بسمه الباقي بعد فنآءِ الأشيآء - قل لك الحمدُ يا إلهي...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 49 – 52

بسمه الباقي بعد فنآء الأشيآء

قل لك الحمد يا إلهي بما عرفتني مشرق وحيك ومطلع جمالك وأيدتني على الإقبال إليك إلى أن دخلت بابك الذي فتح على وجه من في سمآئك وأرضك وحضرت لدى العرش المقام الذي استقر فيه مخزن علمك ومكمن أمرك وسمعت ندآئك الأحلى إذ كان مرتفعا بإذنك ومشيتك لك الحمد يا إلهي بما شرفتني بلقآئك وأشربتني كوثر وصالك وأقعدتني مقر قدسك عند ظهور اقتدارك وسلطانك أي رب لك الحمد بهذه المواهب التي لا يقدر أن يحصيها أحد من عبادك ولك الشكر بهذه النعمآء التي لا ينتهي ذكرها من قلم الإنشآء إلا بإرادتك أي رب أسئلك باسمك الذي به تموج بحر الأسمآء وآنار الأفق الأعلى بأن تجعلني مستقيما على أمرك وناطقا بذكرك بين عبادك على شأن لن تمنعني إشارات عبادك الذين كفروا بآياتك ومطلع بيناتك يا إلهي ما لي وشأني بأن أرى نفسي في المنظر الأكبر المقام الذي تجليت فيه بأنوار وجهك يا مالك القدر وعزتك ليس هذا من استحقاقي بل من فضلك الذي أحاط بريتك ورحمتك التي سبقت أهل مملكتك أسئلك يا إله العالمين ومقصود العارفين ومحبوب من في السموات والأرضين بأن تجعلني في كل الأحوال مقرا بوحدانيتك ومعترفا بفردانيتك ومذعنا بعظمتك وسلطانك وآملا ما نزلت في محكم ألواحك ثم قدر لي من بدائع فضلك ما قدرته لعبادك الذين ما خوفتهم سطوة كل ظالم في حبك ولا قدرة كل جابر في سبيلك إنك أنت المقتدر المتعالي المهيمن العليم الحكيم

المصادر
المحتوى