سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي لَمْ أَدْرِ بِأَيِّ ذِكْرٍ أَذْكُرُكَ وَبِأَيِّ وَصْفٍ أُثْنِيكَ وَبِأَيِّ اسْمٍ أَدْعُوكَ، لَوْ أَدْعُوكَ بِاسْمِ المَالِكَ أُشَاهِدُ بِأَنَّ مَالِكَ مَمالِكَ الإِبْداعِ وَالاخْتِراعِ مَمْلُوكٌ لَكَ وَمَخْلُوقٌ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَإِنْ أَذْكُرُكَ بِاسْمِ القَيُّومِ أُشَاهِدُ بِأَنَّهُ كانَ ساجِدًا عَلَى كفٍّ مِنَ التُّرابِ مِنْ خَشْيَتِكَ وَسَلْطَنَتِكَ وَاقْتِدارِكَ، وَإِنْ أَصِفُكَ بِأَحَدِيَّةِ ذاتِكَ أُشَاهِدُ بِأَنَّ هذا وَصْفٌ أَلْبَسَهُ ظَنِّي ثَوْبَ الوَصْفِيَّةِ وَإِنَّكَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَنِ الظُّنُونِ وَالأَوْهَامِ، فَوَعِزَّتِكَ كُلُّ مَنِ ادَّعى عِرْفانَكَ نَفْسُ ادِّعائِه ِ يَشْهَدُ بِجَهْلِهِ، وَكُلُّ مَنْ يَدَّعِي البُلُوغَ إِلَيْكَ يَشْهَدُ لَهُ كُلُّ الذَّرّاتِ بِالعَجْزِ وَالقُصُورِ، وَلكِنْ أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِيْ سَبَقَتْ مَلَكُوتَ مُلْكِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، قَبِلْتَ مِنْ عِبادِكَ ذِكْرَهُمْ وَثَنائَهُمْ نَفْسَكَ العُلْيا وَأَمَرْتَهُمْ بِذلِكَ لِتُرْفَعَ بِهِ أَعْلامُ هِدايَتِكَ فِي بِلادِكَ وَتَنْتَشِرَ آثارُ رَحْمَانِيَّتِكَ فِي مَمْلَكَتِكَ، وَلِيَصِلُنَّ كُلٌّ إِلى ما قَدَّرْتَ لَهُمْ بِأَمْرِكَ وَقَضَيْتَ لَهُمْ بِقَضائِكَ وَتَقْدِيرِكَ، إِذًا لَمَّا أَشْهَدُ بِعَجْزِي وَعَجْزِ عِبادِكَ أَسْئَلُكَ بِأَنْوارِ جَمالِكَ بِأَنْ لا تَمْنَعَ بَرِيَّتَكَ عَنْ شاطئِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ، ثُمَّ اجْذِبْهُمْ يا إِلهِي بِنَغَماتِ قُدْسِكَ إِلى مَقَرِّ عِزِّ فَرْدانِيَّتِكَ وَمَكْمَنِ قُدْسِ وَحْدانِيَّتِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ الحَاكِمُ المُعْطِ المُتَعالِ المُرِيدُ، ثُمَّ ارْزُقْ يا إِلهِي عَبْدَكَ الَّذِيْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَأَقْبَلَ إِلى وَجْهِكَ وَتَمَسَّكَ بِحَبْلِ عُطُوفَتِكَ وَأَلْطافِكَ مِنْ تَسْنِيمِ رَحْمَتِكَ وَإِفْضالِكَ ثُمَّ أَبْلِغْهُ إِلى ما يَتَمَنَّى وَلا تَحْرِمْهُ عَمَّا عِنْدَكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الْكَرِيمُ.