قل يا إلهي لك الحمد بما أخذني عَرف عنايتك...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 42 – 45

قل يا إلهي لك الحمد بما أخذني عرف عنايتك وقلبتني نفحات رحمتك إلى شطر ألطافك أي رب أشربني من أنامل عطآئك الكوثر الذي من شرب منه انقطع عما سواك طآئرا في هوآء انقطاعك وناظرا إلى شطر رأفتك ومواهبك أي رب اجعلني في كل الأحوال مستعدا للقيام على خدمتك والإقبال إلى كعبة أمرك وجمالك لو تريد اجعلني نبات رياض فضلك لتحركني أرياح مشيتك كيف تشآء بحيث لا يبقى في قبضتي اختيار الحركة والسكون إنك أنت الذي باسمك ظهر السر المكنون والاسم المخزون وفك الإناء المختوم وتعطر به ما كان وما يكون أي رب قد سرع الظمآن إلى كوثر إفضالك وأراد المسكين الانغماس في بحرغنآئك فوعزتك يا محبوب العالمين ومقصود العارفين قد أخذني حزن الفراق في الأيام التي فيها أشرقت شمس الوصال لبريتك فاكتب لي أجر من فاز بحضورك ودخل ساحة العرش بإذنك وحضر لدى الوجه بأمرك أي رب أسئلك باسمك الذي به أنارت الأرضون والسموات بأن تجعلني راضيا بما قدرته في ألواحك بحيث لن أجد في نفسي مرادا إلا ما أنت أردته بسلطانك ومشية إلا ما أنت قضيته بمشيتك إلى من أتوجه يا إلهي بعد ما لم أجد سبيلا إلا ما بينته لأصفيائك يشهد كل الذرات بأنك أنت الله لا إله إلا أنت لم تزل كنت مقتدرا على ما تشآء وحاكما على ما تريد قدر لي يا إلهي ما يجعلني في كل الأحوال متوجها إلى شطرك ومتمسكا بحبل فضلك ومناديا باسمك ومنتظرا ما يجري من قلمك أي رب أنا الفقير وأنت الغني المتعال فارحمني ببدآئع رحمتك ثم أرسل علي في كل آن ما أحييت به قلوب الموحدين من خلقك والمخلصين من بريتك إنك أنت المقتدر المتعالي العليم الحكيم

المصادر
المحتوى