يا إِلهِي تَرَى بِأَنَّ السُّكرَ أَخَذَ عِبادَكَ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَنْ جَمَالِكَ وَاعْتَرَضُوا عَلَى ما نُزِّلَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ عَظَمَتِكَ، قَدْ أَتَيْتُ يا إِلهِي عَلَى ظُلَلِ المَعَانِي وَالبَيَانِ، إِذًا اضْطَرَبَتْ أَهْلُ الأَكْوانِ وَتَزَلْزَلَتْ أَرْكانُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِبُرْهانِكَ، يا مَنْ فِي قَبْضَتِكَ مَنْ فِي الإِمْكانِ، أَنْتَ الَّذِيْ يا إِلهِي نادَيْتَ الكُلَّ إِلى شَطْرِ رَحْمَتِكَ وَدَعَوْتَهُمْ إِلى أُفُقِ فَضْلِكَ وَأَلْطَافِكَ، وَما أَجَابَكَ إِلاَّ الَّذِينَ انْقَطَعُوا عَنْ دُونِكَ وَسَرُعُوا إِلى مَشْرِقِ جَمالِكَ وَمَطْلَعِ وَحْيِكَ وَإِلْهامِكَ، تَعْلَمُ يا إِلهِي لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مَنْ يَذْكُرُكَ إِلاَّ هؤلآءِ وَتَراهُمْ بَيْنَ أَيْدِي الظَّالِمِينَ مِنْ خَلْقِكَ، وَمِنْهُمْ يا إِلهِي مَنْ سُفِكَ دَمُهُ فِي سَبِيلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ عَنْ دِيارِه مُتَوَجِّهًا إِلى مَقَرِّ عَرْشِكَ وَمُنِعَ عَنِ الدُّخُولِ فِي فِنآءِ عَظَمَتِكَ، وَمِنْهُمْ فِي السَّلاسِلِ وَالأَغْلالِ وَمِنْهُمْ بَيْنَ أَيادِيْ الفُجَّارِ، أَسْئَلُكَ يا مَنْ بِيَدِكَ زِمامُ الاخْتِيارِ بِأَنْ تَنْصُرَهُمْ بِبَدائِعِ نُصْرَتِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ أَخَذَتْهُمُ الذِّلَّةُ فِي سَبِيلِكَ عَزِّزْهُمْ بِسُلْطانِكَ، وَقَدْ أَخَذَهُمُ الضَّعْفُ فِي حُبِّكَ فَأَغْلِبْهُمْ عَلَى الأَعْدآءِ بِقُدْرَتِكَ وَاقْتِدارِكَ، وَلَوْ أَنِّيْ يا إِلهِي أَعْلَمُ بِأَنَّكَ قَدَّرْتَ لَهُمْ ما لا يُعادِلُ بِهِ ما فِي سَمائِكَ وَأَرْضِكَ وَلكِنْ أُحِبُّ بِأَنْ تَراهُمْ فِي العِزَّةِ وَالاقْتِدارِ فِي أَيَّامِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى خَلْقِكَ كُلٌّ فِي قَبْضَتِكَ وَفِي كَفِّ اقْتِدارِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَلِيمُ الحَكِيمُ.