سُبْحَانَكَ يا إِلهِي أَشْهَدُ بِأَنَّ العِبادَ لَوْ يَتَوَجَّهُونَ إِلَيْكَ بِبَصَرِ الَّذِيْ خَلَقْتَ فِيْهِمْ وَسَمْعِ الَّذِيْ أَعْطَيْتَهُمْ لَتَجْذِبُهُم كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ الَّتِيْ نُزِّلَتْ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ عَظَمَتِكَ وَبِها تَسْتَضِيْءُ وُجُوهُهُمْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ وَتَطِيرُ أَرْواحُهُمْ فِي هَوآءِ عِزِّ أَحَدِيَّتِكَ وَسَمَاءِ رُبُوبِيَّتِكَ، أَسْئَلُكَ يا مالِكَ الأَسْماءِ وَمَلِيكَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ بِأَنْ تَجْعَلَ أَحِبَّائَكَ كُؤوسَ رَحْمَتِكَ فِي أَيَّامِكَ لِيَحْيَيَنَّ بِهِمْ قُلُوبُ عِبادِكَ، ثُمَّ اجْعَلْهُمْ يا إِلهِي أَمْطَارَ سَحَابِ فَضْلِكَ وَأَرْياحَ رَبِيعِ عِنَايَتِكَ لِتَخْضَرَّ بِهِمْ أَراضِي قُلُوبِ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ وَيَنْبُتَ مِنْهَا ما تَفُوحُ نَفَحاتُها فِي مَمْلَكَتِكَ لِيَجِدَنَّ كُلٌّ رائِحَةَ قَمِيصِ أَمْرِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تُرِيدُ، فَوَعِزَّتِكَ يا إِلهِي مَن شَرِبَ مِن كَأْسِ الَّتِيْ تَدُورُ بِهَا يَدُ رَحْمَتِكَ يَنْقَطِعُ عَنْ دُونِكَ وَيَنْجَذِبُ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ عِبادُكَ الَّذِينَ رَقَدُوا فِي مِهَادِ الغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ، وَيَتَوَجَّهُونَ إِلى شَطْرِ آيَتِكَ الكُبْرَى وَلا يُرِيدُونَ مِنكَ إِلاَّ أَنْتَ وَلا يَطْلُبُونَ إِلاَّ ما قَدَّرْتَ لَهُمْ مِنْ قَلَمِ قَضَائِكَ فِي لَوحِ تَقْدِيرِكَ إِذًا يا إِلهِي بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ فَأَنْزِلْ عَلَى أَحِبَّتِكَ ما يُقَرِّبُهُمْ إِلَيْكَ فِي كُلِّ الأَحْوالِ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ المُسْتَعَانُ.