سُبْحَانَكَ يا إِلهِي هذا رَأْسِيْ قَدْ وَضَعْتُهُ تَحْتَ سَيْفِ مَشِيَّتِكَ، وَهذا عُنُقِي مُتَرَصِّدٌ لِسَلاسِلِ إِرادَتِكَ، وَإِنَّ هذا قَلْبِيْ مُشْتاقٌ لِرُمْحِ قَضائِكَ وَإِنَّ هذا عَيْنِيْ مُنْتَظِرَةٌ لِبَدائِعِ رَحْمَتِكَ، لأَنَّ كُلَّ ما يَنْزِلُ مِنْ عِنْدِكَ غايَةُ مَقْصُودِ المُشْتاقِينَ وَمُنْتَهى مَطْلَبِ المُقَرَّبِينَ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوبِي حِينَئِذٍ قَدْ فَدَيْتُ نَفْسِي لِمَظاهِرِ نَفْسِكَ وَأَنْفَقْتُ رُوحِي لِبَدائِعِ مَطالِعِ جَمالِكَ، كأَنِّي فَدَيْتُ رُوحِي لِرُوحِكَ وَذاتِي لِذاتِكَ وَجَمالِي لِجَمالِكَ وَأَنْفَقْتُ كُلَّ ذلِكَ فِي سبِيلِكَ وَسَبِيلِ أَوْلِيائِكَ، وَلَوْ أَنَّ الجَسَدَ يَحْزُنُ عِنْدَ نُزُولِ بَلائِكَ وَظُهُورِ قَضائِكَ وَلكِنَّ الرُّوحَ تَسْتَبْشِرُ فِي وَرُودِها عِنْدَ شَرِيعَةِ جَمالِكَ وَنُزوُلِها فِي شاطِئِ بَحْرِ أَزَلِيَّتِكَ، هَلْ يَنْبَغِي لِلْحَبِيبِ أَنْ يُعْرِضَ عَنْ لِقاءِ المَحْبُوبِ أَوْ لِلْعاشِقِ أَنْ يَفِرَّ عَنْ لِقاءِ المَعْشُوقِ حاشا ثُمَّ حاشَا إِنَّا كُلٌّ بِكَ آمِنُونَ وَبِلِقائِكَ آمِلونَ.