مناجاة - سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى مَقَرِّي وَمَقامِي وَتَشْهَدُ اضْطِرابِي

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (١٢٠) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ١٢٠، الصفحة ١٣٨

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى مَقَرِّي وَمَقامِي وَتَشْهَدُ اضْطِرابِي وَاضْطِرارِيْ وَضُرِّيْ وَابْتِلائي بَيْنَ عِبادِكَ الَّذِينَ يَقْرَئُونَ آياتِكَ وَيَكْفُرُونَ بِمُنْزِلِها، وَيَدْعُونَ أَسْمائَكَ وَيَعْتَرِضُونَ عَلَى مُوجِدِها وَيَسْتَقْرِبُونَ بِاسْمِكَ الحَبِيبِ وَيَقْتُلُونَ مَحْبُوبَ العالَمِينَ، إِلهِي وَسَيِّدِي أَنِ افْتَحْ عُيُونَهُمْ لِمُشاهَدَةِ جَمالِكَ أَوْ أَرْجِعْهُمْ إِلى مَقَرِّهِمْ فِي أَسْفَلِ النِّيرانِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيْزُ الحَكِيمُ فَوَعِزَّتِكَ يا إِلهِي كُلَّما أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَكَ يَمْنَعُنِيْ عُلُوُّكَ وَاقْتِدارُكَ، وَكُلَّما أُرِيْدُ أَنْ أَصْمُتَ يُنْطِقُنِي حُبُّكَ وَإِرادَتُكَ، فَيَا إِلهِي إِنَّ المِسْكينَ يَدْعُو مَوْلاهُ الغَنِيَّ وَالعَاجِزَ يَذْكُرُ مَوْلاهُ القَوِيَّ، إِنْ قَبِلَ مِنْهُ إِنَّهُ خَيْرُ مُعْطٍ، وَإِنْ أَطْرَدَهُ إِنَّهُ خَيْرُ عادِلٍ، وَالمَقْبُولُ يا إِلهِي مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ وَالمَحْرُومُ مَنْ غَفَلَ عَنْ ذِكْرِكَ فِي أَيَّامِكَ طُوبى لِمَنْ ذاقَ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ إِنَّهُ لا يَمْنَعُهُ شَيْءٌ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى مَناهِجِ رِضائِكَ وَمَسالِكَ أَمْرِكَ وَلَوْ يُحارِبُهُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ كُلُّها، فَانْظُرْ دُمُوعَ البَهآءِ يا مَحْبُوبَ البَهآءِ ثُمَّ انْظُرْ زَفَراتِ قَلْبِ البَهآءِ يا مَقْصُودَ البَهآءِ، فَوَعِزَّتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَجَلالِكَ لَوْ تُورِثُنِي الجِنانَ كُلَّها بِدَوامِ نَفْسِكَ وَإنَّهاِ تُشْغِلُنِيْ عَنْ ذِكْرِكَ فِي أَقَلِّ مِنْ آنٍ أَتْرُكُها وَلَنْ أَتَوَجَّهَ إِلَيْها أبَدًا، أَنَا الَّذِيْ يا إِلهِيْ بِحُبِّكَ مُنِعْتُ عَنِ الدُّنْيا وَالعافِيَةِ فِيها، وَبِذِكْرِكَ قَبِلْتُ البَلايا كُلَّها، أَسْئَلُكَ يا أَنِيسَ البَهآءِ وَمَحْبُوبَ البَهآءِ بِأَنْ تَكْشِفَ الحِجابَ الَّذِيْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبادِكَ لِيَعْرِفُنَّكَ بِعَيْنِكَ وَيَنْقَطِعُنَّ عَمَّا سِواكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُتَعالِ الكَافِ المُتَباهِ العَزِيزُ العَلِيمُ، وَالحَمْدُ لَكَ إِذْ إِنَّكَ أَنْتَ رَبُّ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ.

المصادر
المحتوى
OV