بسمه الذَّاكر العليم الخبير - سُبحانك يا إلهي ترى المحمُود...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – نفحات الرحمن - 139 بديع، ص 55 – 57

بسمه الذاكر العليم الخبير

سبحانك يا إلهي ترى المحمود أقبل إلى مقامك المحمود وإنه فاز بلقآئك إذ كان نير الأمر مشرقا من أفق العراق أي رب ترى إقباله إلى كعبة جودك وتوجهه إلى شطر مواهبك وانغماسه في بحر حبك وتمسكه بحبل عنايتك وتشبثه بذيل إفضالك قدر له يا إلهي ما تتضوع به رآئحة أمرك في مملكتك وعرف نصرك في بلادك أنت تعلم يا إلهي قد حضر لدى المسجون كتابه الذي أرسله إلى العبد الحاضر لدى عرش عظمتك وكرسي اقتدارك و سمعنا منه ضجيج قلبه وصريخ فؤاده في عشقك وفراقك قد أخذه جذب اشتياقك على شأن اهتزت أركانه شوقا لجمالك وطلبا لرضائك أي رب لا تقطع عن أذنه ندآئك الأحلى الذي ارتفع من مقر حكومتك ولا عن عينه أنوار جمالك ولا عن فمه رحيقك المختوم ولا عن قلبه نفحات اسمك المشهود المكنون ولا عن صدره فوحات قميصك التي بها أحييت ما كان وما يكون أي رب تشهد بقيامه على خدمتك وثنآئه لنفسك وإقباله إلى بحر فضلك أنزل عليه من سمآء جودك ما يجعله باقيا ببقآء أسمآئك الحسنى وصفاتك العليا ثم اكتب له خير الآخرة والأولى ثم اجعله مستريحا في ظلك وأيده على تحرير آياتك ونشر أوامرك وإظهار معارفك إنك أنت المقتدر الذي لا تعجزك سطوة العالم ولا قدرة الأمم تحكم بسلطانك ما أردته لا إله إلا أنت المقتدر المتعالي العلي العظيم

المصادر
المحتوى