سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَشْهَدُ لِنَفْسِكَ كمَا شَهِدْتَ لِنَفْسِكَ بِنَفْسِكَ قَبْلَ خَلْقِ الاخْتِراعِ وَذِكْرِ الإِبْداعِ بِأَنّكَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ فِي عُلُوِّ وَحْدانِيَّتِكَ مُقَدَّسًا عَنْ تَوْحِيدِ عِبادِكَ وَلا تَزالُ تَكُونُ فِي سُمُوِّ فَرْدانِيَّتِكَ مُتَعاليًا عَنْ ذِكْرِ خَلْقِكَ لا يَنْبَغِي لِذاتِكَ ذِكْرُ غَيْرِكَ وَلا يَلِيقُ لِنَفْسِكَ وَصْفُ ما سِواكَ، كُلُّ مُوَحِّدٍ تَحَيَّرَ فِي تَوْحِيدِ ذاتِكَ وَاعْتَرَفَ بِالقُصُورِ عَن الصُّعُودِ إِلى عِرْفانِ كُنْهِكَ وَالبُلُوغِ إِلى ذُرْوَةِ عِرفَانِكَ، كُلُّ ذِي قُوَّةٍ أَقَرَّ بِالعَجْزِ وَكُلُّ ذِي عِلْمٍ اعْتَرَفَ بِالجَهْلِ، وَكُلُّ ذِي وُجُودٍ مَعْدُومٌ عِنْدَ ظُهُوراتِ عِزِّ سَلْطَنَتِكَ، وَكُلُّ ذِي ظُهُورٍ مَفْقُودٌ لَدَى شُئُوناتِ عِزِّ عَظَمَتِكَ، وَكُلُّ ذِي نُورٍ مُظْلَمٌ عِنْدَ بَوارِقِ أَنْوارِ وَجْهِكَ، وَكُلُّ ذِي بَيَانٍ كَلِيلٌ عِنْدَ تَنَزُّلِ آياتِ قُدْسِ أَحَديَّتِكَ، وَكُلُّ قائِمٍ مُضْطَرِبٌ عِنْدَ ظُهُورِ عِزِّ قَيُّومِيَّتِكَ، هَلْ لِغَيرِكَ يا إِلهِي مِنْ وُجُودٍ لِيُذْكَرَ تِلْقآءَ ذِكْرِكَ، وَهَلْ لِدُونِكَ مِنْ ظُهُورٍ لِيَكُونَ دَلِيْلاً لِنَفْسِكَ أَوْ مَذْكورًا فِي ساحَةِ عِزِّ تَوْحِيدِكَ، لَمْ تَزَلْ كُنْتَ وَلَمْ يَكنْ مَعَكَ مِنْ شَيءٍ وَلا تَزالُ تَكُونُ بِمِثْلِ ما كُنْتَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ العَليِمُ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَسْئَلُكَ بِذِكْرِكَ العَلِيِّ الأَعْلَى الَّذِيْ أَظْهَرْتَهُ بِاسْمِكَ الأَبْهى بَيْنَ أَهْلِ الإِنْشآءِ، وَجَعَلْتَ مَشِيَّتَهُ ذاتَ مَشِيَّتِكَ وَنَفْسَهُ مَظْهَرَ نَفْسِكَ وَكَيْنُونَتَهُ مَطْلَعَ عِلْمِكَ وَقَلْبَهُ مَخْزَنَ إِلْهامِكَ وَفُؤادَهُ مَهْبَطَ وَحْيِكَ وَصَدْرَهُ مَشْرِقَ أَسْمائِكَ الحُسْنى وَصَفاتِكَ العُلْيا وَلِسانَهُ مَنْبَعَ كَوْثَرِ ثَنائِكَ وَسَلْسَبِيلِ حِكْمَتِكَ بِأَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْنا ما يَجْعَلُنا أَغْنِيآءَ عَنْ دونِكَ وَمُقَدَّسيِنَ عَمَّا سِواكَ وَقاصِدينَ إِلى حَرَمِ رِضائِكَ وَآمِلِينَ ما قَدَّرْتَ لَنا بِتَقْدِيرِكَ، ثُمَّ اجْعَلْنا يا إِلهِي مُنْقَطِعِينَ عَنْ أَنْفُسِنا وَمُتَوَسِّلِينَ بِمَظْهَرِ نَفْسِكَ العَلِيِّ الأَعْلی، ثُمَّ ارْزُقْنا ما هُوَ خَيْرٌ لَنا، ثُمَّ اكْتُبْنا مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالطَّاغُوتِ وَآمَنُوا بِنَفْسِكَ وَاسْتَقَرُّوا عَلَى سُرُرِ الإِيْقانِ عَلَى شَأْنٍ ما مَنَعَتْهُمْ إِشاراتُ الشَّيْطانِ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى شَطْرِ اسْمِكَ الرَّحْمنِ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ وَالحاكِمُ عَلَى ما تُرِيدُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المَلِكَ المُتَعالِ المُقْتَدِرُ المُعْطِ العَلِيمُ الحَكِيمُ.