سُبْحَانَكَ يا إِلهِي لَوْلا البَلايا فِي سَبِيلِكَ مِنْ أَيْنَ تَظْهَرُ مَقاماتُ عاشِقِيكَ، وَلَوْلا الرَّزَايا فِي حُبِّكَ بِأَيِّ شَيْءٍ تُبَيَّنُ شُئُونُ مُشْتاقِيكَ، وَعِزَّتِكَ أَنِيسُ مُحِبِّيكَ دُمُوعُ عُيُونِهِمْ وَمُؤْنِسُ مُرِيدِيكَ زَفَراتُ قُلُوبِهِمْ وَغِذَاءُ قاصِدِيكَ قَطَعاتُ أَكْبادِهِمْ، وَما أَلَذَّ سَمَّ الرَّدى فِي سَبِيلِكَ وَما أَعَزَّ سَهْمَ الأَعْدآءِ لإِعْلآءِ كَلِمَتِكَ، يا إِلهِي أَشْرِبْنِي فِي أَمْرِكَ ما أَرَدْتَهُ وَأَنْزِلْ عَلَيَّ فِي حُبِّكَ ما قَدَّرْتَهُ، وَعِزَّتِكَ ما أُرِيْدُ إِلاَّ ما تُرِيْدُ وَلا أُحِبُّ إِلاَّ ما أَنْتَ تُحِبُّ، تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فِي كُلِّ الأَحْوالِ، أَسْئَلُكَ يا إِلهِي أَنْ تُظْهِرَ لِنُصْرَةِ هذا الأَمْرِ مَنْ كانَ قابِلاً لاسْمِكَ وَسُلْطانِكَ، لِيَذْكرَنِي بَيْنَ خَلْقِكَ وَيَرْفَعَ أَعْلامَ نَصْرِكَ فِي مَمْلَكَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.