أن استمع ما يلقي الروح عليك من آيات الله المهيمن القيوم

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

أن استمع ما يلقي الرّوح عليك من آيات اللّه المهيمن القيّوم ليجذبك النّداء إلى الأفق الأعلى ويقرّبك إلى مقام ترى في نفسك نار محبّة اللّه على شأن لا تخمدها سطوة الملوك ولا إشارات المملوك وتقوم بين الملأ الإنشاء بثناء ربّك مالك الأسماء هذا ما ينبغي لك في هذا اليوم إنّا نذكر لك ما قضي من قبل لتجد حلاوة الذّكر والبيان وتطّلع بما قضى فيما كان إنّ ربّك لهو المذكّر العزيز المحبوب واذكر إذ ساق الكليم غنم يَثْرُوْن حَمِيِهِ إلى البرّيّة سمع نداء مالك البريّة من السّدرة المرتفعة على الأرض المباركة أن يا موسى إنّي أنا اللّه ربّك وربّ آبائك إبراهيم وإسحق ويعقوب قد أخذه جذب النّدآء على شأن انقطع عن الإمكان مقبلا إلى الفرعون وملأه بقدرة من لدن ربّك المهيمن على ما كان وما يكون والنّاس يسمعون ما سمعه ولا يفقهون قل تاللّه سيفنى عزّة الوزراء وسطوة الأمراء وقصور القياصرة وأهرام الفراعنة ويبقى ما قدّرناه لكم في الملكوت أن اجهدوا يا قوم ليذكر أسمائكم لدى العرش ويظهر منكم ما يبقى به ذكركم بدوام اللّه مالك الوجود أن اذكر أحبّائي من قِبَلِي في هناك وكبّر على وجوههم وبشّرهم بما نزّل لهم من هذا المقام المحمود قل إيّاكم أن تخوّفكم سطوة كلّ ظالم سيفنى العلم والأعلام وترون سلطان ربّكم غالبًا على الغيب والشّهود إيّاكم أن تمنعكم الحجبات عن فضل هذا اليوم دعوا ما يمنعكم عن اللّه وتمسّكوا بهذا الصّراط الممدود إنّا ما أردنا لكم إلّا ما هو خير في لوح محفوظ إنّا نذكر الأحباب في أكثر الأيّام وما وجدنا منهم ما ينبغي لهم في جوار رحمة ربّهم العطوف الغفور إلّا ما شاء اللّه إنّه لهو المقتدر على ما يشاء يعطي ويمنع إنّه لهو الحقّ علّام الغيوب خذوا يا أحبّاء الرّحمن كؤوس الحيوان من أيادي ألطاف ربّكم مالك الإمكان ثمّ اشربوا منها تاللّه إنّها تجذبكم على شأن تقومنّ على الذّكر والبيان بين ملأ الأكوان وتملكنّ مدائن القلوب باسم ربّكم العزيز المحمود ونبشّر الكلّ بما نزّلناه في كتابنا الأقدس الّذي أشرق من أفقه شمس أوامري المشرقة على كلّ شاهد ومشهود تمسّكوا به ثمّ اعملوا ما نزّل فيه إنّه خير لكم عمّا خلق في الملك إن أنتم تعلمون إيّاكم أن تحزنكم شئونات الخلق عن التّوجّه إلى الحقّ تفكروا في الدّنيا واختلافها وتغييرها لتعرفوا مقامها والّذين توجّهوا إليها معرضين عمّا نزّل في لوحنا المحفوظ كذلك نزّلنا الآيات وأرسلناها إليك لتقوم على ذكر اللّه المهيمن القيّوم البهآء عليك وعلى الّذين فازوا بهذا الرّحيق المختوم.

المصادر
المحتوى