سُبْحانَكَ يا إِلهِي وَفِّقْ عِبادَكَ وَإِمائَكَ عَلَى ذِكْرِكَ وَالاسْتِقامَةِ عَلَى حُبِّكَ، كَمْ مِنْ أَوْراقٍ سَقَطَتْ مِنْ أَرْياحِ الافْتِتانِ وَكَمْ مِنْها تَمَسَّكَتْ بِسِدْرَةِ الأَمْرِ عَلَى شأْنٍ ما حَرَّكَها الامْتِحانُ يا رَبَّنا الرَّحْمنَ، لَكَ الحَمْدُ بِما أَرَيْتَنِي عِبادًا كَسَّرُوا أَصْنامَ الهَوى بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطانِكَ وَما مَنَعَهُمْ عَنْ شَطْرِ فَضْلِكَ ما عِنْدَ بَرِيَّتِكَ، قَدْ خَرَقُوا الأَحْجابَ عَلَى شَأْنٍ ناحَتْ سُكَّانُ مَدائِنِ الهَوى وَفَزِعَتْ أَصْحابُ الغِلِّ وَالفَحْشآءِ الَّذِينَ زَيَّنُوا رُؤُوسَهُمْ وَأَبْدانَهُمْ بِأَسْبابِ العِلْمِ وَبِها اسْتَكْبَرُوا عَلَى نَفْسِكَ وَأَعْرَضُوا عَنْ جَمالِكَ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِمَجْدِكَ العَظِيمِ وَاسْمِكَ القَدِيمِ بِأَنْ تُؤَيِّدَ أَحِبَّائَكَ عَلَى نُصرَتِكَ ثُمَّ اجْعَلْهُمْ فِي كُلِّ الأَحْوالِ ناظِرًا إِلى وَجْهِكَ ثُمَّ اكْتُبْ لَهُمْ ما تَفْرَحُ بِهِ القُلُوبُ وَتَقَرُّ بِهِ العُيُونُ، إِنَّكَ أَنْتَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.