سُبْحَانَكَ يا إِلهِي لا أَجِدُ فِي مَمْلَكَتِكَ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيْكَ حَقَّ الإِقْبالِ أَوْ يَسْتَمِعَ ما خَرَجَ مِنْ فَمِ مَشِيَّتِكَ حَقَّ الاسْتِماعِ، أَسْئَلُكَ يا مالِكَ الإِبْداعِ وَمَليْكَ الاخْتِراعِ بِأَنْ تُؤَيِّدَهُمْ عَلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضی، ليَقُومُنَّ عَلَى أَمْرِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَيَنْطِقُنَّ بِذِكْرِكَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، أَيْ رَبِّ أَنْتَ الَّذِيْ سَبَقَ كَرَمُكَ وَعَلَتْ قُدْرَتُكَ وَأَحاطَتْ رَحْمَتُكَ، فَانْظُرْ إِلى بَرِيَّتِكَ بِلَحَظاتِ أَعْيُنِ أَلْطافِكَ وَلا تَدَعْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَأَهْوائِهِمْ فِي أَيَّامِكَ، وَلَوْ أَنَّهُمْ يا إِلهِي بَعِدُوا عَنْ قُرْبِكَ وَأَعْرَضُوا عَنْ وَجْهِكَ وَلكِنْ أَنْتَ الكَرِيْمُ فِي ذاتِكَ وَالرَّحِيمُ فِي نَفْسِكَ، عامِلْهُمْ بِخَفِيَّاتِ جُودِكَ وَمَواهِبِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ أَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ بِقُدْرَتِكَ وَاعْتَرَفَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِكَ وَاقْتِدارِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.