سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي فَأَمْطِرْ مِنْ سَحابِ فَيْضِ فَضْلِكَ ما تُطَهَّرُ بِهِ أَفْئِدَةُ عِبادِكَ عَمَّا يَحْجُبُهُمْ عَنِ النَّظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَيَمْنَعُهُمْ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى نَفْسِكَ لِيَعْرِفُنَّ كُلٌّ مُوجِدَهُمْ وَخالِقَهُمْ ثُمَّ أَصْعِدْهُمْ يا إِلهِي بِسُلْطانِ قُدرَتِكَ إِلى مَقامٍ يُمَيِّزُونَ النَّكْهَةَ الدَّفْرآءَ مِنْ رائِحَةِ قَمِيصِ اسْمِكَ العَلِيِّ الأَعْلی، وَيُقْبِلُونَ إِلَيْكَ بِقُلُوبِهِمْ وَيُؤانِسُونَ مَعَكَ فِي خَفِيَّاتِ سِرِّهِمْ بِحَيْثُ لَوْ يُؤْتُونَ ما فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ لا يَعْتَنُونَ بِهِ وَلا يَشْغَلُهُمْ عَنْ ذِكْرِكَ وَوَصْفِكَ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا مَحْبُوبِي وَرَجائِي بِأَنْ تَحْفَظَ عَبْدَكَ الَّذِيْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ مِنْ سِهامِ إِشَاراتِ المُنْكرِينَ وَرِماحِ دَلالاتِ المُعْرِضِينَ، ثُمَّ اجْعَلْهُ خالِصًا لِنَفْسِكَ وَناطِقًا بِذِكْرِكَ وَمُتَوَجِّهًا إِلى كَعْبَةِ أَمْرِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ ما خَيَّبْتَ الآمِلِينَ عَنْ بابِ رَحْمَتِكَ وَما مَنَعْتَ القاصِدِينَ عَنْ سَاحَةِ فَضْلِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ المُتَكَبِّرُ المُخْتَارُ.