مناجاة - يا إِلهِي قَدْ كادَ أَنْ يَصْفَرَّ ما نَبَتَ فِي رِضْوانِ عِزِّ فَرْدَانِيَّتِكَ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٧٠) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٧٠، الصفحة ٨٢

يا إِلهِي قَدْ كادَ أَنْ يَصْفَرَّ ما نَبَتَ فِي رِضْوانِ عِزِّ فَرْدَانِيَّتِكَ فَأَيْنَ أَمْطارُ سَحَابِ رَحْمَتِكَ، وَعَرَّتْ أَغْصانُ سِدْرَةِ وَحْدَانِيَّتِكَ مِنْ حُلَلِ العِزَّةِ وَالعِرْفانِ، فَأَيْنَ رَبِيعُ أَلْطافِكَ وَمَوَاهِبِكَ، قَدْ تَوَقَّفَتْ فُلْكُ أَمْرِكَ عَلَى بَحْرِ الإِمْكانِ فَأَيْنَ أَرْيَاحُ جُودِكَ وَإِحْسَانِكَ، وَأَحَاطَتْ سِرَاجَ أَحَدِيَّتِكَ أَرْياحُ النِّفَاقِ مِنْ كُلِّ الآفَاقِ أَيْنَ زُجَاجَةُ حِفْظِكَ وَإِكرامِكَ، فَيا إِلهِي تَرَى طَرْفَ هؤلآءِ الفُقَرآءِ إِلى أُفُقِ غَنَائِكَ وَأَفْئِدَةَ هؤُلآءِ الضُّعَفآءِ إِلى شَطْرِ قُدْرَتِكَ، أَسْئَلُكَ يا مَقْصُودَ العارِفِينَ وَإِلهَ العالَمِينَ لَمَّا اجْتَذَبْتَهُمْ بِكَلِمَتِكَ العُلْيا لا تُبْعِدْهُمْ عَنْ سُرَادِقِ الَّذِيْ رَفَعْتَهُ بِاسْمِكَ الأَبْهی، أَيْ رَبِّ قَدِ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِمُ الأُمُورُ وَأَحَاطَهُمْ أَهْلُ الفُجُورِ فَأَرْسِلْ مِنْ سَمَاءِ أَمْرِكَ جُنُودَ غَيْبِكَ بِأَعْلامِ نَصْرِكَ لِيَنْصُرُنَّهُمْ فِي مَمْلَكَتِكَ وَيَحْفَظُنَّهُمْ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَسْئَلُكَ يا إِلهِي بِاسْمِكَ الَّذيْ بِهِ أَمْطَرَتِ السَّحَابُ وَجَرَتِ الأَنْهارُ وَاشْتَعَلَتْ نَارُ الحُبِّ فِي الأَشْطَارِ بِأَنْ تَنْصُرَ عَبْدَكَ الَّذيْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ وَنَطَقَ بِذِكْرِكَ وَأَرَادَ نُصْرَتَكَ، ثُمَّ أَثْبِتْهُ يا إِلهِي عَلَى حُبِّكَ وَدِينِكَ، هذا خَيْرٌ لَهُ عَمَّا خُلِقَ فِي أَرْضِكَ لأنَّ الدُّنْيا وَما خُلِقَ فِيها تَفْنَى وَما عِنْدَكَ يَبْقى بِدَوامِ أَسْمائِكَ الحُسْنی، فَوَعِزَّتِك لَوْ تكُونُ الدُّنْيَا باقِيَةً بِدَوَامِ مَلَكُوتِكَ لا يَنْبَغِيْ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَيْها مَنْ شَرِبَ خَمْرَ الوِصالِ مِنْ أَيادِي رَحْمَتِكَ، فَكَيْفَ بَعْدَ عِلْمِهِ بِفَنَائِها وَإِيقانِهِ بِزَوالِها، وَإِنَّ تَغْيِيرَها وَتَغْيِيرَ ما فِيها فِي كُلِّ الأَحْيَانِ لَبُرْهانٌ عَلَى انْعِدامِها، وَالَّذِيْ عَرَفَكَ لا يَنْظُرُ إِلى غَيْرِكَ وَلا يُرِيدُ مِنْكَ إِلاَّ أَنْتَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ مُنْتَهَى أَمَلِ الآمِلِينَ وَغايَةُ رَجآءِ المُخْلِصِينَ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ القَدِيرُ.

المصادر
المحتوى
OV