سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَاني مُقْبِلاً إِلَيْكَ وَمُتَوَجِّهًا إِلى شَطْرِ فَضْلِكَ وَأَلْطافِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَقَيْتَ المُوَحِّدِينَ خَمْرَ رَحْمَتِكَ وَالمُقَرَّبِينَ كَوْثَرَ عِنايَتِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ بِكُلِّي مُنْقَطِعًا عَنِ الأَوْهامِ وَمُقْبِلاً إِلى شَطْرِ فَضْلِكَ يا مَوْلَى الأَنامِ، يا إِلهِي أَيِّدْنِي فِي أَيَّامِ ظُهُورِ مَظْهَرِ أَمْرِكَ وَمَطْلَعِ وَحْيِكَ لأَخْرُقَ الحُجُباتِ الَّتِيْ مَنَعَتْنِيْ عَنِ الإِقْبالِ إِلَيْكَ وَالانْغِماسِ فِي بَحْرِ عِرْفانِكَ، خُذْ يَدِي بِأَيادِي قُدْرَتِكَ ثُمَّ اجْعَلْنِيْ مُنْجَذِبًا مِنْ نَغَمَاتِ وَرْقاءِ أَحَدِيَّتِكَ بِحَيْثُ لا أَرَى فِي الوُجُودِ إِلاَّ طَلْعَتَكَ يا مَقْصُودُ وَلا فِي الشُّهُودِ إِلاَّ ظُهُوراتِ قُدْرَتِكَ يا وَدُودُ، أَيْ رَبِّ أَنَا المِسْكينُ وَأَنْتَ الغَنِيُّ المُتَعالِ وَأَنَا الضَّعِيْفُ وَأَنْتَ القَوِيُّ الحاكِمُ فِي المَبْدَءِ وَالمَآبِ، لا تَجْعَلْنِي مَحْرُومًا مِنْ نَفَحاتِ وَحْيِكَ وَلا مَأْيُوسًا مِنَ الفُيُوضاتِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ مِنْ سَمآءِ أَلْطافِكَ، قَدِّرْ لِيْ يا إِلهِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَما يَنْفَعُنِيْ فِي كُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِكَ لأَنِّي لا أَعْلَمُ نَفْعِيْ وَضُرِّيْ وَإِنَّكَ أَنْتَ العَلِيْمُ الخَبِيرُ، ارْحَمْ يا إِلهِي عِبادَكَ الَّذِينَ غَرِقُوا فِي بُحُورِ الإِشاراتِ ثُمَّ أَنْقِذْهُمْ بِسُلْطانِكَ يا مالِكَ الأَسْمآءِ وَالصِّفاتِ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ حاكِمًا عَلَى ما تَشَآءُ وَلا تَزالُ تَكُونُ بِمِثْلِ ما كُنْتَ فِي أَزَلِ الآزالِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.