الأقدسُ الأمنعُ الأعلى - أذكر من أقبل إليك إلى أن دخل...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 10 – 16

الأقدس الأمنع الأعلى

أذكر من أقبل إليك إلى أن دخل في البقعة التي فيها أشرقت شمس جمال ربك العزيز الحميد ليأخذه جذب الآيات على شأن يكون راسخا في أمر الله وحبه إن هذا مقام كريم طوبى لك بما سرعت إلى المقصود وحضرت لدى الوجه وسمعت ما تكلم به لسان العظمة والإجلال إن هذا لفوز عظيم اشكر ربك بهذا الفضل قل يا إلهي وإله من في السموات والأرضين ومحبوبي ومحبوب العالمين أشهد أن بك فاحت نفحة القميص في الديار وأنارت وجوه الأخيار وبك ارتفعت رايات التقديس في البلاد ونصب لوآء التجريد على أعلى الجبال أسئلك باسمك الذي به سخرت الممكنات وأنطقت الموجودات بذكرك يا منزل الآيات وفاطر الأرضين والسموات بأن تجعلني بكلي منقطعا عن سواك ومقبلا في كل الأحوال إلى شطر عنايتك وأفق ألطافك إنك أنت المقتدر على ما تشآء لا إله إلا أنت الغفور الكريم أي رب أنت تعلم أني توجهت إليك وسرعت إلى المقام الذي فيه سجن مظهر نفسك ومطلع آياتك ومشرق بيناتك لولا فضلك وعنايتك كيف فزت بهذا المقام الذي منع عنه عبادك وخلقك لك الحمد يا إلهي على ما أكرمتني بجودك وأعطيتني بفضلك أسئلك يا غاية رجآء المخلصين ويا حبيب قلوب العاشقين بأن تؤيدني على خدمتك ونصرة أمرك بين عبادك وبريتك وتجعلني من الذين رزقوا رحيق الاستقامة والاطمينان وفازوا بما أردت لهم يا مالك الأديان وخالق الأكوان أي رب لا تجعلني محروما عما عندك ولا ممنوعا عما كتبته لأصفيآئك واجعلني مريدا بإرادتك ومتحركا بأمرك وطائرا بإذنك وساكنا بحبك ولائذا بحضرتك وعائذا بجنابك بحيث لا ألتفت إلا إليك ولا أنطق إلا بحبك ولا أتوجه إلا إلى وجهك إنك أنت الذي لم تزل كنت مهيمنا بمشيتك ولا تزال تكون مقتدرا بإرادتك كل شيء في قبضة قدرتك أسير وكل غني عند بحر غنآئك فقير وكل عظيم عند طمطام عظمتك حقير أسئلك يا مسخر الأرياح وفالق الإصباح بأن تكفر عني ما لا أحببته ثم احفظني في ظل سدرة رحمانيتك ودوحة وحدانيتك إنك أنت الذي في قبضتك ملكوت الأشيآء وفي يمينك زمام الأسمآء تفعل ما تشآء بسلطانك وتحكم ما تريد باقتدارك كل ذي قدرة يا إلهي اعترف بالعجز عند ظهورات قدرتك وكل ذي غنآء اقر بالفقر عند شئونات غنآئك أسئلك يا مالك الاختراع ومحبوب من في الإبداع بأن تؤيدني في كل الأحوال على الإقبال إلى كعبة أمرك والإستقلال على إظهار حبك بين بريتك ثم اكتب لي بفضلك ما ينفعني في الدنيا والآخرة إنك أنت المقتدر المتعالي العزيز القدير يا علي اقرء ما نزل لك إنه يؤيدك على أمر مولئك ويحفظك عن الذينهم كفروا بالله العليم الخبير هذه عطية قد أشرقت من أفق عطآء ربك العلي العظيم إذا فزت بها ورزقت منها أقبل بقلبك إلى قبلة الوجود الذي سجن بين اليهود وقل لك العطآء يا منزل العطآء ولك الفضل يا مالك العدل أشهد أنك مصدر الخيرات ومطلع البركات تنزل لمن أرادك ما هو خير له وتقدر لمن يحبك ما ينفعه في كل عالم من عوالمك أي رب لا تطرد من تقرب إلى بحر عواطفك ولا تمنع هذا المسكين عن شاطىء إفضالك تشهد الذرات بأنك أنت مالك الأسمآء والصفات وإنك أنت المقتدر المتعالي العزيز الكريم

المصادر
المحتوى