مناجاة - سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَنْتَ الَّذِيْ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ فِي عُلُوِّ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٦٢) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٦٢، الصفحة ٧١

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَنْتَ الَّذِيْ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ فِي عُلُوِّ القُدْرَةِ وَالقُوَّةِ وَالجَلالِ وَلا تَزالُ تَكُونُ فِي سُمُوِّ الرِّفْعَةِ وَالعَظَمَةِ وَالإِجْلالِ، كُلُّ العُرَفآءِ مُتَحَيِّرٌ فِي آثارِ صُنْعِكَ وَكُلُّ البُلَغآءِ عاجِزٌ مِنْ إِدْراكِ مَظاهِرِ قُدْرَتِكَ وَاقْتِدارِكَ، كُلُّ ذِي عِرفانٍ اعْتَرَفَ بِالعَجْزِ عَنِ البُلُوغِ إِلى ذُرْوَةِ عِرْفانِكَ وَكُلُّ ذِي عِلْمٍ أَقَرَّ بِالتَّقْصِيرِ عَنْ عِرْفانِ كُنْهِ ذاتِكَ، فَلَمَّا سُدَّ السَّبِيلُ إِلَيْكَ أَظْهَرْتَ مَظاهِرَ نَفْسِكَ بِأَمْرِكَ وَمَشِيَّتِكَ وَأَرْسَلْتَهُمْ إِلى بَرِيَّتِكَ وَجَعَلْتَهُمْ مَشارِقَ إِلْهامِكَ وَمَطالِعَ وَحْيِكَ وَمَخازِنَ عِلْمِكَ وَمَكامِنَ أَمْرِكَ لِيَتَوَجَّهُنَّ كُلٌّ بِهِمْ إِلَيْكَ وَيَسْتَقْرِبُنَّ إِلى مَلَكُوتِ أَمْرِكَ وَجَبَرُوتِ فَضْلِكَ، إِذًا أَسْئَلُكَ يا إِلهِي بِكَ وَبِهِمْ بِأَنْ تُرْسِلَ عَنْ يَمِينِ فَضْلِكَ عَلَى أَهْلِ الأَكْوانِ ما يُطَهِّرُهُمْ عَنِ العِصْيانِ وَيَجْعَلُهُمْ خالِصينَ لِوَجْهِكَ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ الإِحْسانِ لِيَقُوْمُنَّ كُلٌّ عَلَى أَمْرِكَ وَيَنْقَطِعُنَّ عَمَّا دُونَكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ المُخْتارُ، فَيا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَحْبوبِي أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قَدْ تَمَسَّكْتُ بِحَبْلِ عِنايَتِكَ وَتَشَبَّثْتُ بِذَيْلِ رِداءِ عُطُوفَتِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ مِيزانَ الأُمَمِ وَبُرْهانَكَ الأَقْوَمَ بِأَنْ لا تَدَعَنِي بِنَفْسِي وَهَوايَ فَاحْفَظْنِي فِي ظِلِّ عِصْمَتِكَ الكبْری، ثُمَّ أَنْطِقْنِيْ بِثَنآءِ نَفْسِكَ بَيْنَ مَلإِ الإِنشآءِ وَلا تَجْعَلْنِي مَحْرُومًا عَنْ نَفَحاتِ أَيَّامِكَ وَفَوْحَاتِ مَطْلَعِ أَمْرِكَ، وَبِأَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ بِفَضْلِكَ الَّذِيْ أَحَاطَ المَوْجُوداتِ وَرَحْمَتِكَ الَّتِيْ سَبَقَتِ المُمْكِناتِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ فِي قَبْضَتِكَ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ تَفْعَلُ ما تَشآءُ بِأَمرِكَ وَتَحْكُمُ ما تُرِيْدُ بِقُدْرَتِكَ، لا لِمَشِيَّتِكَ مِنْ مانِعٍ وَلا لِحُكْمِكَ مِنْ نَفادٍ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ الوَهَّابُ.

المصادر
المحتوى
OV