مناجاة - سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى اضْطِرابِي وَهَمِّي وَغَمِّي وَابْتِلائِي

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (١٠٠) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ١٠٠، الصفحة ١١٣

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى اضْطِرابِي وَهَمِّي وَغَمِّي وَابْتِلائِي، فَوَعِزَّتِكَ قَلْبُ البَهَاءِ يَنُوحُ بِما وَرَدَ عَلَى أَحِبَّائِهِ فِي سَبِيلِكَ، وَعَيْنُهُ يَتَذَرَّفُ بِما صَعَدَ إِلَيْكَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مِنَ الَّذِينَ نَبَذُوا الدُّنْيا عَنْ وَرائِهِمْ وَتَوَجَّهُوا إِلى شَاطِئِ عِزِّ رَحْمَتِكَ، فَأَلْبِسْهُمْ يا إِلهِي رِدَاءَ مَكْرُمَتِكَ وَأَثْوابَ رَحْمَتِكَ الَّتِيْ جَعَلْتَها مُخْتَصَّةً لِنَفْسِكَ وَنَسَجَتْها أَيادِي أَلْطافِكَ وَمَواهِبِكَ، ثُمَّ أَشْرِبْهُم مِنْ كُأُوسِ رَحْمَتِكَ الكُبْرى مِنْ أَيادِي عُطُوفَتِكَ، ثُمَّ أَسْكِنْهُمْ يا مَحْبُوبِي فِي جِوارِكَ حَوْلَ سُرادِقِ الأَبْهَی، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَعَّالٌ لِما تَشَاءُ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ بِقِدَمِ ذاتِكَ بِأَنْ تُصَبِّرَ البَهآءَ فِي هذِهِ المُصِيْباتِ الَّتِيْ فِيها نَاحَتْ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلَی، وَبَكَتْ أَهْلُ جَنَّةِ المَأْوَی، وَأَخَذَتْ كُلَّ الوُجُوهِ غُبارُ الصَّفْرآءِ فِي هذا الحُزْنِ الَّذِيْ أَحَاطَ عِبادَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا إِلى شَطْرِ اسْمِكَ العَلِيِّ الأَعْلى لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعَالِ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَيا إِلهِي كُلُّ العِبَادِ مَشْغُولَةٌ بِأَنْفُسِهِمْ مِنْ شِدَّةِ البَلايا الَّتِيْ أَحَاطَتْهُمْ مِنْ قَضائِكَ، وَلِسَانُ البَهآءِ مَشْغُولٌ بِذِكْرِ أَصْفِيائِكَ وَقَلْبُ البَهآءِ ذاكِرٌ لأَحِبَّائِكَ وَأَرِقَّائِكَ، فَيا إِلهِي لا تَنْظُرْ إِلَيَّ وَعَلَى ما غَفَلْتُ فِي أَدآءِ خِدْمَتِكَ، فَانْظُرْ إِلى بُحُورِ رَحْمَتِكَ وَأَلْطافِكَ وَإِلى ما يَلِيقُ لِجَلالِكَ وَعَفْوِكَ وَيَنْبَغِي لأَلْطَافِكَ وَمَواهِبِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الْكَرِيمُ.

المصادر
المحتوى
OV