سُبْحَانَكَ يا مَنْ فِي قَبْضَتِكَ زِمَامُ أَفْئِدَةِ العارِفِينَ وَفِي يَمِينِكَ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ، تَفْعَلُ ما تَشآءُ بِقُدْرَتِكَ وَتَحْكُمُ ما تُرِيدُ بِإِرادَتِكَ، كُلُّ ذِيْ مَشِيَّةٍ مَعْدُومٌ عِنْدَ ظُهُوراتِ مَشيَّتِكَ، وَكُلُّ ذِي إِرادَةٍ مَفْقُودٌ لَدَى شُئُوناتِ إِرادَتِكَ، أَنْتَ الَّذِيْ بِكَلِمَتِكَ اجْتَذَبْتَ قُلُوبَ الأَصْفِيآءِ عَلَى شَأْنٍ انْقَطَعُوا فِي حُبِّكَ عَمَّا سِواكَ، وَأَنْفَقُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَرْواحَهُمْ فِي سَبِيلِكَ وَحَمَلُوا فِي حُبِّكَ ما لا حَمَلَهُ أَحَدٌ مِنْ بَرِيَّتِكَ، أَيْ رَبِّ أَنَا أَمَةٌ مِنْ إِمائِكَ تَوَجَّهْتُ إِلى مَدْيَنِ رَحْمَتِكَ وَأَرَدْتُ بَدائِعَ أَلْطَافِكَ، لأنَّ كُلَّ جَوارِحِيْ تَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ الْكَرِيمُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ، يا مَنْ وَجْهُكَ كَعْبَتِي وَجَمالُكَ حَرَمِي وشَطْرُكَ مَطْلَبِي وَذِكْرُكَ رَجائِي وَحُبُّكَ مُؤنِسِيْ وَعِشْقُكَ مُوجِدِيْ وَذِكْرُكَ أَنيسِيْ وَقُرْبُكَ أَمَلِي وَوَصْلُكَ غَايَةُ رَجَائِي وَمُنْتَهى مَطْلَبِيْ، أَسْئَلُكَ أَنْ لا تُخَيِّبَنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لِخِيرَةِ إِمائِكَ، ثُمَّ ارْزُقنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَإِنَّكَ أَنْتَ سُلْطَانُ البَرِيَّةِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الْكَرِيمُ.