سُبْحَانَكَ يا إِلهِي قَدْ ظَهَرَتْ طَلائِعُ رَبِيعِ فَضْلِكَ وَاخْضَرَّتْ بِها أَراضِي مَمْلَكَتِكَ وَأَمْطَرَتْ سَحَابُ سَمآءِ كَرَمِكَ عَلَى هذِهِ المَدِينَةِ الَّتِيْ فِيها حُبِسَ مَنْ أَرادَ عَتْقَ بَرِيَّتِكَ، وَبِهِ تَزَيَّنَتْ أَرْضُها وَتَرَوَّى أَشْجارُها وَاسْتَفْرَحَتْ أَهْلُها، وَلكِنَّ قُلُوبَ أَحِبَّتِكَ لا تُسَرُّ إِلاَّ مِنْ رَبِيعِ عَواطِفِكَ الَّذِيْ بِهِ تَخْضَرُّ الْقُلُوبُ وَتُجَدَّدُ النُّفُوسُ وَتَثْمُرُ أَشْجارُ الوُجُودِ، أَيْ رَبِّ قَدْ اصْفَرَّ نَباتُ قُلُوبِ أَحِبَّتِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيهِمْ مِنْ سَحَابِ المَعَانِي ما يُنْبِتُ مِنْ صُدُورِهِمْ كَلأُ عِلْمِكَ وَحِكْمَتِكَ، ثُمَّ اسْرُرْهُمْ بِإِظْهارِ أَمْرِكَ وَاسْتِعْلآءِ سَلْطَنَتِكَ، أَيْ ربِّ كُلٌّ مُتَرَصِّدٌ إِلى شَطْرِ جُودِكَ وَمُتَوَجِّهٌ إِلى أُفُقِ فَضْلِكَ لا تَحْرِمْهُمْ بِإِحْسَانِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ بِسُلْطانِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيزُ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.