هو الأبد الأحد الفرد الغنيُّ المتعال - لك الحمد يا إلهي...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 39 – 42

هو الأبد الأحد الفرد الغني المتعال

لك الحمد يا إلهي بما زينت العالم بأنوار فجر ليل فيه ولد من بشر بمطلع قيوميتك ومشرق ألوهيتك ومظهر ربوبيتك أسئلك يا فاطر السمآء وخالق الأسمآء بأن تؤيد الذين آووا في ظل رحمتك الكبرى ونادوا باسمك بين ملأ الإنشآء أي رب ترى مولى العالم في سجنه الأعظم مناديا باسمك وناظرا إلى وجهك وناطقا بما انجذب به أهل ملكوت أمرك وخلقك ولو أرى يا إلهي نفسي أسيرا بين عبادك ولكن يلوح من وجهه نور سلطنتك وظهور اقتدارك ليوقنن الكل إنك أنت الله لا إله إلا أنت لا تضعفك قوة الأقويآء ولا تخذلك شوكة الأمرآء تفعل ما تشآء بسلطانك المهيمن على الأشيآء وتحكم ما تريد بأمرك المحيط على الإنشآء أي رب أسئلك بظهورك واقتدارك وسلطنتك واستعلائك بأن تنصر الذين قاموا على خدمتك ونصروا أمرك وخضعوا عند ظهور نور وجهك ثم اجعلهم يا إلهي غالبين على أعدآئك وقائمين على خدمتك ليظهر بهم آثار سلطنتك في بلادك وآيات قدرتك في ديارك إنك أنت المقتدر على ما تشآء لا إله إلا أنت المهيمن القيوم قد نزل هذا اللوح المحمود في يوم المولود لتقرئه بالخضوع والابتهال وتشكر ربك العليم الخبير اجهد في خدمة الله ليظهر منك ما يبقي به ذكرك في ملكوته العزيز المنيع قل سبحانك يا إلهي أسئلك بمطلع آياتك ومظهر بيناتك بأن تجعلني في كل الأحوال متمسكا بحبل ألطافك ومتشبثا بذيل مواهبك ثم اجعلني من الذين ما منعتهم شئونات الأرض عن خدمتك وطاعتك ولا سطوة الخلق عن ذكرك وثنائك أي رب وفقني علي ما تحب وترضى ثم أيدني على ما يرتفع به ذكرك وتشتعل به نار محبتك إنك أنت العزيز الغفور الكريم

المصادر
المحتوى