سُبْحَانَكَ يا إِلهِي قَدِ اعْتَرَفَ عَبْدُكَ هذا بِأَنَّكَ لا تُوصَفُ بِسِواكَ وَلا تُذْكرُ بِدُونِكَ، كُلَّما يَعْرُجُ أَهْلُ الحَقِيقَةِ إِلى سَماءِ ذِكْرِكَ لا يَصِلُنَّ إِلاَّ إِلى المَقامِ الَّذِيْ خُلِقَ فِي أَفْئِدَتِهِمْ بِأَمْرِكَ وَتَقْدِيرِكَ، كَيْفَ يَقْدِرُ العَدَمُ أَنْ يَعْرِفَ القِدَمَ أَوْ يَصِفَهُ بِما يَنْبَغِيْ لِسُلْطانِهِ وَعَظَمَتِهِ وَكِبْرِيائِهِ، لا وَنَفْسِكَ يا مالِكَ الأُمَمِ قَدْ شَهِدَ الكُلُّ بِعَجْزِ نَفْسِهِ وَاقْتِدارِ نَفْسِكَ وَدُنُوِّ ذاتِهِ وَعُلُوِّ ذاتِكَ، أَسْئَلُكَ بِآخِرِيَّتِكَ الَّتِي كانَتْ نَفْسَ أَوَّلِيَّتِكَ وَظَاهِرِيَّتِكَ الَّتِيْ كانَتْ عَيْنَ باطِنِيَّتِكَ بِأَنْ تَجْعَلَ أَحِبَّائَكَ وَأَبْنائَهُمْ وَذَوِيْ قَرابَتِهِمْ مَظاهِرَ تَقْدِيْسِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَمَطالِعَ تَنْزِيهِكَ بَيْنَ عِبادِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.