لك الحمد يا إلهي بما جعلت هذا اليوم عيدًا للمقرّبين من عبادك والمخلصين من أحبّتك وسمّيته بهذا الاسم الّذي به سخّرت الأشياء وفاحت نفحات الظّهور بين الأرض والسّماء وبه ظهر ما هو المسطور في صحفك المقدّسة وكتبك المنزلة وبه بشّر سفراؤك وأولياؤك ليستعدّ الكلّ للقائك والتّوجّه إلى بحر وصالك ويحضروا مقرّ عرشك ويسمعوا ندائك الأحلى من مطلع غيبك ومشرق ذاتك * أحمدك اللّهمّ يا إلهي بما أظهرت الحجّة وأكملت النّعمة واستقرّ على عرش الظّهور من كان مدلّاً بوحدانيّتك وحاكيًا عن فردانيّتك ودعوت الكلّ إلى الحضور * من النّاس من توجّه إليه وفاز بلقائه وشرب رحيق وحيه * أسألك بسلطانك الّذي غلب الكائنات وبفضلك الّذي أحاط الممكنات بأن تجعل أحبّتك منقطعين عن دونك ومتوجّهين إلى أفق جودك ثمّ أيّدهم على القيام على خدمتك ليظهر منهم ما أردته في مملكتك ويرتفع بهم رايات نصرتك في بلادك * إنّك أنت المقتدر المتعالي المهيمن العليم الحكيم * أحمدك يا إلهي بما جعلت السّجن عرشًا لمملكتك وسماء لسمواتك ومَشرقًا لمشارقك ومطلعًا لمطالعك ومبدأ لفيوضاتك ورُوحًا لأجساد بريّتك* أسألك بأن توفّق أصفيائك على العمل في رضائك ثمّ قدّسهم يا إلهي عمّا يتكدّر به أذيالهم في أيّامك * أي ربّ ترى في بعض ديارك ما لا يحبّه رضاؤك وترى الّذين يدّعون محبّتك يعملون بما عمل به أعداؤك * أي ربّ طهّرهم بهذا الكوثر الّذي طهّرت به المقرّبين من خلقك والمخلصين من أحبّتك وقدّسهم عمّا يضيع به أمرك في ديارك وما يحتجب به أهل بلادك* أي ربّ أسألك باسمك المهيمن على الأسماء بأن تحفظهم عن اتّباع النّفس والهوى ليجتمع الكلّ على ما أمرت به في كتابك ثمّ اجعلهم أيادي أمرك لتنتشر بهم آياتك في أرضك وظهورات تنزيهك بين خلقك* إنّك أنت المقتدر على ما تشاء لا إله إلّا أنت المهيمن القيّوم*