يا وَرَقَتِي قَدْ وَرَدَ عَلَيكِ مَا تَغَبَّرَتْ بِهِ الوُجُوهُ، وَذَابَتْ بِهِ الأَكْبَادُ، نَسْأَلُ اللهَ أنْ يُعَزِّيَكِ وَيُسَلِّيَكِ وَيُنْزِلَ عَليْكِ مَا يُبَدِّلُ الحُزْنَ بِالفَرَحِ وَيُزَيِّنَكِ بِطِرَازِ الصَّبْرِ الجَمِيلِ والاصْطِبَارِ الِّذي وَصَّى بِهِ عِبَادَهُ فِي التَّنْزِيلِ، يا أمَتِيِ اعْلَمِي أَنَّ الْمَوْتَ بَابٌ مِنْ أبْوابِ رَحْمَةِ رَبِّكِ، بِهِ يُظْهِرُ مَا هُوَ الْمَسْتُورُ عَنِ الأَبْصَارِ وَمَا الْمَوْتُ إِلاَّ صُعُودُ الرُّوحِ مِنْ مَقَامِهِ الأَدْنَى إِلى المَقَامِ الأَعْلَى وَبِهِ يَبْسُطُ بِسَاطَ النَّشَاطِ وَيُظْهِرُ حُكْمَ الانْبِسَاطِ، الأَمرُ بِيَدِ الله مَوْلَى العَالَمِ وَالاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذي بِهِ ارْتَعَدتْ فَرَائِصُ الأُمَمِ، نَسْأَلُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُعَرِّفَ الكُلَّ ثَمَراتِ الصُّعُودِ وَآثارِ الخُرُوجِ مِنْ هَذَا الدُّنْيا إِلَى الرَّفيِقِ الأَعْلَى، لَعَمْري إِنَّ المُؤْمِنَ بَعْدَ صُعُودِهِ يَرَى نَفْسَهُ فِي رَاحَةٍ أَبَدِيَّةٍ وَفَرَاغَةٍ سَرْمَدِيَّةٍ. إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الكَرِيمُ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.