بسمهِ العزيز الكريم - قد خجل البهآء بما وجدك خجلاً...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 1 – 10

بسمه العزيز الكريم

قد خجل البهآء بما وجدك خجلا في أيامه واضطرب البهآء بما وجدك مضطربا بما فات عنك في ظله قد أخذتني الأحزان بما عرفت حزنك في أمر ربك وأخذني الاهتزاز من اهتزاز سدرة حبك التي حركتها أرياح عناية ربك لعمري قد احترق البهآء من احتراق قلوبكم وحنين أنفسكم نسئل الله بأن يجعل إقرارك يد الاقتدار لتنشق بها الأستار ويجعل اعترافك عضدا لك لتخرج بحبل اسمي القدير يوسف ذكري المنير من غيابة الأسرار ويأخذك جذب نغمات قلمي الأعلى على شأن تطلع من أفق قلبك شمس الوفآء باسمي الأبهى ويمر من رياض صدرك ما تنجذب به الأشيآء ليجد منه المخلصون والذين يطوفون عرف قميص حب ربك مالك الأسمآء وفاطر الأرض والسمآء سبحانك يا إلهي يا إلهي والنابض في قلبي تعلم وترى أن خجلة أحبتك ترجع إلى مظهر نفسك ومطلع أمرك بل إنه يرى نفسه أخجل منهم عند اعترافهم بما فات عنهم في أيامك أي رب هؤلآء عبادك هاجروا في حبك وحملوا القضايا في سبيلك وعزتك يا إلهي كلما يقر أحد منهم بجريراته بين يديك يغطي الحيآء وجه البهآء لأنهم عبادك الذين ذاقوا كأس البلآء في أمرك وشربوا أكواب الباسآء عند ظهور أنوار وجهك وأخذتهم الشدائد على شأن ما استراحوا في جوارك وعزتك قد ذاب البهآء حبا لأحبتك وتبلبل بما اعترتهم الأحزان عند ظهور أمرك وتموج أبحر فضلك وألطافك أي رب من زفرات قلوبهم ارتفعت زفرتي ومن احتراق أفئدتهم احترق قلبي أسئلك يا مالك الوجود ومربي الغيب والشهود بأن تجعل كل واحد منهم علم هدايتك بين عبادك وإشراق أنوار شمس عنايتك بين بريتك قد اختصصتهم يا إلهي لمحبتك والحضور لدى عرش عظمتك هذا مقام ما سبقهم أحد في ذلك كم من ليال يا إلهي ما ناموا لذكرك وكم من أيام ناحوا بما ورد عليك من أعدآئك أسئلك يا مالك الملوك ورافع المملوك بأن تؤيدهم على نصرة أمرك وإعلاء كلمتك على شأن ينتشر بهم ذكرك بين خلقك وثنآئك في مملكتك إنك أنت المقتدر المتعالي الغفور الكريم سبحانك اللهم يا إلهي هذا عبدك الذي سميته باسمك في ملكوت أسمآئك وربيته تحت جناح فضلك وألطافك إذا تراه مسرعا إلى شطر مواهبك وراكضا إليك طلبا لعطآئك زينه يا إلهي بردآء مكرمتك وثوب جودك وكرمك ليجد منه الأشيآء تضوعات قميص حبك ثم زين رأسه بإكليل ذكرك على شأن يكون معروفا بين العباد بحبك والاستقامة في أمرك ثم أيده في كل الأحوال على نصرتك وذكرك وثنآئك بين خلقك وعزتك يا إلهي كلما أتفكر في عظمتك وسلطانك أجد نفسي أعصى العصاة في مملكتك وكلما أنظر مقاماتك التي جعلتها مخصوصة لنفسك أرى وجودي أذنب من في أرضك لولا ستر اسمك الستار وعفو اسمك الغفار وعرف اسمك الرحمن لترى الأصفيآء في مواقف الذنوب والعصيان لك الحمد بما سبقتهم رحمتك وأحاطهم فضلك وألطافك وبعد اعترافي بما أجريته من قلمي أسئلك باسمك الذي جعلته قيوما على الأسمآء ومهيمنا على من في الأرض والسمآء بأن لا تطرد الذي توجه إليك ولا تمنعه عن بدآئع فضلك وخفيات رحمتك أوقد بأيادي قدرتك في قلبه سراجا ليكون مشتعلا في أيامك ومناديا باسمك على شأن لا يمنعه الحيآء عن الطيران في هوآء حبك والصعود إلى أفق جذبك واشتياقك ولا تشغله شؤونات الخلق عن إعلاء كلمتك لتراه مقدسا كما تريد وينبغي لعظمتك وجلالك ولو أن يا إلهي هذا شأن كبير ومقام عظيم لأن غيرك كيف يقدر أن يأتي بما يكون لآئقا لحضرتك ومستحقا لجلالك ولكن أنت الكريم وأنت الرحيم يشهد كل الذرات بأنك أنت الغفور العطوف المعطي العزيز الحكيم يا إلهي فانظر إليه بطرف عنايتك ولحاظ مكرمتك ثم اجذبه بنغمات مصدر وحيك إلى مقام يكون بكله فانيا في رضآئك وآملا ما قدرته في ألواحك ثم اجعل قلبه قويا باسمك القوي الأمين ليخرج يد القوة وينصر بها أمرك عند ظهور نور جمالك وطلوع شمس إجلالك أي رب لما سميته باسمك اجعله مخصوصا بين العباد لخدمتك أي رب أنت تعلم أني ما أردت في أمر نفسي بل أمرك وما توجهت إلى أحد إلا لأمرك وإظهار عنايتك أسئلك باسمك المخزون الذي ينطق الحين بأن تنزل عليه وعلى أحبتك ما هو المخزون في سمآء عطآئك ومواهبك ليأخذهم الشوق والانجذاب في عهدك يا رب الأرباب ثم اقض له ولهم ما يقتضي لاسمك الوهاب إنك أنت المقتدر المتعالي القوي العزيز العظيم

المصادر
المحتوى