سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَنْ ذِكْرِ غَيْرِكَ وَمُتَعالِيًا عَنْ وَصْفِ خَلْقِكَ، قَدِ اعْتَرَفَ كُلُّ شَيْءٍ بِوَحْدانِيَّتِكَ وَأَقَرَّ مَنْ فِي المُلْكَ بِفَرْدانِيَّتِكَ، لَمْ يَصْعَدْ إِلَيْكَ حقائِقُ العِرْفانِ مِنْ أُوْلِي الإِيقانِ مِنْ خَلْقِكَ، وَلا يَعْرُجُ إِلى هَوآءِ قُدْسِكَ جَواهِرُ الذِّكْرِ وَالبَيانِ مِنْ بَرِيَّتِكَ، لأَنَّ العِرْفانَ كانَ وَصْفَ خَلْقِكَ كَيْفَ يَصِلُ إِلَيْكَ، وَالذِّكْرَ وَالبَيانَ يُنْسَبانِ إِلى عِبادِكَ كَيْفَ يَلِيقانِ لِساحَةِ أَحَدِيَّتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ عَجِزَتْ كَيْنُونَةُ العِرْفانِ عَنْ عِرْفانِ نَفْسِكَ، وَقَصَرَتْ ذاتِيَّةُ الأَذْكارِ عَنْ بِساطِ عِزِّكَ وَجَبَّارِيَّتِكَ كُلُّ ما يُذْكَرُ بِالبَيانِ أَوْ يُدْرَكَ بِالعِرْفانِ إِنَّهُ وَصْفُ خَلْقِكَ وَكانَ مَخْلُوقًا بِمَشِيَّتِكَ وَمَجْعُولاً بِإِرادَتِكَ، أَسْئَلُكَ يا مَنْ لا تُعْرَفُ بِغَيْرِكَ وَلا تُدْرَكَ بِسِواكَ بِمَظْلُومِيَّةِ مَطْلَعِ أَمْرِكَ بَيْنَ أَراذِلِ خَلْقِكَ وَبِما وَرَدَ عَلَيهِ فِي سَبِيْلِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ فِي كُلِّ الأَحْوالِ راضِيًا بِرِضائِكَ وَناظِرًا إِلى أُفُقِ مَشِيَّتِكَ وَمُسْتَقِيمًا عَلَى مَحَبَّتِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ كما أَمَرْتَنِي فِي كِتابِكَ وَأَقْبَلْتُ إِلى أُفُقِ عِنايَتِكَ بِما أَذِنْتَ لِيْ فِي أَلْواحِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ لا تَطْرُدَنِي عَنْ بابِ فَضْلِكَ وَتَكْتُبَ لِي أَجْرَ مَنْ فازَ بِلِقائِكَ وَقَامَ عَلَى خِدْمَتِكَ وَأَخَذَتْهُ رَشَحاتُ بَحْرِ أَلْطافِكَ فِي أَيَّامِكَ وَإِشْراقاتُ شَمْسِ مَواهِبِكَ عِنْدَ ظُهُورِ أَنْوارِ وَجْهِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.