سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَنْتَ الَّذِيْ بِعِزَّتِكَ تَعَزَّزَ أُولُوا العِزَّةِ وَالإِعْزَازِ، وَبِقُدْرَتِكَ اسْتَقْدَرَ أُولُوا القُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ وَبِأَمْرِكَ اسْتَعْلَى مَظَاهِرُ أَمْرِكَ عَلَى مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، ومِنْ كَوْثَرِ مِدَادِكَ اسْتَحْيَتْ أَفْئِدَةُ أَهْلِ مَلَكُوتِ الإِنْشآءِ، أَيْ رَبِّ أَنَا الَّذِيْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ خَالِصًا لِوَجْهِكَ وَأَقْبَلْتُ إِلى حَرَمِ الأُنْسِ وَكَعْبَةِ القُدْسِ مُقِرًّا بِقُدْرَتِكَ وَسَلْطَنَتِكَ، إِلى أَنْ وَرَدْتُ المَدِيْنَةَ الَّتِيْ فِيْهَا تَجَلَّيْتَ عَلَى كُلِّ الأَشْياءِ بِكُلِّ أَسْمائِكَ وَعَاشَرتُ مَعَ أَحِبَّائِكَ وَوَجَدْتُ مِنَ البَيْتِ نَفَحَاتِ قُدْسِكَ وَفَوْحَاتِ أُنْسِكَ، أَيْ رَبِّ لا تُخَيِّبْنِي عَنْ بَابِكَ وَلا تَطْرُدْنِيْ عَنْ شَاطِئِ حُبِّكَ وَرِضَائِكَ، لأنَّ الفَقِيرَ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ مَلْجَأً إِلاَّ بَابَ غَنَائِكَ، وَإِنَّ المَطْرُودَ لا تَسْتَقِرُّ نَفْسُهُ إِلاَّ فِي جِوارِ عِنَايَتِكَ، أَيْ رَبِّ لَكَ الحَمْدُ بِمَا عَرَّفْتَنِي مَظْهَرَ نَفْسِكَ وَجَعَلْتَنِي مُوقِنًا بِآياتِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِي ثَابِتًا عَلَى ما أَمَرْتَنِي بِهِ وَحَافِظًا لِلَئالِئِ حُبِّكَ الَّتِيْ جَعَلْتَ قَلْبِيْ مَخْزَنَهَا وَمَكمَنَهَا، ثُمَّ أَنْزِلْ يا إِلهِي فِي كُلِّ حِينٍ ما يَحْفَظُنِي عَنْ دُونِكَ وَيَسْتَقِيمُنِي عَلَى أَمْرِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ وَإِنَّكَ أَنْتَ القَدِيرُ وَإِنَّكَ أَنْتَ الحَكِيمُ وَإِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُعْطِ البَاذِلُ المُقْتَدِرُ الغَفَّارُ وَالحَمْدُ لِلَّهِ العَزِيزِ الجَبَّارِ.