مناجاة - يا مَنْ ذِكْرُكَ أَنِيسُ قُلُوبِ المُشْتاقِينَ وَاسْمُكَ حَبِيبُ أَفئِدَةِ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٨٠) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٨٠، الصفحة ٨٠

يا مَنْ ذِكْرُكَ أَنِيسُ قُلُوبِ المُشْتاقِينَ وَاسْمُكَ حَبِيبُ أَفئِدَةِ المُخْلِصِينَ وَثَنائُكَ مَحْبُوبُ المُقَرَّبِينَ وَوَجْهُكَ مَقْصَدُ العارِفِينَ وَدائُكَ شِفآءُ صُدُورِ المُقْبِلِينَ وَبَلائُكَ غايَةُ مُرادِ المُنْقَطِعِينَ، سُبْحانَكَ سُبْحَانَكَ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ مُلْكَ السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ يا مَنْ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ انْصَعَقَتِ المُمْكِناتُ وَتَفَرَّقَتْ أَرْكانُها وَبِكَلِمَةٍ أُخْرى اجْتَمَعَتْ وَرُكِّبَ كُلُّ جُزْءٍ بِالْجُزْءِ الآخَرِ، سُبْحَانَكَ يا مَنْ كُنْتَ قادِرًا عَلَى مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَمُقْتَدِرًا عَلَى مَنْ فِي جَبَرُوتِ الأَمْرِ وَالْخَلْقِ، لَيْسَ لَكَ شِبْهٌ فِي الإِبْداعِ وَلا مِثْلٌ فِي الاخْتِراعِ، ما عَرَفَكَ نَفْسٌ وَما بَلَغَ إِلَيْكَ أَحَدٌ، فَوَعِزَّتِكَ لَوْ يَطِيرُ أَحَدٌ بِأَجْنِحَةِ الغَيْبِ وَالشُّهُودِ فِي هَوآءِ عِرْفانِكَ بِدَوامِ نَفْسِكَ لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يَتَجاوَزَ مِنَ الحُدُوداتِ الكَوْنِيَّةِ، مَنْ كانَ شَأْنُهُ هذا كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يَطِيرَ فِي هَوآءِ عِزِّ اَحَدِيَّتِكَ، إِنَّ العارِفَ مَنْ أَقَرَّ بِالعَجْزِ وَاعْتَرَفَ بِالذَّنْبِ لأنَّ الوُجُودَ لَوْ يُذْكرُ تِلْقآءَ مَدْيَنِ ظُهُوراتِ عِزِّ أَمْرِكَ إِنَّهُ لَذَنْبٌ لا يُعادِلُهُ ذَنْبٌ فِي مَمالِكَ إِبْداعِكَ وَاخْتِراعِكَ، أَيْ رَبِّ إِذا أَظْهَرْتَ طَلائِعَ آياتِ عِزِّ سَلْطَنَتِكَ وَاقْتِدارِكَ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَدَّعِيَ الوُجُودَ لِنَفْسِهِ، كُلُّ الوُجُودِ مَفْقُودٌ لَدَى ظُهُوراتِ عِزِّ أَحَدِيَّتِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ يا مالِكَ المُلُوكَ أَسْئَلُكَ بِنَفْسِكَ وَبِمَظاهِرِ أَمْرِكَ وَمَطالِعِ قُدْرَتِكَ بِأَنْ تَكْتُبَ لَنا ما كَتَبْتَهُ لأصْفِيائِكَ وَلا تَجْعَلَنا مَحْرُومِينَ عَمَّا قَدَّرْتَهُ لأَوْلِيائِكَ الَّذِينَ إِذَا سَمِعُوا نِدائَكَ سَرُعُوا إِلَيْكَ، وَإِذَا أَشْرَقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْوارُ الوَجْهِ سَجَدُوا لَهُ، أَيْ رَبِّ نَحْنُ عِبادُكَ وَفِي قَبْضَةِ قُدْرَتِكَ لَوْ تُعَذِّبُنا بِعَذابِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَتكُونُ عادِلاً فِي أَمْرِكَ وَمَحْمُودًا فِي فِعْلِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.

المصادر
المحتوى
OV