أَيْ رَبِّ لَكَ الحَمْدُ عَلَى ما أَسْمَعْتَنِي نِدَائَكَ وَدَعَوْتَنِي إِلى نَفْسِكَ وَفَتَحْتَ عَيْنِيْ لِمُشَاهَدَةِ جَمالِكَ وَنَوَّرْتَ قَلْبِي بِعِرْفانِكَ وَقَدَّسْتَ صَدْرِيْ عَنْ شُبُهَاتِ المُشرِكيِنَ فِي أَيَّامِكَ، أَنَا الَّذِيْ يا إِلهِي كُنْتُ راقِدًا عَلَى البِسَاطِ أَرْسَلْتَ عَلَيَّ مُرْسَلاتِ عِناياتِكَ وَنَسَمَاتِ أَلْطَافِكَ وَأَيْقَظَتْنِي عَنِ النَّومِ مُقْبِلاً إِلى حَرَمِ عِرْفانِكَ وَمُتَوَجِّهًا إِلى أَنْوارِ جَمَالِكَ، أَيْ رَبِّ أَنَا الفَقِيرُ قَدْ تَشَبَّثْتُ بِذَيْلِ غَنائِكَ وَهَرَبْتُ عَنِ الظُّلْمَةِ وَالغَفْلَةِ إِلى بَوارِقِ أَنْوارِ وَجْهِكَ، فَوَعِزَّتِكَ لَوْ أَشْكُرُكَ بِدَوامِ مَلَكُوتِكَ وَجَبَرُوتِكَ لَيَكُونُ قَليلاً عِنْدَ عَطَاياكَ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ البَاقِي ثُمَّ بِاسْمِكَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ السَّبَبَ الأَعْظَمَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبادِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مُسْتَجِيرًا بِبَابِكَ وَناطِقًا بِثَنائِكَ، ثُمَّ اكْتُبْ لِي فِي كُلِّ عَوالِمِكَ ما يَجْعَلُنِي مُسْتَظِلاً فِي ظِلِّكَ وَجِوارِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُعْطِ المُتَعالِ الغَفُورُ الْكَرِيمُ.