مناجات - (من ألواح النكاح) هو المعطي المقتدر الباذل الحكيم - شهد الله أنّه لا إله إلا هو له العظمة والإقتدار...

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

من ألواح النكاح – من آثار حضرة بهاءالله – أدعيه حضرت محبوب، الصفحة ٢٨٦

﴿ هو المعطي المقدّر الباذل الحكيم ﴾

شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو له العظمة والإقتدار والعزّة والاختيار لا يمنعه شأن عن شأن ولا يحجبه أمر عن أمر يفعل بسلطانه ما أراد إنّه لهو المقتدر المهيمن العزيز العليم. شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والّذي ينطق إنّه لهو النّاطق في الطّور والمشرق من أفق الظّهور وبه ظهرت الأسرار وانفجرت الأنهار وما هو المسطور في كتب اللّه المهيمن القيّوم وبه ثبت حكم اللّقاء في يوم به تزيّن كلّ صحف وزبر. طوبى لمن فاز به موقناً بلقاء اللّه ووصاله إنّه ممّن عرف ما أنزله الرّحمن في الفرقان نشهد أنّه من أهل الإيقان في لوح محفوظ. الحمد للّه الّذي توحّد بالجمال وتفرّد بالجلال الّذي لم يأخذه الزّوال وإنّه كان لم يزل ولا يزال مقدّسًا عن المثل والأمثال ومكنونًا مخزونًا إلى أن ظهر في وسط الزّوال ودعا الكلّ إلى نفسه الغنيّ المتعال. تعالى اللّه الملك الّذي خلق الحبّ وجعله الآية الكبرى وعلّة الورى قد خضع كلّ قلب قويّ لسلطانها واصفرّ كلّ وجه منير لنفوذها وكبريائها وإنّه لمحرّك العالم ومجذّب قلوب الأمم وإنّه لهو الطّراز الأوّل ومزيل العلل يدخل في القلوب لا كدخول الأشياء في الأشياء ويتصرّف ممالك الوجود لا كتصرّف الملوك في ممالك الإنشاء وإنّه لهو الصّامت المتكلّم والمشفق المنتقم وإنّه لهو النّور الّذي أشرق من أفق اسم الجميل وبه انجذب كلّ حزب وقبيل وهو الّذي اختاره اللّه لنفسه في يوم القيام وتجلّى به على الأنام. إذًا غنّت الأوراق واستضاءت الآفاق وصاح العشّاق وغرّد العندليب في يوم الميثاق قد ظهر مالك القدم ومحبوب العالم الّذي يخطب في سجن عكاء إذ كان مستويًا على عرش الأسماء في هذا اليوم الّذي به أنار أفق السّرور بما أكرم مالك الظّهور على اسم الجواد الّذي كان طائفًا حول العرش في سنين معدودات بالمحبّة والوداد الورقة الّتي أقبلت إلى أن فازت بالمقام الّذي فيه ظهر حكم المبدأ والمآب. يا إله العالمين ومربّي من في السّموات والأرضين أسألك باسمك المسرور المحزون والظّاهر المكنون بأن تبارك عليهما وتقدّر بينهما المحبّة والمودّة وتحفظهما عن شرّ البريّة الّذين كفروا بأيّامك وجادلوا بآياتك. ثمّ أسألك يا إلهي بأن تكتب لهما من قلمك الأعلى خير الآخرة والأولى. إنّك أنت المقتدر على ما تشاء لا إله إلّا أنت المتعالي العزيز المقتدر الحكيم.

المصادر
المحتوى
OV