مناجات - (من ألواح الصيام) فَوَعِزَّتِكَ لَوْ يَجْتَمِعُنَّ عَلَيَّ مَنْ عَلَى الأَرْضِ بِالظُّلْمِ

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

من ألواح الصيام – من آثار حضرة بهاءالله – رسالة تسبيح وتهليل، ١٣٩ بديع، الصفحة ٣٧

"فَوَعِزَّتِكَ لَوْ يَجْتَمِعُنَّ عَلَيَّ مَنْ عَلَى الأَرْضِ بِالظُّلْمِ والاعْتِسَافِ لَيَنْطِقُ لِسَانِي بَيْنَهُمْ بِذِكْرِكَ وَثَنَائِكَ وَلَوْ يَقْطَعُونَ لِسَانِي يَنْطِقُ قَلْبِي بِمَا أَلْهَمْتَني بِجودِكَ وَإِحْسَانِكَ وَلَوْ يَقْطَعُونَ قَلْبي لِيَذْكُرُكَ حَشَائِي وَأَرْكَاني وَشَعْرِي يَصِيْحُ وَيُنَادِي أَيْ رَبِّ هَذَا بَهَائُكَ بَيْنَ طُغَاةِ خَلْقِكَ فَانْظُرْهُ بِلَحْظَاتِ عِنَايَتِكَ أَيْ رَبِّ هَذَا هُوَ الَّذي كَانَ مَذْكُوْرًا فِي صَحَائِفِكَ وَكُتُبِكَ وَأَلْوَاحِكَ وَهَذَا لَهُوَ الَّذي نَزَّلْتَ البَيَان لِعُلُوِّ شَأْنِهِ وَسُمُوِّ قَدْرِهِ وَإِعْلاءِ كَلِمَتِهِ وَارْتِفَاعِ أَمْرِهِ وَهَذا لَهُوَ الَّذي أَصْبَحْتَ بِحُبِّهَ وأَمْسَيْتَ بِذِكْرِهِ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الأَحْلَى لَوْلاهُ ما نَزَّلْتُ البَيانَ وَقُلْتَ وَقُوْلُكَ الحَقُّ كُلُّ ذِكْرِ خَيْرٍ نُزِّلَ فِي البَيَانِ ما كَانَ مَقْصُودي إِلاّ نَفْسُهُ وَجَمالُهُ إِذًا فَانْظُرْهُ مَطْرُوْحًا بَيْنَ أَيْدي أَهْلِ البَيَانِ يا مُنْزِلَ البَيَانِ فَمَا أَحْلَى ذِكْرَكَ نَفْسِي وَذِكْري نَفْسَكَ أَنْتَ الَّذي اكْتَفَيْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ أَنْفُسِ الخَلائِقِ كُلِّها أَنْتَ الَّذي أَرَدْتَ فِي ذِكْرِكَ نَفْسِي وأَنا الَّذي ما أَرَدْتُ فِي ذِكْري إِلاّ نَفْسَكَ فَيا إِلهي تَرَى بِأَنَّ قَلْبي ذَابَ في حُبِّكَ عَلَى شَأْنٍ لَوْ يُصَبُّ عَلَيْهِ بُحُوْرُ العَالَميْنَ لا يُخْمَدُ أَبَدًا لأَنَّ كَيْنُونَتي ونَفْسي وَرُوحي وَجَسَدي وَجِسْمي كُلَّها قَدْ خُلِقَتْ بِحُبِّكَ وَحُبُّكَ بَاقٍ لا يَفْنَى وَهَذا مَقَامُ الذّي أَعْطَيْتَنِي وَلا يَقْدِرُ أَحَدٌ أنْ يَتَصَرَّفَ فِيْهِ أَبَدًا يا مَنْ ذِكْرُكَ أَنِيْسي وَفَرَحُ قَلْبي وَقَضَائُكَ مُرَادي وَبَلائُكَ مُوْنِسِي فَيَا إِلهي تَشْهَدُ وَتَرَى إِنَّ الَّذينَ هَتَكُوا حُرْمَتَكَ وَضَيَّعُوا أَمْرَكَ وَنَقَضُوا عَهْدَكَ وَحَرَّفُوا آياتِكَ وَكَلِمَتِكَ ونَبَذُوا أَحْكَامَكَ وَتَرَكُوا أَوَامِرَكَ وَاعْتَرَضُوا عَلَى هَذَا العَبْدِ الَّذي أَنْفَقَ رُوْحَهُ في سَبِيْلِكَ وَبِهِ اشْتَهَرَ أَمْرُكَ وَرُفِعَ ذِكْرُكَ وَلاحَ وَجْهُكَ وَاسْتُرْفِعَ فُسْطَاطُ حُكْمِكَ وَخِبَاءُ مَجْدِكَ وَبُنِيَ بَيْتُ أَمْرِكَ وَحَرَمُ قُدْسِكَ وَكَعْبَةُ جَلالِكَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ يَا إِلهي إِفْكَهُمْ وَمُفْتَرياتِ أَنْفُسِهِمْ وَبَعْدَ ما ارْتَكَبُوا في دِيْنِكَ ما نَاحَ بِهِ سُكَّانُ مَدَائِنِ البَقَاءِ وأَهْلُ مَلإِ الأَعْلَى كَتَبُوا بِأَنَامِلِ الشِّرْكِيَّةِ فِي حَقِّي ما يَلْعَنُهُمْ بِهِ كُلُّ الذَّرَّاتِ ثُمَّ مَظَاهِرُ التَّوحِيْدِ وَمَطَالِعُ التَّفْريْدِ وَمَكَامِنُ وَحْيِكَ وَمَخَازِنُ إِلْهَامِكَ وَبَلَغُوا فِي الشِّقْوَةِ إِلَى مَقَامٍ كَتَبُوا بِأَنَّهُ نَسَخَ البَيَانَ بَعْدَ الَّذي بِنَفْسِي ظَهَرَ حُكْمُ البَيَانِ وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ التِّبْيَانِ وَبِذِكْرِي حُقِّقَ ذِكْرُهُ وَبِنَفْسِي فُسِّرَتْ كَلِمَاتُهُ وَكُشِفَتْ أَسْرَارُهُ وَبِقِيَامِي فُصِّلَتْ حُرُوفَاتُهُ وَظَهَرَتْ كُنُوزُهُ وَبَرَزَ مَا خُزِنَ فِيْهِ مِنْ لَئَالِي عِلْمِكَ وَجَوَاهِرِ عِلْمِكَ فَيَا إِلهي أَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنَّهُمْ عَرَفُوا نِعْمَتَكَ ثُمَّ أَنْكَرُوها لأَنَّكَ أَظْهَرْتَني بِحُجَّةِ التَّي بِهَا يَدَّعُونَ الإِيْمَانَ بِكَ وَبِمَظْهَرِ نَفْسِكَ إِذًا يا إِلهِي طَهِّرْ قُلُوبَهُمْ وَنَوِّرْ أَبْصَارَهُمْ لِيَعْرِفُوكَ بِعَيْنِكَ وَيَنْقَطِعُوا عَمَّا سِوَيكَ وَلَو أَنِّي أُشَاهِدُهُمْ يا إلهي أَحْجَبَ مِنْ مِلَلِ القَبْلِ بِحَيْثُ أَحْصَيْتُ أَشْقَى مِنْهُمْ وَأَبْعَدَ عَنْهُمُ يَقْرَئُوْنَ البَيَانَ وَيَكْفُرُونَ بِمُنْزِلِهِ وَيَفْتَخِرُونَ بِهِ وَيَعْتَرِضُونَ عَلَى الَّذي بِهِ نَزَلَتْ كَلِمَتُكَ وَصَحَائِفُ أَمْرِكَ فِي أَزَلِ الآزَالِ فَوَعِزَّتِكَ يا إِلهي إِنَّهُمْ ما آمَنُوا بِكَ وَلَوْ آمَنُوا ما كَفَرُوا في هَذَا الظُّهُورِ الَّذي بِهِ غَنَّتْ أَوْرَاقُ سِدْرَةِ المُنْتَهَى بِذِكْرِ اسْمِكَ العَلِيِّ الأَعْلَى وَفُتِحَتْ أَلْسُنُ كُلِّ الأَشْيَاءِ بِثَنَائِكَ يا رَبَّ الآخِرَةِ والأُولى وَيَشْهَدُ كُلُّ كَلِمَةٍ نَزَلَتْ فِي البَيَانِ بِأنَّهُ هُوَ النَّاظِرُ فِي الأُفُقِ الأبهى.

سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ يا إِلهي تَسْمَعُ ضَجِيْجِي وَصَرِيْخي وَمَا يَرِدُ عَلَيَّ فِي كُلِّ الأَحْيَانِ مِنْ مَظَاهِرِ الشَّيْطَانِ وَمَطَالِعِ الطُّغْيَانِ وَمَعَادِنِ الحَسَدِ والحُسْبَانِ فَانْظُرْ يا مَنْ سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمنِ هَلْ تَرَى فِي أَرْضِكَ مَظْلُومًا شِبْهي أَو مَحْزونًا مِثْلي بَعْدَ الَّذي بِسُرُورِي طَارَ العَاشِقُونَ إِلَى هَوَاءِ قُرْبِكَ وابْتِهَاجِكَ واسْتَعْرَجَ المُشْتَاقُونَ إِلَى سَمَاءِ جَذْبِكَ وَعِرْفَانِكَ إذًا اسْتَجَارَ يا إِلهِي هَذَا المَظْلُومُ فِي جِوارِ عَدْلِكَ وَهَذا الذَّليْلُ في جِوَارِ عِزِّكَ وَهَذا الفَقِيْرُ فِي ظِلِّ غَنَائِكَ فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ ما يَنْبَغي لِشَأْنِكَ وإنَّهُ ما أَرَادَ إِلاّ أَنْتَ ولا يُريْدُ إِلاّ أَنْتَ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ يا مَالِكَ البَهَاءِ وَالنَّاطِقُ في صَدْرِ البَهَاءِ وَالذَّاكِرُ في قَلْبِ البَهاءِ فَأَنْزِلْ يا رَبَّ البَهَاءِ علَىَ قُلُوبِ العِبَادِ كَلِمَةَ التَّقْوَى لِيَقُومُنَّ عَنْ رَقْدِ الهَوَى وَيَتَوَجَّهُنَّ إِلَى الكَلِمَةِ العُلْيا يا رَبَّ العَرْشِ والثَّرَى فَيَا إِلهي وَسَيِّدي وَرَجَائِي أَشْهَدُ بِأَنَّك كُنْتَ فِي أَزَلِ الآزَالِ إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا وَتْرًا بَاقِيًا دَائِمًا قَائِمًا قَيُّومًا مَا اتَّخَذْتَ لِنَفْسِكَ شَبيْهًا وَلا شَرِيْكًا وَلا نَظِيْرًا أَرْسَلْتَ سُفَرَائَكَ إِلَى عِبادِكَ وَجَعَلْتَهُمْ مَهَابِطَ وَحْيِكَ وَمَخَازِنَ عِلْمِكَ وَأَنْزَلْتَ إِلَيْهِمْ كُتُبَكَ وَشَرَعْتَ فِيْها شَرَايِعَ أَمْرِكَ وَأَحْكَامِكَ إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الكُتُبُ إِلَى البَيَانِ وَالرُّسُلُ بِالَّذي سَمَّيْتَهُ بِعَليٍّ فِي جَبَرُوتِ القَضَاءِ وَمَلَكُوتِ الأَسْمَاءِ وَإِنَّهُ أَظْهَرَ نَفْسَهُ بِأَمْرِكَ وَدَعَى النَّاسَ إِلَى نَفْسِكَ وَبَشَّرَهُمْ بِالَّذي بَشَّرْتَهُ فِي مُحْكَمِ آياتِكَ وَمُتْقَنِ كَلِمَاتِكَ وَبِهِ قَدَّرْتَ مَقَادِيْرَ أَمْرِكَ وَأَحْكَامِكَ وَبِهِ فَصَّلْتَ كُلَّشَيْءٍ تَفْصيلاً مِنْ عِنْدِكَ وَمَنَعْتَ فِيْهَا العِبَادَ عَنْ سَفْكِ دِمَاءِ الَّذينَ آمَنُوا بِكَ وَدَخَلُوا فِي حِصْنِ أَمْرِكَ وَحِمَايَتِكَ وَكَذَلِكَ حَرَّمْتَ أَزْوَاجَ رُسُلِكَ عَلَى الأُمَمِ وَهَذا مِنْ أَحْكَامِكَ المُحْكَمَةِ وَحُدُودَاتِكَ المُتْقَنَةِ بِحَيْثُ نُزِّلَ في كُلِّ أَلْوَاحِكَ وَكُتُبِكَ وَزُبُرِكَ وَمَعَ هَذا الحُكْمِ المُبِيْنِ وَالأَمْرِ المَتِيْنِ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَنَكَثُوا مِيْثَاقَكَ وَتَركُوا ما أُمِرُوا بِهِ وَأَمَرُوا مَا نُهُوا عَنْهُ وَبَلَغُوا فِي الغَفْلَةِ إِلَى مَقامٍ أَخَذَ الشَّهْوَةُ مِنْهُمْ زِمَامَ السَّكِيْنَةِ وَالحَياءِ وَخَانُوا فِي حَرَمِ نَفْسِكَ العَلِيِّ الأَعْلَى فَآهٍ آهٍ مِنْ فِعْلِهِ وَمَا ظَهَرَ مِنْهُ تَالله شُقَّ سِتْرُ حِجَابِ حُرْمَتِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَنَاحَ رُوْحُ الأَميْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِكَ وَتَذَّرَفَتْ عَيْنُ البَهَاءِ فِي هَذِهِ المُصِيْبَةِ الكُبْرَى وَالرَّزِيَّةِ العُظْمَى وَمَا وَرَدَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ سُفَرَائِكَ وأَصْفِيَائِكَ مَا وَرَدَ عَلَى مَظْهَرِ أَمْرِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ مَظْهَرَ سَلْطَنَتِكَ وَمَطْلَعَ أُلُوهِيَّتِكَ وَمَشْرِقِ رُبُوبِيَّتِكَ إِذًا أَنُوحُ وَيَنُوحَ كُلُّ الأَشْيَاءِ عَمَّا خُلِقَ مِنْ كَلِمَتِكَ العُلْيَا وَإِنَّكَ يا إِلهي لَمْ تَزَلْ ولا تَزَالُ مَا شَرَعْتَ الشَّرَايِعَ وَمَا وَضَعْتَ المَنَاهِجَ إِلاّ لإِبْقَاءِ ذِكْرِكَ بِيْنَ خَلْقِكَ وَإِعْزَازِ أَمْرِكَ بِيْنَ بِريَّتِكَ وَإِنَّكَ بِنَفْسِكَ الحَقِّ كُنْتَ وَتَكُوْنُ مُقَدَّسًا عَنْ عَمَلِ العَامِليْنَ وَذِكْرِ الذَّاكِريْنَ وَإِنَّهم يا إِلهي ما اسْتَحُوا مِنْكَ وَمَا رَاعَوا حُرْمَتَكَ في مَمْلِكَتِكَ وَإِعْزَازِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ هَلْ مِنْ ذِي بَصَرٍ يُعِيْنُنِي فِي بُكَائِي وَهَل مِنْ ذِي قَلْبٍ يَنُوحُ مَعِي فِيْمَا وَرَدَ عَلى حَبِيْبي وَمَحْبُوبِي وَذَاكِرِي وَمَذْكُورِي وَهَل مِنْ مُنْصِفٍ يُنْصِفُ فِيْمَا وَرَدَ عَلَى مَظْهَرِ نَفْسِكَ مِنْ أَغْفَلِ عِبَادِكَ فَوَعِزَّتِكَ يَا إِلهِي لَوْ قُتِلْتُ بِأَسْيَافِ العَالَميْنَ لَكَانَ أَحَبَّ عِنْدي مِنْ أَنْ أَكُونَ مَوْجُودًا وَأَرَى مَا لا رَأَتْ عَيْنٌ يا مَنْ بِيَدِكَ مُلْكُ السَّمَواتِ وَالأَرَضِيْنَ وَأَخَذَهُ حُبُّ الرِّيَاسَةِ إِلَى مَقامٍ سَفَكَ دَمَ الَّذي اخْتَصَصْتَهُ بِيْنَ بَرِيَّتِكَ وَجَعَلْتَهُ مَظْهَرأَحَدِيَتِكَ وَسَمَّيْتَهُ بِحَرْفِ الثَّالِثِ لِمَنْ أَظْهَرْتَهُ بِأَمْرِكَ وَنَزَّلْتَ فِي حَقِّهِ ما لا نُزِّلَ في حَقِّ أَحَدٍ دُوْنَهُ وَإِذْ سُفِكَ دَمُهُ غَلَبَتِ الظُّلْمَةُ عَلَى نُوْرِ النَّهَارِ وَأَخَذَ الاضْطِرَابُ وَالاضْطِرَارُ كُلَّ مَنْ سَكَنَ في الزَّوْرَاءِ وَمَعَ ذَلِكَ ما اسْتَشْعَرُوا وَمَا تَنَبَّهُوا وَبَلَغُوا فِي الشِّقْوَةِ والاسْتِكْبَارِ إِلَى مَقَامٍ أَرَادُوا قَتْلَ مَنْ يَذْكُرُوْنَهُ فِي اللَّيالِي وَالأَنْهَارِ وَإِنَّكَ عَصَمْتَني بِقُدْرَتِكَ وَحَفِظْتَنِي بِجُنُودِ غَيْبِكَ إِلَى أَنْ خَرَجْتُ عَنْ بَيْنِهِم بِمَشِيَّتِكَ وَقَضَائِكَ فَلَّما خَيَّبْتَهُمْ بِسُلْطَانِكَ كَتَبُوا فِي حَقِّي ما يَلْعَنُهُمْ بِهِ أَقْلامُهُمْ وَأَنامِلُهُمْ وَمِدادُهُمْ وَأَلوَاحُهُمْ وَحَقايِقُ كُلِّشَيْءٍ إِذًا يا إِلهِي فَابْتَعِثْ قُلُوبًا صَافِيَةً وَأَبْصَارًا حَديْدَةً لِيَتَفَرَّسُوا فِي أَمْرِكَ وَمَا وَرَدَ عَلَيْكَ آهٍ آهٍ يَبْكي مِنْ أَفْعَالِهِمْ أَلواحُ البَيَانِ وَعَيْنُ المَعَاني فِي كَلِماتِ البَيَانِ وَمَعَذلِكَ نَسَوْا نَفْسَهُمْ وَيَقُولُونَ إِنَّ الَّذي أَظْهَرْتَهُ بِأَمْرِكَ إِنَّهُ نَسَخَ البَيَانَ بَعْدَ الَّذي أُشْهِدُ كُلَّ ذِي دِرَايَةٍ بِأَنَّ لِنَفْسِي نَزَلَ البَيَانُ وَبِظُهُورِي حُقِّقَ حُكْمُ التِّبْيَانِ وَجَعَلْتَ كُلَّ ما نَزَلَ فِيْهِ هَدِيَّةً لِنَفْسي وَمُعَلَّقًا بِإِذْنِي وَأَمْرِي فآهٍ آهٍ قَدْ تَكَدَّرَ ذَيْلُ التَّقْديْسِ مِنْ غُبارِ مُفْتَرياتِ أَعْدَائِكَ وَتَشَبَّكَتْ أَفْئِدَةُ المُقَرَّبيْنَ بِمَا وَرَدَ على مَحْبُوبِ العَارِفيْنَ مِنْ طُغَاةِ بَريَّتِكَ فَيا إِلهي هَذا أَوَّلُ يَوْمٍ فِيْهِ فَرَضْتَ الصِّيامَ لأَحِبَائِكَ، أَسْئَلُكَ بِنَفْسِكَ والَّذي صامَ في حُبِّكَ وَرِضَائِكَ لا لِهَوَيهُ وَبُغْضِ مَوْلاهُ وَبِأَسْمائِكَ الحُسْنَى وَصِفاتِكَ العُلْيا بِأَنْ تُطَهِّرَ عِبَادَكَ عَنْ حُبِّ ما سِوَيكَ وَقَرِّبْهُمْ إِلَى مَطْلَعِ أَنْوارِ وَجْهِكَ وَمَقَرِّ عَرْشِ أَحَديَّتِكَ، وَنَوِّرْ قُلُوبَهُمْ يا إِلهي بِأَنْوارِ مَعْرِفَتِكَ وَوُجُوهَهُمْ بِضِيَآءِ الشَّمْسِ الَّتي أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ مَشِيَّتِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزيْزُ المُسْتَعانُ، ثُمَّ وَفِّقْهُمْ يا إِلهي عَلَى نُصْرَةِ نَفْسِكَ وَإِعْلاءِ كَلِمَتِكَ، ثُمَّ اجْعَلْهُمْ أَيادِيَ أَمْرِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ ثُمَّ أَظْهِرْ بِهِمْ دِيْنَكَ وَآثَارَكَ بَيْنَ خَلْقِكَ لِيُمْلأَ الآفَاقُ مِنْ ذِكْرِكَ وَثَنَائِكَ وَحُجَّتِكَ وَبُرهَانِكَ وإِنَّك أَنْتَ المُعْطِي المُتَعالِي المُقْتَدِرُ المُهَيْمِنُ العَزِيْزُ الرَّحْمَنُ. سُبْحَانَكَ يا إِلهي كُلَّما أُريْدُ أَنْ أَنْتَهيَ ذِكْرَكَ أُشَاهِدُ أَنَّ حُبِّيَ لا يَنْتَهِيْ فَلَّما إِنَّهُ لا يَنْتَهي كَيْفَ يَنْتَهي نِدَائيْ وَذِكْريْ وَضَجِيْجيْ وَحَنِيْنِيْ وَإِنَّكَ يا إِلهي قَدَّرْتَ المُناجَاتَ لِمَنْ فيْ حَوْليْ وَجَعَلْتَ الآياتِ بَيِّنَاتٍ لِنَفْسِي وَظُهُوْراتٍ لأَمْري وَلَكِنْ إِنِّي أُحِبُّ بِأَنْ أَذْكُرَكَ مِنْ قِبَلِ العَالَمِيْنَ وَبِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ ذِكْرِكَ وَثَنَائِكَ يا مَنْ في قَبْضَتِكَ مَلَكُوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ أَيْ رَبِّ فَانْصُرْنِي بِبَدايِعِ نَصْرِكَ وَإِنَّ نَصْرَكَ نَفْسِيْ وَعِنايَتَكَ إِيَّايَ هُوَ ارْتِقائِي إِلَى الرَّفيْقِ الأَعْلَى وَخُرُوجِي عَنْ بَيْنِ هَؤُلاءِ الأَشْقِيَاءِ الَّذيْنَ ما كَانَ بَيْنَهُمْ إِلاّ ضَغيْنَةٌ وَبَغْضَاءُ أَيْ رَبِّ فَأَصْعِدْني إِليْكَ يا مَنْ بِحَرَكَةِ قَلَمِكَ خُلِقَ مَلَكُوْتُ الإِنْشَاءِ وَما كانَ مَقْصُوْدي يا إِلهي فِيْما نَطَقْتُ بِه بَيْنَ يَدَيْكَ إِلاّ لِيَظْهَرَ عُبُوديَّتي بِيْنَ بَريَّتِكَ وَيَشْهَدُ كُلٌّ بِأَنِّي أَنا السَّائِلُ وَإِنَّكَ أَنْتَ المَسْئُولُ وَإِنِّي أَنا الدَّاعيْ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُجيْبُ وَإِلاّ فَوَعِزَّتِكَ مُرَادْي ما أَرَدْتَ وَمَقْصُوديْ ما قَصَدْتَ وَأَمَليْ ما قَضَيْتَ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ مَشِيَّتي وَمَشِيَّتِكَ إِنَّهُ كَفَرَ بِكَ وَاتَّخَذَ لَكَ شَرِيْكًا في مُلْكِكَ وَبِمَشِيَّتي أَظْهَرْتَ مَشِيَّتَكَ لَوْلا هِيَ ما كَانَتْ هِيَ مُرادِيْ فِدَاكَ يا مُرادَ البَهَاءِ مَقْصُوديْ فِداكَ يا مَقْصُودَ البَهَاءِ مَشِيَّتي فِداكَ يا مُضْرِمَ نَارِ البَهَاءِ وَيا أَيُّها المُشْتَعِلُ في صَدْرِ البَهَاءِ ويا أَيُّها النَّاطِقُ بِلِسَانِ البَهَاءِ إِذًا يَقُولُ مَحْبُوبُ البَهاءِ تالله لَوْلا البَهاءُ ما غَرَّدَتْ وَرْقَاءُ الذِّكْرِ يا مَلأَ البَغْضَاءِ أَنِ ارْحَمُوا البَهَاءَ مِنْكُمْ وَمِنْ ظُلْمِكُمُ انْفَطَرَتِ السَّماءُ وَشُقَّ سِتْرُ الوَفاءِ وَيَقُولُ البَهَاءُ رَضَيْتُ بِقَضَائِكَ يا إِلهَ العَالَمِيْنَ وَمَقْصُوْدَ القَاصِديْنَ وَمَا أَرَدْتُ إِلاّ ما أَنْتَ أَرَدْتَهُ لِنَفْسِي وَما أُرِيْدُ إِلاّ ما أَنْتَ تُريْدُ فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي أَكُونُ خَجِلاً مِنْ بَدايِعِ فَضْلِكَ وَما اخْتَصَصْتَنِي بِهِ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ بِظُهُوريْ فَصَّلْتَ بَيْنَ المُمْكِناتِ وَأَخَذْتَ مِنْها جَواهِرَ خَلْقِكَ وَسَواذِجَ بَريَّتِكَ وَأَنْطَقْتَني يا إِلهي بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ وَجَعَلْتَها سَيْفًا ذا ظُبَّتَيْنِ بِقُدْرَتِكَ وَاقْتِدَارِكَ بِظُبَّةٍ مِنْها فَضَّلْتَ وَفَرَّقْتَ عِبَادَكَ وَخَلْقَكَ الَّذينَهُمُ اسْتَكْبَرُوا عَلَيْكَ َوَتَوَقَّفُوا فِي أَمْرِكَ الَّذي ما أَظْهَرْتَ أَمْرًا أَعْظَمَ مِنْهُ وَبِظُبَّةٍ أُخْرى جَمَعْتَ وَوَصَلْتَ وَبَلَّغْتَ وَرَبَطْتَ وَأَلَّفْتَ بَيْنَ الَّذيْنَ أَقْبَلُوا إِلَى وَجْهِكَ وَآمَنُوا بِآيَاتِكَ الكُبْرَى وَانْقَطَعُوا عَمَّا خُلِقَ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ شَوْقًا لِجَمَالِكَ وَطَلَبًا لِرِضَائِكَ وَإِقْبَالاً لِحَضْرَتِكَ وَإِظهارًا لِنِعْمَتِكَ وَإِنَّكَ جَعَلْتَهُمْ أَيادِيَ أَمْرِكَ بَيْنَ بَريَّتِكَ وَبِهِمْ أَظْهَرْتَ ما أَظْهَرْتَ مِنْ شُئُونَاتِ أَحَدِيَّتِكَ وَظُهُورَاتِ فَرْدَانِيَّتِكَ طُوبى لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ خَالِصًا لِحُبِّكَ وَسَمِعَ مِنْهُمْ آياتِكَ وَبَيِنَّاتِك الَّتيْ عَجَزَتْ عَنِ الإِتْيَانِ بِمِثْلِها مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ إِذًا يا إِلهي أَسْئَلُكَ بِكَ وَبِهَذا المَظْلُوْمِ الَّذي ما شَهِدَ عَيْنُ الإِبْدَاعِ شِبْهَهُ بِأنْ تُنْزِلَ مِنْ سَماءِ الإِبْدَاعِ ما يَنْبُتُ بِهِ فِي قُلُوبِ المُشْتاقِيْنَ نَباتُ حُبِّكَ وَعِرْفَانِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ على ما تَشاءُ لا إِله إِلاّ أَنْتَ المُهَيْمِنُ القَيُّوْمُ فَيا إِلهِي أَسْئَلُكَ بِذِكْر اسْمِكَ العَلِيِّ الأَعْلَى بِأَنْ تُشْرِبَ كُلَّ العِبَادِ رَحِيْقَ عِنَايَتِكَ وَإِفْضَالِكَ لِيَعْرِفُنَّكَ كُلٌ بِعُيُوْنِهِمْ وَيَدْخُلُنَّ فِي ظِلِّ سِدْرَةِ التَّوْحيدِ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ التَّقْديْرِ عَزيْزٌ عَلَيَّ بِأَنْ تَجْعَلَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ مَحْرُومًا عَنْ رَحْمَةِ الَّتي اخْتَصَصْتَها بِأَيَّامِكَ فَوَعِزَّتِكَ إِنَّ عِبَادَكَ أَرَادُوا ضُرِّي وَابْتِلائِي وَإِنِّي أُريْدُ تَقَرُّبَهُمْ إِلَيْكَ وَدُخُوْلَهُمْ في جَنَّةِ الأبهى وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسيْ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَالِمُ العَزيْزُ المَحْبُوبُ.

المصادر
المحتوى
OV