لَمْ أَدْرِ يا إِلهِي بِأَيِّ نارٍ أَوْقَدْتَ سِرَاجَ أَمْرِكَ وَبِأَيِّ زُجاجَةٍ حَفِظْتَهُ مِنْ أَعَادِي نَفْسِكَ، فَوَعِزَّتِكَ صِرْتُ مُتَحَيِّرًا فِي بَدائِعِ أَمْرِكَ وَظُهُوراتِ عَظَمَتِكَ، أَرى يا مَقْصُودِيْ بِأَنَّ النَّارَ لَوْ يَمَسُّها المَاءُ تَخْمُدُ فِي الحِينِ، وَهذِهِ النَّارُ لا تُخْمِدُها بُحُورُ العالَمِينَ، وَإِذا يُصَبُّ عَلَيْها المَاءُ تَنْقَلِبُهُ أَيْدِي قُدْرَتِكَ وَتَجْعَلُهُ دُهْنًا لَها بِما قُدِّرَ فِي أَلْواحِكَ، وَأَرَى يا إِلهِي بِأَنَّ المِصْبَاحَ إِذا أَحَاطَتْهُ الأَرْياحُ يَطْفَأُ فِي نَفْسِهِ، لَمْ أَدْرِ يا مَحْبُوبَ العالَمِينَ بِأَيِّ قُدْرَةٍ حَفِظْتَهُ فِي سِنِينٍ مَعْدُوداتٍ مِنْ أَرياحِ الَّتِيْ تَمُرُّ فِي كُلِّ الأَحْيانِ مِنْ شَطْرِ مَظاهِرِ الطُّغْيَانِ، فَوَعِزَّتِكَ يا إِلهِي إِنَّ سِرَاجَكَ فِي هَيْكَلِ الإِنْسانِ يُنادِيكَ وَيَقُولُ أَيْ مَحْبُوبِي إِلى مَتى تَرَكْتَنِي فَارْفَعْنِي إِلَيْكَ، وَلَوْ أَنَّ ما أَتَكَلَّمُ بِهِ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ مِنْ لِسَانِ بَرِيَّتِكَ وَلكِنْ أَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَفْدِيَ نَفْسِيْ فِي سَبِيلِكَ وَإِنَّكَ جَعَلْتَ إِرادَتِي نَفْسَ إِرادَتِكَ وَمَشِيَّتِي ذاتَ مَشِيَّتِكَ، أَسئَلُكَ بِأَنْ تَحْفَظَ أَحِبَّائَكَ فِي ظِلِّ رَحْمَتِكَ الكُبْرَى لِئَلا تَمْنَعَهُمُ البَلايا عَنْ شَطْرِ اسْمِكَ العَزِيزِ الوَهَّابِ.