سُبْحَانَكَ يا إِلهِي لَكَ الحَمْدُ بِما أَنْطَقْتَنِي بِآياتِكَ وَأَظْهَرْتَنِي بِحُجَّتِكَ وَبُرهانِكَ عَلَى شَأْنٍ طَافَ كُلُّ حُجَّةٍ حَوْلَ إِرادَتِيْ وَكُلُّ بُرْهانٍ حَوْلَ مَشِيَّتِي، أَيْ رَبِّ تَراني بَيْنَ أَعادِيْ نَفْسِكَ الَّذِينَ أَنْكَرُوا آياتِكَ وَأَدْحَضُوا بُرْهانَكَ وَأَعْرَضُوا عَنْ جَمالِكَ وَقامُوا عَلَى سَفْكَ دَمِكَ، أَسْئَلُكَ يا مالِكَ الأَسْمآءِ بِاسْمِكَ الَّذِيْ سَخَّرْتَ بِهِ الأَشْياءَ بِأَنْ تُؤَيِّدَ عِبادَكَ وَأَحِبّائَكَ عَلَى الاسْتِقامَةِ عَلَى أَمْرِكَ، ثُمَّ أَشْرِبْهُمْ ما تَحْيى بِهِ أَفْئِدَتُهُمْ فِي أَيَّامِكَ، أَيْ رَبِّ فَاجْعَلْهُمْ فِي كُلِّ الأَحْوالِ ناظِرِينَ إِلى رِضائِكَ وَشاكِرِينَ لِظُهُوراتِ قَضائِكَ، لأنَّكَ أَنْتَ المَحْمُودُ فيما فَعَلْتَ وَتَفْعَلُ وَالمُطاعُ فِيما أَرَدْتَ وَتُرِيْدُ وَالمَحْبُوبُ فِيْما شِئْتَ وَتَشآءُ، تَنْظُرُ أَحِبَّائَكَ بِلَحَظاتِ أَعْيُنِ أَلْطافِكَ وَلا تُنَزِّلُ لَهُمْ إِلاَّ ما هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ بِفَضْلِكَ وَمَواهِبِكَ، نَسْئَلُكَ يا غَيْثَ الجُودِ وَغِياثَ المَنْجُودِ، بِأَنْ تُوَفِّقَنا عَلَى ذِكْرِكَ وَإِظْهارِ أَمْرِكَ وَالقِيامِ عَلَى نُصْرَتِكَ، وَلَوْ إِنَّا ضُعَفآءُ وَلكِنْ تَمَسَّكْنا بِاسْمِكَ القَوِيِّ القَدِيرِ، صَلِّ يا إِلهِي عَلَى الَّذِيْنَ اسْتَقامُوا عَلَى أَمْرِكَ وَما مَنَعَتْهُمْ إِشاراتُ الفُجَّارِ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى وَجْهِكَ، سَرُعُوا بِالقُلُوبِ إِلى شَطْرِ فَضْلِكَ إِلى أَنْ شَرِبُوا كَوْثَرَ الحَيَوانِ مِنْ أَيادِيْ عَطائِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المْقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الْكَرِيمُ.