(سورة الملوك) أن يا ملأ المدينة اتّقوا الله ولا تفسدوا في الأرض ولا تتّبعوا الشيطان ثمّ اتّبعوا الحق

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

ان یا ملأ المدینة اتّقوا الله ولا تفسدوا في الأرض ولا تتّبعوا الشّیطان ثمّ اتّبعوا الحقّ في هذه الأیّام القلیل ستمضی ایّامكم كما مضت علی الّذینهم كانوا قبلكم وترجعون علی التّراب كما رجعوا الیه آبائكم وكانوا من الرّاجعین

ثمّ اعلموا بأنّا ما نخاف من احد الّا الله وحده وما توكلی الّا علیه وما اعتصامی الّا به وما نرید الّا ما اراد لنا وانّ هذا لهو المراد لو انتم من العارفین انّی انفقت روحی وجسدی للّه ربّ العالمین من عرف الله لن یعرف دونه ومن خاف الله لن یخاف سواه ولو یجتمع علیه كلّ من في الأرض اجمعین وما نقول الّا بما امرت وما نتّبع الّا الحقّ بحول الله وقوّته وانّه یجزی الصّادقین

ثمّ اذكر یا عبد ما رأیت في المدینة حین ورودك لیبقی ذكرها في الأرض ویكون ذكری للمؤمنین فلمّا وردنا المدینة وجدنا رؤسائها كالأطفال الّذین یجتمعون علی الطّین لیلعبوا به وما وجدنا منهم من بالغ لنعلّمه ما علّمني الله ونلقي علیه من كلمات حكمة منیع ولذا بكینا علیهم بعیون السّرّ لارتكابهم بما نهوا عنه وإغفالهم عمّا خلقوا له وهذا ما أشهدناه في المدینة وأثبتناه في الكتاب لیكون تذكرة لهم وذكری للآخرین

قل ان كنتم تریدون الدّنیا وزخرفها ینبغی لكم بأن تطلبوها في الأیّام الّتی كنتم في بطون امّهاتكم لأنّ في تلك الأیّام في كلّ آن تقرّبتم الی الدّنیا وتبعّدتم عنها ان كنتم من العاقلین فلمّا ولدتم وبلغ اشدّكم اذاً تبعّدتم عن الدّنیا وتقرّبتم الی التّراب فكیف تحرصون في جمع الزّخارف علی انفسكم بعد الّذی فات الوقت عنكم ومضت الفرصة فتنبّهوا یا ملأ الغافلین

اسمعوا ما ینصحكم به هذا العبد لوجه الله وما یرید منكم من شیء ورضی بما قضی الله له ویكون من الرّاضین

یا قوم قد مضت من ایّامكم اكثرها وما بقت الّا ایّام معدودة اذاً دعوا ما اخذتم من عند انفسكم ثمّ خذوا احكام الله بقوّة لعلّ تصلون الی ما اراد الله لكم وتكوننّ من الرّاشدین ولا تفرحوا بما اوتیتم من زینة الأرض ولا تعتمدوا علیها فاعتمدوا بذكر الله العلیّ العظیم فسوف یفنی الله ما عندكم اتّقوا الله ولا تنسوا عهد الله في انفسكم ولا تكوننّ من المحتجبین

ایّاكم ان لا تستكبروا علی الله واحبّائه ثمّ اخفضوا جناحكم للمؤمنین الّذین آمنوا بالله وآیاته وتشهد قلوبهم بوحدانیّته والسنتهم بفردانیّته ولا یتكلّمون الّا بعد اذنه كذلك ننصحكم بالعدل ونذكركم بالحقّ لعلّ تكوننّ من المتذكرین

ولا تحملوا علی النّاس ما لا تحملوه علی انفسكم ولن ترضوا لأحد ما لا ترضونه لكم وهذا خیر النّصح لو انتم من السّامعین

ثمّ احترموا العلمآء بینكم الّذین یفعلون ما علموا ویتّبعون حدود الله ویحكمون بما حكم الله في الكتاب فاعلموا بأنّهم سرج الهدایة بین السّموات والأرضین انّ الّذین لن تجدوا للعلمآء بینهم من شأن ولا من قدر اولئك غیّروا نعمة الله علی انفسهم

قل فارتقبوا حتّی یغیّر الله علیكم انّه لا یعزب عن علمه من شیء یعلم غیب السّموات والأرض وانّه بكلّ شیء علیم ولا تفرحوا بما فعلتم او تفعلون ولا بما وردتم علینا لأنّ بذلك لن یزداد شأنكم لو انتم تنظرون في اعمالكم بعین الیقین وكذلك لن ینقص عنّا من شیء بل یزید الله اجرنا بما صبرنا في البلایا وانّه یزید اجر الصّابرین

فاعلموا بأنّ البلایا والمحن لم یزل كانت موكلة لأصفیآء الله واحبّائه ثمّ لعباده المنقطعین الّذین لا تلهیهم التّجارة ولا بیع عن ذكر الله ولا یسبقونه بالقول وهم بأمره لمن العاملین كذلك جرت سنّة الله من قبل ویجری من بعد فطوبی للصّابرین الّذین یصبرون في البأسآء والضّرّآء ولن یجزعوا من شیء وكانوا علی مناهج الصّبر لمن السّالكین....

فسوف یظهر الله قوماً یذكرون ایّامنا وكلّ ما ورد علینا ویطلبون حقّنا عن الّذین‌هم ظلمونا بغیر جرم ولا ذنب مبین ومن ورائهم كان الله قائماً علیهم ویشهد ما فعلوا ویأخذهم بذنبهم وانّه اشدّ المنتقمین

وكذلك قصصنا لكم من قصص الحقّ والقیناكم ما قضی الله من قبل لعلّ تتوبون الیه في انفسكم وترجعون الیه وتكوننّ من الرّاجعین وتتنبّهون في افعالكم وتستیقظون عن نومكم وغفلتكم وتداركوا ما فات عنكم وتكوننّ من المحسنین فمن شآء فلیقبل قولی ومن شآء فلیعرض وما علیّ الّا بأن اذكركم فیما فرّطتم في امر الله لعلّ تكوننّ من المتذكرین اذاً فاسمعوا قولی ثمّ ارجعوا الی الله وتوبوا الیه لیرحمكم الله بفضله ویغفر خطایاكم ویعفو جریراتكم وانّه سبقت رحمته غضبه واحاط فضله كلّ من دخل في قمص الوجود من الأوّلین والآخرین...

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV