مناجاة - سُبْحَانَكَ يا إِلهِي تَرَى كَيْفَ ابْتُلِيْتُ بَيْنَ عِبادِكَ وَما وَرَد عَلَيَّ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (١١٩) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ١١٩، الصفحة ١٣٦

سُبْحَانَكَ يا إِلهِي تَرَى كَيْفَ ابْتُلِيْتُ بَيْنَ عِبادِكَ وَما وَرَد عَلَيَّ فِي سَبِيلِكَ، أَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنِّي ما تَكَلَّمْتُ إِلاَّ بِإِذْنِكَ وَما يُفَكُّ شَفَتَائِي إِلاَّ بِأمْرِكَ وَإِرادَتِكَ، وَما تَنَفَّسْتُ إِلاَّ بِذِكْرِكَ وَثَنائِكَ وَما دَعَوْتُ الكُلَّ إِلاَّ إِلى ما دَعَا بِهِ أَصْفِيائُكَ فِي أَزَلِ الآزالِ، وَمَا أَمَرْتُهُمْ إِلاَّ بِما يُقَرِّبُهُمْ إِلى مَشْرِقِ عِنايَتِكَ وَمَطْلَعِ أَلْطافِكَ وَأُفُقِ غَنائِكَ وَمَظْهَرِ وَحْيِكَ وَإِلْهامِكَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ يا إِلهِي بِأَنِّي ما قَصَّرْتُ فِي أَمْرِكَ، أَرْسَلْتُ فِي كُلِّ الأَحْيانِ نَفَحَاتِ وَحْيِكَ عَلَى الأَشْطارِ وَعَرْفَ قَمِيصِ رَحْمانِيَّتِكَ إِلى الأَقْطَارِ، لَعَلَّ يَجِدُونَهُ عِبادُكَ وَيَتَوَجَّهُونَ بِهِ إلَيْكَ، أَسْئَلُكَ يا إِلهِي بِأَنْوارِ أَحَدِيَّتِكَ وَمَهابِطِ وَحْيِكَ بِأَنْ تُنَزِّلَ مِنْ سَحَابِ رَحْمَتِكَ ما يُطَهَّرُ بِهِ قُلُوبُ الَّذيِنَ تَوَجَّهُوا إِلَيْكَ ثُمَّ امْحِ عَنْ صُدُورِهِمْ ما يَعْتَرِضُ بِهِ العِبادُ فِي أَمْرِكَ، يا إِلهِي غَلَبَتْ إِرادَتُكَ إِرادَتِي وَظَهَرَ مِنِّيْ ما ابْتُلِيْتُ بِهِ فَارْحَمْنِي يا أَرْحَمَ الَّراحِمِينَ، وَفِّقْ يا إِلهِي عِبادَكَ عَلَى نُصْرَةِ أَمْرِكَ ثُمَّ أَشْرِبْهُمْ ما تَحْيى بِهِ قُلُوبُهُمْ فِي مَمْلَكَتِكَ لِئَلا يَمْنَعَهُمْ شَيْءٌ عَنْ ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ، يَخْرُجُونَ مِنْ أَماكِنِهِمْ بِاسْمِكَ وَيَدْعُونَ الكُلَّ إِلَيْكَ، أَيْ رَبِّ طَهِّرْ وُجُوهَهُمْ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى غَيْرِكَ وَآذانَهُمْ عَنْ إِصْغآءِ كَلِماتِ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنْ جَمالِكَ وَكَفَرُوا بِآياتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكيْمُ.

المصادر
المحتوى
OV