الحَمْدُ للهِ القِدَميِّ بِلا زَوالٍ وَالأَبَديِّ بِلا انْتِقالٍ الَّذيْ شَهِدَ لِذاتِهِ بِذاتِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الفَرْدُ الواحِدُ الغَنيُّ المُتَعالِ نَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ إِقْرارًا بِوَحْدانِيَّتِهِ وَاعْتِرافًا بِفَرْدانِيَّتِهِ لَمْ يَزَلْ كانَ فيْ عُلُوِّ امْتِناعِهِ وَسُمُوِّ ارْتِفاعِهِ مُقَدَّسًا عَنْ ذِكْرِ غَيْرِهِ وَمُنَزَّهًا مُسْتَغْنِيًا عَنْ وَصْفِ ما سِواهُ فَلَمَّا أَرَادَ نَظْمَ العالَمِ وَإِظْهارَ الجُوْدِ وَالكَرَمِ عَلَى الأُمَمِ شَرَعَ الشَّرايِعَ وَأَظْهَرَ المَناهِجَ وَفيْها سَنَّ سُنَّةَ النِّكاحِ وَجَعَلَهُ حِصْنًا لِلنَّجاحِ وَالفَلاحِ وَأَمَرَنا بِهِ فيْما نُزِّلَ مِنْ مَلَكُوْتِهِ المُقَدَّسِ فيْ كِتابِهِ الأَقْدَسِ قَوْلُهُ عَزَّ كِبْريائُهُ: "تَزَوَّجُوا يا قَوْمِ لِيَظْهَرَ مِنْكُمْ مَنْ يَذْكُرُنيْ بَيْنَ عِباديْ هذا مِنْ أَمْريْ عَلَيْكُمُ اتَّخِذُوْهُ لأَنْفُسِكُمْ مُعِيْنًا". وَنُصَلِّيْ وَنُسَلِّمُ عَلَى البَيانِ مِنْ أَهْلِ البِهاءِ الَّذيْنَ بَذَلُوْا جُهْدَهُمْ فيْ ارْتِفاعِ هذا الدِّيْنِ المُبِيْنِ وَما أَخَذَتْهُمْ فيْ اللهِ لَوْمَةُ اللَّائِمِيْنَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَميْنَ.