحَيْثُ يَرَى ما سِواكَ كقَبْضَةٍ مِنَ التُّرابِ، وَأَحاطَتْهُ أَنْوارُ القِدَمِ عَلَى شأْنٍ لا يَرَى ما دُونَكَ إِلاَّ كَالعَدَمِ، فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُكَ المُبْرَمُ قُمْتُ بِحَولِكَ وَدَعَوْتُ مَنْ فِي سَمائكَ وَأَرْضِكَ إِلى شَطْرِ مَواهِبِكَ وَأُفُقِ أَلْطافِكَ، وَمِنْهُمْ مَنِ اعْتَرَضَ عَلَيَّ وَقامَ عَلَى ضُرِّي وَقَتْلِي، وَمِنْهُمْ مَنْ شَرِبَ خَمْرَ إِفضالِكَ وَسَرُعَ إِلى جِهَةِ عَرْشِكَ، أَسْئَلُكَ يا خالِقَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَمُوجِدَ الأَشْيآءِ بِأَنْ تَجْذِبَ العِبادَ بِنَفَحاتِ قَمِيصِ وَحْيِكَ وَإِلْهامِكَ وَتُبَلِّغَهُمْ إِلى سُرادِقِ أَمْرِكَ وَاقْتِدارِكَ، لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مُقْتَدِرًا بِقَيُّومِيَّتِكَ وَلا تَزالُ تَكُونُ مُتَعالِيًا بِسُلْطانِكَ وَأُلُوهِيَّتِكَ، فَارْحَمْ عِبادَكَ وَبَرِيَّتَكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِ العَزِيزُ المُخْتارُ.