سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَنَا الَّذِيْ أَرَدْتُ رِضَائَكَ وَأَقْبَلْتُ إِلى شَطْرِ إِفْضالِكَ وَقَدْ جِئْتُكَ مُنْقَطِعًا عَمَّا سِواكَ وَلائِذًا بِحَضْرَتِكَ وَمُقْبِلاً إِلى حَرَمِ أَمْرِكَ وَكَعْبَةِ عِزِّكَ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِنِدائِكَ الَّذِيْ بِهِ سَرُعَ المُوَحِّدُوْنَ إِلى ظِلِّ عِنايَتِكَ الكُبْرى وَهَرَبَ المُخْلِصُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ إِلى اسْمِكَ العَلِيِّ الأَبْهی، وَبِهِ نُزِّلَتْ آياتُكَ وَحُقِّقَتْ كَلِماتُكَ وَظَهَرَ بُرْهانُكَ وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ جَمالِكَ وَثَبَتَتْ حُجَّتُكَ وَلاحَ دَلِيلُكَ، بِأَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ الَّذِينَ هُمْ شَرِبُوا خَمْرَ الحَيَوانِ مِنْ أَيادِي إِحْسانِكَ، وَانْقَطَعُوا عَنِ الأَكْوانِ فِي سَبِيلِكَ وَأَخَذَهُمْ سُكْرُ خَمْرِ مَعارِفِكَ عَلَى شَأْنٍ سَرُعُوا إِلى مَشْهَدِ الفِدآءِ ناطِقِينَ بِثَنائِكَ وَذاكِريْنَ بِذِكْرِكَ، ثُمَّ أَنْزِلْ يا إِلهِي عَلَيَّ ما يَجْعَلُنِيْ مُطَهَّرًا عَنْ غَيْرِكَ ثمَّ خَلِّصْنِي مِنْ أَعْدائِكَ الَّذِيِنَ كَفَرُوا بِكَ وَبِآياتِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.