مناجاة - يا إِلهِي تَرَى عَبْدَكَ جالِسًا فِي السِّجْنِ مُنْقَطِعًا عَنْ دُونِكَ

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

مناجاة (٦٣) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٦٣، الصفحة ٧٣

يا إِلهِي تَرَى عَبْدَكَ جالِسًا فِي السِّجْنِ مُنْقَطِعًا عَنْ دُونِكَ وَناظِرًا إِلى أُفُقِ عِنايَتِكَ وَراجِيًا بَدائِعَ فَضْلِكَ، أَيْ رَبِّ أَنْتَ أَحْصَيْتَ ما وَرَدَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِكَ وَإِذًا تَراهُ بَيْنَ طُغاةِ خَلْقِكَ وَعُصاةِ بَرِيَّتِكَ الَّذِينَ حالُوا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِكَ وَحَبَسُونِيْ فِي هذِهِ الأَرْضِ ظُلْمًا عَلَيْكَ وَمَنَعُوا عِبادَكَ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَيْكَ، أَيْ رَبِّ لَكَ الحَمْدُ عَلَى كُلِّ ذلِكَ أَسْئَلُكَ بِأَنْ تُوَفِّقَنِيْ وَأَحِبَّتِي لإِعْلآءِ كَلِمَتِكَ ثُمَّ أَثْبِتْنا عَلَى شَأْنٍ لا يَمْنَعُنا شَيْءٌ مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا وَشَدائِدِها عَنْ ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالظَّاهِرُ فَوقَ كُلِّ شَيْءٍ، كُلُّ غالِبٍ مَغْلُوبٌ بِيَدِكَ وَكُلُّ غَنِيٍّ فَقِيرٌ عِنْدَ غَنائِكَ وَكُلُّ ذِيْ عِزَّةٍ ذَلِيلٌ لَدَى ظُهُوراتِ عِزِّكَ وَكُلُّ ذِي قُدْرَةٍ عاجِزٌ عِنْدَ شُئُوناتِ قُدْرَتِكَ، أَيْ رَبِّ شُقَّ سَحَابَ الأَوْهامِ عَنْ وَجْهِ الأَنامِ لِيَسْرُعُنَّ كُلٌّ إِلَيْكَ وَيَسْلُكُنَّ سُبُلَ رِضائِكَ وَمَناهِجَ أَمْرِكَ، أَيْ رَبِّ نَحْنُ عِبادُكَ وَأَرِقَّائُكَ وَاسْتَغْنَيْنا بِكَ عَنِ العالَمِينَ وَرَضِينا بِما وَرَد عَلَيْنا فِي سَبِيلكَ وَنَقُولُ الحَمْدُ لَكَ يا مَنْ بِيَدِكَ جَبَروُتُ الأَمْرِ وَالخَلْقِ وَمَلَكُوتُ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ.

المصادر
المحتوى
OV