بسمه النَّاطق في ملكوت البيان - سبحانك يا إلهي يشهد...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 29 – 32

بسمه الناطق في ملكوت البيان

سبحانك يا إلهي يشهد لسان ظاهري وباطني بما شهدت لنفسك قبل خلق السموات والأرض إنك أنت الله لا إله إلا أنت لم تزل كنت مقتدرا غالبا على مملكتك ومهيمنا قيوما على من في أرضك وسمآئك قد شهد كل ذي لسان بوحدانيتك وكل ذي دراية بفردانيتك قد أحاطت كلمتك التي ظهرت بأمرك كل الوجود من الغيب والشهود وبها ظهر قدرتك وبرز سلطانك وبها انجذبت الكآئنات إلى مطلع وحيك والممكنات إلى مشرق فضلك وبها نطق المخلصون في فاران الفراق أين أنت يا محبوب العارفين وتكلم المقربون في عرآء الاشتياق أين أنت يا مقصود العالمين وبها انجذب الكليم إلى مطلع الندآء إذ توجه إلى السينآء وسمع ندائك الأحلى وفاز بمنظرك الأبهى الذي تجليت عليه باسم من أسمآئك وبها توجه الحبيب إلى السدرة المنتهى لاستماع ندآئك يا مطلع العطآء وبها ناجى كل نبي لبيك لبيك يا مالك ملكوت الأسمآء وفاطر الأرض والسمآء وبها فتحت أبواب عرفانك على وجوه بريتك ومصاريع مواهبك على عبادك وخلقك وإنك أنت لما أردت إظهار توحيدك أظهرت مطلعه ومبدئه بسلطان قدرتك واقتدارك وبه ثبت توحيد ذاتك بين عبادك وتفريد نفسك بين خلقك وما قدرت لأحد نصيبا إلا بإعترافه بفردانيته وإقراره بوحدانيته لأن به يثبت ظهورك وسلطانك وبروزك واقتدارك أي رب أيد عبادك على التوجه إليك والتمسك بحبل ألطافك ليعرفن مرجع آياتك ومطلع بيناتك ثم أنزل يا إلهي على من أقبل إلى بحر جودك وتوجه إلى أفق عطائك ما نزلته للمخلصين من أصفيآئك والمقربين من أودآئك ليقوم بكله على خدمة أمرك وانتشار آياتك وذكر بيناتك إنك أنت المقتدر بسلطانك لا إله إلا أنت العليم الحكيم

المصادر
المحتوى