سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ مِنْهُ تَمَوَّجَ فِي كُلِّ قَطْرَةٍ بُحُورُ رَحْمَتِكَ وَأَلْطَافِكَ، وَظَهَرَ فِي كُلِّ ذَرَّةٍ أَنْوارُ شَمْسِ مَكْرُمَتِكَ وَمَواهِبِكَ، بِأَنْ تُزَيِّنَ كُلَّ نَفْسٍ بِطِرازِ حُبِّكَ لِئَلا يَبْقَى أَحَدٌ فِي أَرْضِكَ إِلاَّ وَيَكُونُ مُقْبِلاً إِلَيْكَ وَمُنْقَطِعًا عَمَّنْ سِواكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا إِلهِي قَبِلْتَ كُلَّ الضَّرَّاءِ لِمَظْهَرِ نَفْسِكَ لِيَصِلُنَّ عِبادُكَ إِلى ذُرْوَةِ فَضْلِكَ وَما قَدَّرْتَ لَهُمْ فِي أَلْواحِ القَضآءِ بِجُودِكَ وَأَلْطافِك، فَوَعِزَّتِكَ لَوْ يَفْدُونَ فِي كُلِّ حِينٍ أَنْفُسَهُمْ فِي سَبِيلِكَ لَيَكُونُ قَلِيلاً عِنْدَ عَطَاياكَ، إِذًا أَسْئَلُكَ بِأَنْ تَجْعَلَهُمْ راغِبينَ إِلَيْكَ وَمُقْبِلِينَ إِلى شَطْرِ رِضاكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُتَعالِ العَزِيزُ الغَفَّارُ، ثُمَّ اقْبَلْ يا إِلهِي مِنْ عَبْدِكَ ما ظَهَرَ مِنْهُ حُبًّا لِنَفْسِكَ، ثُمَّ اسْتَقِمْهُ عَلَى كَلِمَتِكَ العُلْيَا، ثُمَّ أَنْطِقْهُ بِثَنآءِ نَفْسِكَ وَاحْشُرْهُ مَعَ المُقَرَّبِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ فِي قَبْضَتِكَ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ المُخْتارُ.