كِتَابٌ مِنْ لَدنّا إِلى الَّتِي إِذْ سَمِعَتِ النِّدَاءَ عَنْ جِهَةِ العَرْشِ أَقبَلَتْ وَقَالَتْ ثُمَّ نَادَتْ بَلَى يا مَحْبُوبَ العَارِفِينَ. يا أَمَتِي لَوْ تَسْمَعِينَ النِّدَاءَ الَّذِي ارْتَفَعَ فِي هذِهِ الأَيَّامِ مِنْ حَوْلِ عَرْشِي لَيَجْعَلَكِ طَائِرَةً فِي هَوَاءِ قُرْبِي، ويُدْخِلَكِ فِي مَلَكُوتِي ويُنْطِقُكِ بِثَنَاءِ نَفْسِي بَيْنِ إِمَائِي. كَذلِكَ نَزَّلْنَا لَكِ ما يَفرَحُ بِهِ قَلْبُكِ إِنَّ رَبَّكِ لَهُوَ الفَضَّالُ القَدِيمُ. اطْمَئِنِّي بِفَضْلِ مَولاكِ ثُمَّ اذْكِرِيهِ في اللَّيالِي وَالأَيَّامِ إِنَّهُ هُو خَيْرُ الذَّاكِرِينَ. يا إِلهي ومَحْبُوبِي أَسْمَعُ نِدَاءَكَ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ, المَقَرِّ الّذي فِيهِ اسْتَقَرَّ عَرْشُ عَظَمَتِكَ وَاقْتِدَارِكَ. أَيْ رَبِّ وَفِّقْنِي عَلَى ذِكْرِكَ في أَيَّامِكَ وَثَنَائِكَ بَيْنِ إِمَائِكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ نُصِبَتْ رَاياتُ أَمْرِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ ورُفِعَتْ أَعْلامُ سَلْطَنَتِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ بِأَنْ لا تَطْرُدَنِي عَنْ بَابِ فَضْلِكَ ولا تَمْنَعَنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لإِمَائِكَ اللائِي أَقْبَلْنَ إِلى شَطْرِ فَضْلِكَ ومَطْلِعِ وَحْيكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُعْطِي البَاذِلُ العَزِيزُ الحَكِيمُ.