بسم الله الأبديِّ بلا زوال - قل لك الحمدُ يا ربَّ الأرباب...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 25 – 29

بسم الله الأبدي بلا زوال

قل لك الحمد يا رب الأرباب بما أحرقت الأحجاب بنار الانجذاب وجذبتني حرارة الكلمة التي ظهرت من فم إرادتك إلى مطلع وحيك ومشرق أمرك إلى أن أخذتني بوارق أنوار وجهك ونفحات أيام ظهورك أنا الذي يا إلهي رفعت الكف الصفر إلى سمآء فضلك وألطافك وأقبلت بوجهي إلى شطر عنايتك ومواهبك هل تجعلني محروما بعد ما كان طرفي ناظرا إلى أفق رحمتك ومنتظرا الفيوضات التي نزلتها من سمآء عطآئك أو تجعلني ممنوعا بعد ما أسمعتني صرير قلمك الأعلى الذي ارتفع بين الأرض والسمآء لا ونفسك ما كان ظني بك هذا بل أكون موقنا بأن رحمتك سبقت الممكنات وفضلك أحاط الكآئنات تقرب من تقرب إليك وتعطي من تمسك بحبل إفضالك أي رب قد أحرقني ظمأ البعد والفراق فاسقني كوثر القرب واللقآء بأيادي ألطافك ليأخذني سكر رحيق رحمتك على شأن أقوم على نصرة أمرك بين خلقك وأخرق سبحات الجلال التي منعت العباد عن التوجه إلى أفق الجمال أي رب تشهد كل الأشيآء بفقري وغنائك وعجزي واقتدارك أسئلك يا مالك الأسمآء وفاطر الأرض والسمآء بالكلمة التي بها اشتعل العالم وتموج البحر الأعظم بأن تؤيدني على حبك وأمرك على شأن أكون طالعا من أفق الانقطاع باسمك يا مالك الإبداع ومليك الاختراع ثم أسئلك يا إلهي باسمك الذي به نصبت رايات اقتدارك في بلادك وارتفعت أعلام أمرك في ديارك بأن تجعلني فانيا في إرادتك وباقيا ببقآء وجهك وطائفا حول عرشك في كل عالم من عوالمك ثم اجعلني قائما بقيوميتك على ذكرك بين بريتك وثنائك في مملكتك ثم اكتب لي ما كتبته لأصفيآئك الذين طاروا في هوآء قربك إلى أن استشهدوا في سبيلك إنك أنت المقتدر على ما تشآء والحاكم على ما تريد لم تزل كنت في علو العظمة والجلال ولا تزال تكون في سمو الرفعة والإجلال لا إله إلا أنت المقتدر القدير

المصادر
المحتوى