سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى فَقْرِي وَافْتِقارِي وَضُرِّيْ وَاضْطِراري وَعَجْزِيْ وَانْكِسَارِيْ وَنُدْبَتِي وَبُكَائِي وَحُزْنِيْ وَابْتِلائِيْ، فَوَعِزَّتِكَ قَدْ بَلَغْتُ فِي الذِّلَّةِ إِلى مَقامٍ يَسْتَهْزِءُ عَلَيَّ عِبادُكَ الغافِلُونَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنِّي أَكُونُ مَعْرُوفًا بِاسْمِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَلا يُرى فِي شَأْنِي إِلاَّ شَأْنُكَ وَلا فِي وَصْفِي إِلاَّ وَصْفُكَ وَلا فِي كَيْنُونَتِي إِلاَّ ظُهُوراتُ آياتِ أَحَدِيَّتِكَ وَلا فِي ذاتِيَّتِيْ إِلاَّ برُوزاتُ تَوحِيدِكَ، وَإِنَّكَ اشْتَهَرْتَ كُلَّ ذلِكَ بَيْنَ بِرِيَّتِكَ بِحَيْثُ لا يَعْرِفُنِي أَحَدٌ إِلاَّ بِاسْمِكَ، وَإِنِّيْ فَوَعِزَّتِكَ لا أَجْزَعُ بِما وَرَدَ عَلَيَّ فِي سَبِيلِكَ، وَلكِنْ أُشاهِدُ أَنَّ بِذِلَّتِي ضَعُفَتْ قُلُوبُ أَحِبَّائِكَ وَاسْتَفْرَحَتْ أَفْئِدَةُ أَعْدائِكَ بِحَيْثُ يَشْمَتُونَ عَلَى الَّذِينَ انْقَطَعُوا عَمَّا سِواكَ وَسَرُعُوا إِلى شَرِيعَةِ ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ، وَقَدْ بَلَغُوا فِي الغَفْلَةِ إِلى مَقامٍ إِذا يَمُرُّونَ عَلَى أَحِبَّتِكَ يُحَرِّكُونَ رُؤوسَهُمْ اسْتِهْزاءً لأمْرِكَ وَيَقُولُونَ أَيْنَ رَبُّكُمُ الَّذِيْ تَذْكُرُونَهُ بِاللَّيالِي وَالأَيَّامِ وَأَيْنَ سُلْطانُكُمُ الَّذِيْ تَدْعُونَ بِهِ الأَنامَ، وَقَدْ بَلَغُوا فِي الغُرُورِ وَالاسْتِكْبارِ إِلى مَقامٍ أَنْكَرُوا قُدْرَتَكَ وَسَلْطَنَتَكَ وَاقْتِدارَكَ، إِنِّي فَوَعِزَّتِكَ أُحِبُّ ضُرِّيْ وَضُرَّ أَحِبَّائِي فِي سَبِيْلِكَ وَلكِنْ صَعْبٌ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ بِأَنْ يَسْمَعُوا مِنْهُمْ مِنَ الاعْتِراضِ وَالإِنْكارِ ما يَرْجِعُ إِلى نَفْسِكَ المُخْتارِ، إِلى مَ يا إِلهِي اسْتَوَيْتَ عَلَى عَرْشِ الصَّبْرِ وَالاصْطِبارِ؟ تَكَلَّمْ بِكَلِمَةٍ مِنَ القَهْرِ يا مَنْ لا تُدْرَكَ بِالأَبْصارِ، إِنَّ الرَّحْمَةَ مَحْبُوبٌ لِلْمُخْلِصِينَ مِنْ عِبادِكَ وَالنَّقْمَةَ لِلْمُشْرِكينَ مِنْ أَعْدائِكَ، أَيْ رَبِّ فَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ ما يُوقِنُنَّ بِهِ عَلَى قَهْرِكَ وَقَهَّارِيَّتِكَ وَيَعْرِفُنَّ قُدْرَتَكَ وَاقْتِدارَكَ، وَلَوْلا تَنْصُرُ يا إِلهِي أَحِبَّتَكَ فَانْصُرْ نَفْسَكَ وَذِكْرَكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ تَمَوَّجَ بَحْرُ غَضَبِكَ بِأَنْ تُعَذِّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِكَ وَبِآياتِكَ، ثُمَّ اخْذُلْهُمْ بِقُدْرَتِكَ وَاقْتِدارِكَ وَعَزِّزِ الَّذيِنَ هُمْ تَوَجَّهُوا إِلَيْكَ خالِصِينَ لِوَجْهِكَ لِتَرْتَفِعَ بِهِمْ أَعْلامُ ذِكْرِكَ فِي البِلادِ وَتَنْتَشِرَ بِهِمْ آثارُكَ بَيْنَ العِبادِ لِيَشْهَدَنَّ كُلٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ المُتَعالِ.