مناجات - هُوَ المُقتَدِرُ المُتَعَالِي العَلِيمُ الحَكيمُ - لَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي بِمَا

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة – من آثار حضرة بهاءالله – نسائم الرحمن، ١٤٩ بديع، الصفحة ٣٤

﴿ هُوَ المُقتَدِرُ المُتَعَالِي العَلِيمُ الحَكيمُ ﴾

لَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي بِمَا هَدَيْتَنِي إِلَى بَحْرِ تَوْحِيدِكَ وعَرَّفْتَنِي مَطلِعَ آياتِكَ ومَشْرِقَ أُفُقِكَ. أَسأَلُك ‌يا فَالِقَ الإِصْباحِ ومُسَخِّرَ الأَرْياحِ بدُمُوعِ عاشِقِيكَ في هَجْرِكَ وفِراقِكَ وحَنِينِ مُشْتاقِيكَ لِبُعدِهِم عَنْ جِوارِكَ بأَنْ تَجْعَلَنِي في كُلِّ الأَحْوالِ نَاطِقاً بِذِكْرِكَ وَقائِماً عَلَى خِدْمَتِكَ ومُتَمَسِّكاً بِحَبْلَ عِنايَتِكَ ومُتَشَبِّثاً بِذَيْلِ كَرَمِكَ، رَبِّ قَدْ ذَرَفَتِ العُيونُ بِما وَرَدَ عَلى أَصْفِيائِكَ. أَسأَلُكَ يا مَوْلى العالَمِ وَسُلْطانَ الأُمَمِ بِالاسْمِ الأَعْظَمِ بِأَنْ تُبَدِّلَ أَرِيكَةَ الظُّلْمِ بِسَرِيرِ عَدْلِكَ وَكُرْسِيَّ الغُرُورِ وَالاعْتِسافِ بِعَرْشِ الخُضُوعِ وَالإِنْصافِ وَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشاَءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ‌ العَلِيمُ الخَبِيرُ. أَيْ رَبِّ أَنِرْ أَبْصارَ القُلُوبِ بِأَنْوارِ شَمْسِ عَدْلِكَ لِيسْتَضِيءَ كُلُّ شَيْءٍ بِنُورِهِ وَضِيائِهِ وَتَرتَفِعَ فِي كُلِّ مَقَامٍ راياتُ أسْمائِكَ وصِفَاتِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الَّذي لَمْ تُعْجِزْكَ قُدْرَةٌ ولا تُضْعِفُكَ سَطْوَةٌ، تَفْعَلُ كَيْفَ تَشَاءُ وتَحْكُمُ ما تُرِيدُ. لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الحَكِيمُ العَلِيمُ. يا إِلهِي وَسَيِّدِي قَدْ ضَعُفَ دِينُكَ بِما زَحَفَ عَلَيهِ الَّذينَ كَفَرُوا بِكَ وَبِآياتِكَ، أَيْ رَبِّ زيِّنْهُ بَطِرازِ قُوَّتِكَ. إنَّكَ أَنْتَ المُقتَدِرُ القَدِيرُ.

المصادر
المحتوى
OV