(لوح عندليب) يا عندليب إسمع النداء...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من اثار حضرت بهاءالله - آثار قلم اعلى – جلد 2، لوح رقم (1)، 159 بديع، لوح عندلیب، صفحه 1 – 37

‌بسمى‌ الاعظم ‌الاقدس ‌العلىّ ‌الابهى

يا عندليب إسمع النّداء إنّه يظهر مرّة باسم الحبيب و أخرى باسمى المحبوب و‌ تارة باسم قلمى الأعلی و طوراً بهذا‌ الإسم الّذى به ارتعدت فرآئص الأسمآء و انصعق من فى الارض و السّمآء إلّا من شآء اللّه ربّک المهيمن علی الأشياء انّه لهو ‌الفرد المتعالی العليم الحکيم انّا ذکرناک من قبل بما فاح به عرف البيان فى الإمکان و سرت به نسمة اللّه على من فى السّموات و الارضين تاللّه إنّ البطحآء و جدت عرف قميص مالک الأسماء و‌ الحجاز إهتزّت و نادت لک الحمد يا إله العالمين بما أظهرت نفسک لعبادک و شرّفت ديارک بقدومک أشهد بک ظهر المقصود و توجّه کلّ حبيب إلی اللّه الفرد الخبير و ‌الرّوح فى برّيّة الإشتياق يدعو ربّ البريّة و يقول لبّيک يا مقصود العالم و لبّيک يا محبوب العارفين هذا يوم فيه تشرّف کلّ شىء بأنوار الظّهور و لکنّ القوم اکثرهم من الغافلين إنّ الطّور ينادى امام الظّهور و يدعو الکلّ إلی مطاف المرسلين فانظر فى النّاس و‌ مقاماتهم إنّهم کانوا أن ينتظروا فى اللّيالی و الأيّام من وعدوا به من قبل فى کتاب اللّه فلمّا أتى الوقت و‌ ظهرت راية الظّهور أعرضوا عن اللّه العزيز الحميد إنّا ندع ذکرهم و ‌نذکر الّذين آمنوا هناک بذکر تنجذب به عقولهم و قلوبهم علی شأن لا يمنعهم علمآء الأرض عن صراطى المستقيم تاللّه إنّهم عبدة الظّنون و‌ الأوهام إنّ العلم تبرّء منهم يشهد بذلک لسانى فى ملکوتى العزيز المنيع هم الّذين أعرضوا عن الوجه و ‌اعترضوا علی اللّه إذ أتى بحجّة غلبت الأشيآء و ‌بأمرٍ لا ‌يقوم معه من فى السّموات و‌ الأرضين

قد حضر لدى المظلوم کتابک الّذى أرسلته إلی إسم الجود و‌ قرأه العبد الحاضر لدى العرش انّ ربّک لهو المبيّن العليم و ‌اردنا أن نذکر کلّ إسم کان فى کتابک ليفرح بعناية اللّه العزيز الجميل

يا مهدى إنّ الکتاب علی هيئة اسمى الاعظم ينطق بين العالم إنّه لا اله إلّا أنا العزيز الوهّاب طوبى لاذن فازت بإصغآء نداء اللّه و‌‌ ويلٌ لمن أعرض و ‌اتّبع کلّ غافل مرتاب إنّه فى کلّ الأحيان ينادى من فى الامکان و يدع النّاس إلی الله مالک الرّقاب قد ذکر ذکرک فى السّجن و‌ نزّل لک ما ابتسم به ثغر البيان إفرح بذکرى ثمّ اشکر ربّک الّذى خلقک و عرّفک مطلع آياته و أيّدک علی هذا الأمر الّذى به زلّت الأقدام طوبى لک و لأبيک و أمّک و أختک و ضِلعک إنّا نکبّر عليه و‌ عليهنّ من هذا المقام الّذى جعله اللّه مشرق الآيات يا علی أشکر بما يذکرک لسان الکبريآء من أفقه الأعلی و ‌يدعوک و‌ من علی الأرض إلی البحر الأعظم الّذى ظهر أمام الوجوه باسمى المهيمن علی الممکنات إنّا أردنا أن نقرّب الأمم إلی اللّه مالک القدم و هم قاموا علی ضرّنا علی شأن ناح به الملأ الأعلى و ‌سکّان الفردوس و ‌الّذين طافوا العرش فى العشىّ و الإشراق إنّا سمعنا ندآئک و أجبناک من المنظر الأکبر الّذى ينادى فيه مالک القدر إنّه لا إله الّا أنا العزيز العلّام طوبى لنفس فازت بأيّامى و للسان نطق بذکرى و لعين توجّهت إلی أفقى و ‌لبيت إرتفع فيه ذکرى و ‌لرِجلٍ سرعت إلی سوآء الصّراط

و‌ نذکر الباقر و‌ الأصغر و نبشّرهما بالذّکر الأکبر الّذى جرى من القلم الأعلی فى أعلی المقام البهاء عليک و عليهما و علی أمّک و ‌أختک من لدى اللّه منزل الآيات إنّا نذکر أمتنا و نقول يا أمتى کم من ملکة ما فازت بعرفان اللّه و ‌کم من ملک غفل عن الّذى يذکره فى اللّيالی و ‌الايّام کم من أمير غرّته الدّنيا و کم من کبير حجّبته الاشيآء و ‌إنّک أقبلت و عرفت مولاک و انشأت فى ذکره ما استفرحت به أفئدة أولی الألباب أشکرى اللّه بما أيّدک علی أمره و عرّفک مطلع أسمائه الّذى احتجب عنه العباد طوبى للسان نطق بذکرى و ‌لقلب تزيّن بطراز حبّى و‌ لوجه توجّه إلی اللّه مالک الأديان قد قرء ثناؤک لدى العرش و ‌قبلناه فضلاً من عندنا و ‌أثبتناه فى الکتاب غنّى يا أمتى علی أفنان دوحة عرفانى إنّه ينفعک فى کلّ عالم من عوالمى يشهد بذلک ربّک مرسل الأرياح

يا قلمى الأعلى أذکر من آمن باللّه مالک الأسمآء ليفرح و‌ يکون من الرّاسخين يا يوسف قبل‌ علیّ إنّا رأينا إقبالک أقبلنا إليک من هذا المقام الّذى جعله اللّه مقرّ عرشه العظيم قد رفع اللّه شأن السّجن إلی مقامٍ يذکر دونه کلّ مقام رفيع اِشهَدْ بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الأرض إنّه لا إله إلّا هو و الّذى ينطق إنّه لهو الکنز المخزون و الغيب المکنون قد ظهر بالحقّ بسلطان لم تمنعه جنود الأرض و‌ لا سطوة الظّالمين قل يا إله الأسماء و‌ فاطر السّماء أسئلک بالإسم الّذى کان مقدّساً عن الحروف و الألفاظ و‌ منزّهاً عن الألسن و الأصوات بان تؤيّدنى علی الأستقامة علی أمرک و ‌القيام علی ذکرک و‌ ثنآئک أى ربّ أنا ‌الّذى توجّهت إلی وجهک أسئلک بأن تجعلنى منغمساً فى بحر غفرانک و متمسّکاً بحبل عطآئک إنّک أنت المقتدر المتعالی الغفور الکريم

يا رسول يذکرک مالک الوجود و‌ ربّ الجنود من هذا المقام المحمود إنّا نخبرک بالرّسول الّذى طار فى هوآئى و نطق بثنآئى بين عبادى و أخذه کوثر بيانى علی شأن أنفق روحه فى سبيلی کذلک يذکرک من عنده کتاب محفوظ يا قلمى الأعلى أذکر عبدى الرّسول الّذى استشهد فى الزّورآء إنّه هو الّذى فوّض إليه سقاية بيتى الحرام بعد العبد الحاضر لدى عرش اللّه المهيمن القيّوم انّه خرج فى الإشراق ليسقىَ بيت اللّه فى يوم الميثاق إذاً قتله المشرکون بظلم ناحت به الأشيآء و‌ الّذين طافوا العرش بخضوع و خشوع أذکره من قبلی و قل أوّل نفحة تضوّعت من أوراد حديقة المعانى عليک يا ايّها النّاطق بذکر مالک الأسمآء و ‌المتوجّه إلی الأفق الاعلی أشهد أنّک سمعت النّداء و‌ أقبلت إلی الزّوراء مقرّ عرش ربّک فاطر السّماء إلی أن دخلت المقام المحمود و‌ فزت بلقآء اللّه مالک الغيب و ‌الشّهود أنت الّذى ما منعتک ضوضآء الأمم و‌ لا شؤونات العالم توجّهت بوجهک و ‌عينک و‌ قلبک و‌ کلّ أرکانک إلی اللّه مالک الملوک و کنت طائفاً حول البيت إلی أن شربت رحيق الشّهادة فى سبيل المظلوم عليک بهاء اللّه و بهاء من فى السّموات و الارض و ‌بهاء کلّ من آمن باللّه العزيز الودود

إنّا نذکر من أقبل إلی أفقى و ‌تمسّک بحبل عنايتى الّذى سمّى بمحمّد قبل مهدى ليفرح بذکرى الّذى إذ ظهر هدر عندليب البيان علی الأفنان إنّه لا إله إلّا هو و ‌نطقت الأشيآء بين الأرض و ‌السّماء قد اتى الموعود من سمآء العناية و‌ الألطاف و ‌نادى الملکوت تاللّه قد ظهر مالک الجبروت بسلطان لا يقوم معه من فى السّموات و ‌الأرض و‌ نادت الحوريّات من الفردوس الأعلی تبارک مالک الأسمآء و ‌فاطر السّماء الّذى ظهر و ‌تجلّى بأسمآئه الحسنى علی من فى ملکوت الأمر و‌ الخلق أقبلوا يا ملأ الارض و‌ لا تکونوا من الغافلين تاللّه قد ظهر يوم اللّه و‌ کشف الغطاء من کان مستوراً و ‌مخزوناً و ‌مکنوناً فى حجب الغيب فلمّا تمّ الميقات أظهر نفسه فضلاً من عنده إنّه لهو المقتدر القدير هذا يوم فيه تکلّم منادى الطّور و ‌ينطق ربّ الجنود امام العالم انّه لا اله الّا انا الفرد الخبير طوبى لک بما خرقت الاحجاب و‌ اقبلت الی الوهّاب اذ اعرض عنه کلّ غافل بعيد فانظر الّذين ينسبون انفسهم الی الفرقان و ‌يدّعون العلم انّهم يفتخرون باسمى بين عبادى فلمّا اظهرت نفسى اعرضوا و ‌کفروا بالّذى آمنوا کذلک يذکرک المظلوم لتکون من العارفين افرح بما ذکرت من قلمى الاعلی تاللّه انّه خير لک عمّا علی الارض يشهد بذلک لسانى فى سجنى البعيد و‌ نذکر ابنک الّذى فاز بعناية ربّه الغفور الکريم من اقبل اليوم الی الافق الاعلی و ‌اعترف بما اعترف به مالک الاسمآء انّه من اهل البهاء فى لوح حفيظ نسأل اللّه ان يوفّقک و ايّاه و ‌يؤيّدکما علی الاستقامة علی هذا الامر العظيم طوبى لک يا هدى بما اقبلت الی اللّه مالک العرش و ‌الثّرى و ‌ربّ الاخرة و الاولی فى يوم فيه انشقّت الارض و ‌نسفت الجبال نعيماً لقوىّ کسّر الاصنام باسم مالک الانام و ‌شرب الرّحيق المختوم باسمه القيّوم و‌ نطق بثنآئه بين الاحزاب انّا رأينا اقبالک اقبلنا اليک و ‌سمعنا ندآئک أجبناک بهذا الکتاب الّذى إذ ‌نزّل بالحقّ صاحت کتب العالم و ‌نادت تاللّه قد ظهر أمّ الکتاب إطلع من أفق البيان باسم ربّک الرّحمن و قل يا ملأ الإمکان تاللّه قد فتح باب السّمآء و ‌أتى مالک الاسمآء علی ظلل السّحاب فاخرجوا من بيوت الظّنون و ‌الأوهام لعمر اللّه قد أتت الأيّام الّتى تزيّنت بذکرها الزّبر و‌ الألواح

إسمع يا جواد صرير قلم إرادتى و ‌خرير مآء عنايتى و ‌هزيز نسآئم الوحى فى أيّامى و‌ حفيف سدرة المنتهى الّتى ارتفعت بهذا الإسم الّذى ذلّت له الرّقاب فاسئل اللّه بان يجعلک مشتعلاً بنار حبّه و‌ ناطقاً بثنآء نفسه و ‌متوجّهاً فى کلّ الأحوال إلی باب فضله الّذى ما قدّر له البوّاب خذ کوب البقاء باسم ربّک الأبهى ثمّ اشرب منه الکوثر الاصفى مرّة باسمى و ‌اخرى بذکرى الّذى خضعت له الاذکار کذلک طرّز ديباج کتاب البيان بذکر ربّک الرّحمن اذا فزت به اشکر و قل لک الحمد يا منزل الآيات يا علی يخاطبک المظلوم من هذا المقام ليأخذک جذب بيان ربّک مالک الوجود اشهد بما شهد اللّه انّه لا اله الّا هو المهيمن القيّوم طوبى للسان اقرّ بما اقرّ به لسان القدم و ‌لوجه توجّه الی وجه اللّه مالک الملکوت قل هذا يوم بشّر به محمّد رسول اللّه من قبل و ‌من قبله الانجيل و ‌الزّبور اتّقوا اللّه يا قوم و لا تنکروا هذا الفضل الّذى احاط الغيب و ‌الشّهود دعوا ما عندکم و‌ خذوا ما عند اللّه کذلک يأمرکم مطلع الوحى فى هذا اللّوح المسطور تجنّبوا يا قوم عن الّذين اتّبعوا اهوآئهم و‌ کفروا باللّه ربّ ما کان و ‌ما يکون تشبّث بذيل عناية ربّک و قل لک الحمد بما عرّفتنى مظهر نفسک و‌ ايّدتنى علی ذکرک و‌ ثنآئک فى يوم فيه اسودّت الوجوه اسئلک بان تکتب لی ما کتبته لاصفيآئک الّذين وفوا بميثاقک و ‌نصروا امرک المحتوم يا محمّد قبل علی انّا نبشّرک بظهور اللّه و ‌سلطانه و ‌قدرته و ‌اقتداره لتفرح و ‌تکون من الشّاکرين قد انار افق العالم بنيّر اسمنا الاعظم و لکنّ الامم فى حجاب مبين قد اشتعلت الاشيآء من نار کلمة ربّک مالک الاسمآء و لکنّ ملأ الانشآء اتّبعوا اهوآئهم و‌ ‌اعرضوا عن الّذى وعدوا به فى کتاب اللّه ربّ العالمين کلّما امنع القلم عن ذکر مالک القدم يأخذ بايادى الرّجاء ذيل ربّه فاطر السّماء و ‌يقول يا مالک الامم اسئلک باسمک الاعظم بان لا تجعلنى محروماً عن ذکرک فى ايّامک انّک انت المقتدر المتعالی الغفور الکريم فأذن لی يا الهى بان اخبر النّاس بما علّمتنى من اسرار حکمتک و‌ اريتنى لئالئ علمک لتجذب بها افئدة عبادک الّذين اقبلوا اليک اذ اعرض اکثر خلقک کذلک قضى الامر اذ يمشى جمال القدم فى هذا المنظر الکريم طوبى لک بما توجّه اليک وجه اللّه و ‌يکلّمک مکلّم الطّور فضلاً من عنده انّه لهو الفضّال القديم

يا محمود اسمع ندائى من مقامى المحمود ثمّ اشهد بما شهد لسان العظمة انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم قد ارسلنا الرّسل و‌ انزلنا الکتب و‌ فصّلنا فيها ما يرفع العباد الی الغاية القصوى و ‌الجنّة العليا و لکنّ القوم اعرضوا بما اتّبعوا کلّ ناعقٍ مردود کم من عالم تمسّک بالشّريعة و‌ بها افتى علی منزلها يشهد بذلک اهل سرادق عظمتى و ‌فسطاط عصمتى و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين طوبى لبصير ما منعه الهوى عن مولی الورى و‌ لسميع توجّه و ‌سمع ندآء اللّه الملک العزيز الودود

يا رضا تاللّه من فاز برضائى انّه من اهل ملکوتى يصلّى عليه الملأ الاعلی و ‌اهل مدآئن الاسمآء يشهد بذلک فاطر السّمآء فى هذا الکتاب المحتوم من فاز به فاز بکلّ الخير و‌ الّذى منع انّه من اهل التّابوت طوبى لنفس نبذت ما ارادت و اخذت ما اراده اللّه المهيمن القيّوم ليس فى علم اللّه مقام اعظم منه نعيماً لمن شرب هذا الرّحيق من يد عطآء ربّه الغفور لو تعرف لذّة بيان ربّک لتطير فى الهوآء و‌ تمشى علی المآء و ‌تنادى فى برّيّة العالم لبّيک لبّيک يا اله الوجود و‌ لبّيک لبّيک يا مالک الغيب و ‌الشّهود لبّيک لبّيک يا سلطان الملوک اشهد بک تشرّف العالم و‌ بظهورک اهتزّ الطّور و ‌ينادى و ‌يقول لک الحمد يا من بک نطقت الاشيآء و ‌ظهرت الکنوز کذلک زيّنّا افق سمآء البيان بنيّر العرفان اشکر ثمّ احمد ربّک العزيز الودود

يا علىّ قبل نقىّ انّا نذکرک خالصاً لوجهى ليجذبک ندآئى الی ملکوتى و‌ يقرّبک الی بحر عنايتى انّ ربّک لهو الغفور الکريم لا يعادل بکلمة من کلمات ربّک خزآئن الارض کلّها فاعرف وکن من الحامدين تفکّر فى فضل ربّک انّه يذکرک فى السّجن الاعظم بذکر لا ‌يعادله ما عند الملوک و‌ السّلاطين انّک اذا شربت رحيق بيانى و فزت بکتابى قم مقبلاً الی قبلة الوجود و قل يا اله الغيب و الشّهود اسئلک بنفحات ايّامک و ‌فوحات قميص عنايتک بان تجعلنى ثابتاً راسخاً علی امرک انّک انت المقتدر علی ما تشآء و‌ فى قبضتک ملکوت الاسمآء تفعل ما تشآء و‌ تحکم ما تريد

يا اسد اسمع ندآء الفرد الاحد انّه يدعوک الی اللّه ربّ العالمين من النّاس من اراد ان يطفئ نور ‌الله قل تبّاً لک يا ايّها الغافل البعيد انّه وضع امره علی اساس ثابت راسخ متين لا تزعزعه ارياح العالم و لا اشارات الامم کذلک قضى الامر فى لوح حفيظ قل يا معشر العلمآء لِمَ اعرضتم عن الّذى به ارتفعت اسمآئکم و‌ علت مقاماتکم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الّذين کفروا بحجّة اللّه بعد ظهورها و ‌اعرضوا عن نعمة اللّه بعد انزالها کذلک ينصحکم مولی الورى فضلاً من عنده و هو النّاصح العليم قل بظلمکم ناح رسل اللّه فى اعلی المقام و اهل الفردوس فى مقام کريم خافوا اللّه و‌ لا تفتوا علی الّذين به نصب الميزان و‌ ظهر صراط اللّه العزيز الحميد أتقتلون الّذى يدعوکم الی الافق الاعلی و‌ ينزّل عليکم من سمآء الرّوح ما ينجذب به اولوالنّهى اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الظّالمين قد ظهر بحر العلم امام وجوهکم و‌ انتم فى هيمآء الظّنون من المتحيّرين ارفعوا رؤوسکم انّ الشّمس فى وسط الزّوال کذلک يذکّرکم اللّه فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الرّحيم

يا نصراللّه ايّاک ان تحزنک شئونات العالم او تخوّفک سطوة الامم توکّل فى کلّ الاحوال علی العليم الخبير انّه يشهد و‌ يرى و ‌فى قبضته ملکوت الآخرة و ‌الاولی يکتب لمن اراد اجر من فاز بلقآئه و‌ شرب من بحر وصاله انّه لهو المقتدر القدير قل قد ظهر ما لا‌ظهر فى العالم اسمعوا يا قوم ندآء من ينطق بين الامم ايّاکم ان تحجبکم شئونات الخلق عن الحقّ دعوهم بانفسهم و‌ اقبلوا الی العزيز الحميد البهاء من لدن مالک السّمآء علی کلّ عبد اقبل و آمن و‌ علی کلّ امة سمعت و‌ شربت کوثر محبّة ربّها الغنىّ العزيز الجميل

يا قلم الاعلی توجّه الی الّذين آمنوا باللّه فاطر السّمآء و‌ لا تمنعهم عن صريرک‌ الاحلى انّا جعلناک مترجماً فى الملک من لدن ربّک المقتدر المتعالی المهيمن القيّوم بشّر عبدنا الّذى سمّى باسکندر بما ذکره مالک القدر فى المنظر الاکبر ليفرح و‌ يکون من الشّاکرين قل انّک شربت من مآء الحيوان الّذى منع عنه اسکندر الاوّل يشهد بذلک سلطان الملل و‌ مزيل العلل الّذى ينطق فى السّجن الاعظم بين الامم انّه لا اله الّا هو العليم الخبير انّه دار ‌البلاد و‌ ما فاز بما اراد و ‌انّک فزت به فى البيت فضلاً من لدن غفور کريم قل انّ مآء الحيوان هو حبّ الرّحمن فى الامکان تعالی من اخذ و‌ شرب باسمى العزيز البديع فکّر فى القرون الخالية اين اسکندر و‌ امثاله و‌ اين اعلامهم المنصورة و ‌راياتهم المنصوبة و‌ اين رماحهم المشروعة و ‌سهامهم الطّائرة و ‌اين اعناقهم المتطاولة و ‌قصورهم المشيّدة و ‌اين خيامهم المضروبة و‌ خبائهم المرفوعة و‌ اين اوامرهم النّافذة و ‌معاقلهم العالية و ‌اين صليل سيوفهم و ‌صهيل خيولهم و ‌اين تغرّدات طيورهم و ‌نغمات مغنّياتهم و‌ اين هدير ورقآئهم و ‌خرير انهارهم و‌ اين من ارتعد من سطوته العالم و‌ اضطرب من ظلمه الامم و‌ اين من افتخر بالملک معرضاً عن الملکوت و‌ اين من اخذه الغرور الی ان اعرض عن مالک الجبروت اين من حکم علی الافاق و اين من نقض الميثاق اين الّتى خجل غصن البان عند تمايلها و‌ تطاولها و ‌توقّفت الشّمس عند کشف قناعها و ‌ظهور جمالها اين قصور القياصرة و ‌فروع الفراعنة و‌ اين شوکة الاکاسرة و جبروت الجبابرة اين من غرّته الصّفوف و‌ يرى ورآئه الالوف و‌ اين من طار فى هوآء الغرور و‌ اعرض عن اللّه مالک النّشور اين بساطهم و‌ نشاطهم و‌ عزّتهم و‌ اقتدارهم و‌ اين خزآئنهم و زخارفهم و‌ اوامرهم و‌ هياکلهم قد انزلهم اللّه من اعلی غرفات قصورهم الی اسفل درکات قبورهم لو يتفحّص احد فيها هل يقدر ان يميّز جماجم الملوک عن‌المملوک او براجم الغنىّ عن الصّعلوک لا ‌و ‌مالک الملکوت و‌ سلطان الجبروت قد رجعوا الی منازلهم و سکنوا فى مقابرهم قد اخذت منهم المقامات و الشّئون انّا‌للّه و‌ انّا اليه راجعون کذلک نطق لسان العظمة بين البّرية اقرء و قل لک الحمد يا من ذکرتنى و‌ لک الثّنآء يا مقصود العالمين فاسئل اللّه بان يجعلک مستقيماً علی امر ربّک و ‌يبلّغک الی مقام لا ‌تمنعک جنود الظّالمين

ذکّر من لدنّا لمن سمّى بمحمّد قبل حسن ليقرّبه ذکر اللّه الی البحر الاعظم الّذى يسمع من خرير امواجه انّه لا اله الّا هو العزيز الودود يا اهل الارض لا تجعلوا دين اللّه سبباً لاختلافکم انّه نزّل بالحقّ لاتّحاد من فى العالم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الجاهلين طوبى لمن يحبّ العالم خالصاً لوجه ربّه الکريم تمسّکوا بالکتاب الاقدس الّذى انزله الرّحمن من جبروته المقدّس المنيع انّه لميزان اللّه بينکم يوزن به کلّ الاعمال من لدن قوّى قدير طوبى لمن وجد منه حلاوة بيان ربّه و‌ شرب من کلماته کوثر اوامر اللّه ربّ العالمين لا ‌تسبّوا احداً بينکم و لا تتّبعوا خطوات الغافلين قد جئنا لاتّحاد من علی الارض و‌ اتّفاقهم يشهد بذلک ما ظهر من بحر بيانى بين عبادى و لکنّ القوم اکثرهم فى بعد مبين ان يسبّکم احد و‌ يمسّکم ضرّ فى سبيل اللّه اصبروا و‌ توکّلوا علی السّامع البصير انّه يشهد و‌ يرى و‌ يعمل ما اراد بسلطان من عنده انّه لهو المقتدر القدير قد منعتم عن النّزاع و الجدال فى کتاب اللّه ربّ العرش العظيم تمسّکوا بما تنتفع به انفسکم و‌ اهل العالم کذلک يأمرکم مالک القدم الظّاهر بالاسم الاعظم انّه لهو الامر الحکيم انّک اذا فزت بکتابى قل اشهد انّک انت الّذى بک نصب الصّراط و ‌وضع الميزان و‌ نفخ فى الصّور و‌ انصعق من فى السّموات و الارض و‌ ظهر لوح حفيظ قد اراد وجه اللّه ان يتوجّه الی احدٍ من عباده و‌ يذکره فضلاً من عنده انّه لهو الفضّال الکريم

يا سيّد قبل اسد انّ المظلوم يذکرک و‌ يدعوک الی اللّه ربّ العالمين اشکر بما تحرّک علی ذکرک قلمى و‌ اقبل اليک وجهى و‌ انزل لک لسان بيانى من ملکوت وحيى ما لو تضعه علی الجبال لتراها خاضعة متذلّلة للّه الفرد المتعالی العزيز الجميل قل الهى الهى احبّ عند کلّ حجر ادعوک باسمک الکريم و‌ عند کلّ مدر اذکرک باسمک الرّحيم و ‌احبّ فى الجبال ارفع ندآئى حبّاً لجمالک و‌ فى الاکام صريخى و‌ صيحتى شوقاً للقآئک قدّر ‌لی يا الهى ما اراده قلم تقديرک فى سبيلک و‌ رضآئک ترى يا الهى عبراتى فى فراقک و‌ زفراتى فى وصالک اسئلک بالکلمة العليا الّتى تثنيک بين الارض و السّمآء بان تکتب لعبدک من قلمک الاعلی ما يجعله بکلّه منقطعاً اليک و‌ متمسّکاً بک و‌ قآئماً علی خدمتک و‌ مترصّداً امرک اى ربّ بحر الفقر اهتزّ فى نفسه بما رأى امواج بحر غنآئک قدّر ‌له يا الهى ما ينبغى لک فى ايّامک انّک انت المقتدر علی ما تشآء فى قبضتک ملکوت الاشيآء لا اله الّا انت المهيمن العزيز الحکيم کذلک فتحنا علی وجهک باب البيان لتشکر ربّک الخبير

و‌ نذکر من سمّى بصادق ليفرح بذکر موله و‌ يکون من الّذين توجّهوا بکلّهم الی اللّه مالک الرّقاب قل الهى الهى لِمَ خلقت العيون لعبادک و‌ اعطيتهم بصآئر من فضلک ان اعطيتهم لمشاهدة جمالک و النّظر الی انوار وجهک فاکشف الاحجاب عنها بجودک و الطافک لتشاهدک مستوياً علی عرش عظمتک فى ايّامک و‌ ان خلقتها يا الهى لغيرک اذاً تشهد الاشيآء بّانهم فى خسران لم ‌يکن اعظم منه فى مملکتک و‌ عزّتک يا محبوب فؤادى و‌ مقصود قلبى احبّ ان تعذّبنى بعذاب لم يکن اکبر منه فى علمک و‌ تکتب لی عذب لقآئک اى ربّ کنت راقداً هزّنى نسيم يوم ظهورک فلمّا ايقظنى الهمنى ما کنت غافلاً عنه فى ايّامک اى ربّ وجدت عرفک سرعت اليک اسئلک بان لا تجعلنى محروماً عمّا قدّرته فى کتابک من بدآئع فضلک و لا ‌ممنوعاً عن الاستقامة فى امرک فاکتب لی يا الهى من قلمک الاعلی خير الاخرة و الاولی انّک انت المقتدر القدير

يا علی قلب العالم قد اقبل الی احبّآئه و‌ ينصحهم بما نصحنا به احد اغصانى الّذى سمّى ببديع اللّه فى کتاب الاسمآء و بعلىّ قبل محمّد فى لوح نطق انّه لا اله الّا انا العزيز الوهّاب انّا نوصى الکلّ بالصّبر و السّکون و الامانة الّتى کانت وديعة اللّه بين خلقة طوبى لرافعى اعلامها و‌ حافظى مقامها

قلنا يا بديع کن فى الّنعمة منفقاً و‌ فى فقدها شاکراً و‌ فى الحقوق اميناً و‌ فى الوجه طلقاً و‌ للفقرآء کنزاً و‌ للاغنيآء ناصحاً و‌ للمنادى مجيباً و‌ فى‌الوعد و فيّاً و‌ فى‌الامور منصفاً و‌ فى‌الجمع صامتاً‌ و فى القضآء عادلاً و‌ للانسان خاضعاً و‌ فى الظّلمة سراجاً و‌ للهموم فرجاً و‌ للظّمأن بحراً و‌ للمکروب ملجاءً و‌ للمظلوم ناصراً و‌ عضداً و‌ ظهراً و‌ فى الاعمال متّقياً و‌ للغريب وطناً و‌ للمريض شفآءً و‌ للمستجير حصناً و‌ للضّرير بصراً و‌ لمن ضلّ صراطاً و‌ لوجه الصّدق جمالاً و‌ لهيکل الامانة طرازاً و‌ لبيت الاخلاق عرشاً و‌ لجسد العالم روحاً و‌ لجنود العدل رايةً و ‌لافق الخير نوراً و‌ للارض الطّيّبة رذاذاً و‌ لبحر العلم فلکا و‌ لسمآء الکرم نجماً و‌ لرأس الحکمة اکليلاً و‌ لجبين الدّهر بياضاً و‌ لشجر ‌الخشوع ثمراً فاسئل اللّه ان يحفظک من حرارة الحقد و‌ صبّارة البرد انّه قريب مجيب کذلک نطق لسانى لاحد اغصانى و‌ ذکرناه لاحبّآئى الّذين نبذوا الاوهام و‌ اخذوا ما امروا به فى يوم فيه اشرقت شمس الايقان من افق ارادة اللّه ربّ العالمين

يا ‌محمّد قبل حسين اسمع ما يناديک به المظلوم انّه يذکرک خالصاً لوجه اللّه لتقوم علی ذکره و ثنآئه بين العباد ايّاک ان تحزنک شئونات الخلق او تخوّفک اشارات الّذين کفروا بالمبدء و المآل ضع ما عند النّاس امراً من لدنّا و‌ خذ ما اوتيت به فى الکتاب قل يا ملأ الارض تالله قد ظهر اللّوح المحفوظ و‌ انّه يمشى بين عباده و‌ يقول هذا يوم وعدتم به فى کتب اللّه من قبل اتّقو اللّه و لا تتّبعوا کلّ مشرک مرتاب و‌ اخرقوا الاحجاب باسمى و السّبحات بنار ‌حبّى کذلک يأمرکم من نطق بالحقّ فى اعلی المقام طوبى لغريب قصد الوطن و‌ لبعيدٍ سرع الی بحر‌القرب و‌ لعليل توجّه الی کوثر الشّفآء فى يوم فيه نطقت الاشيآء الملک للّه ربّ الارباب اعرف قدر هذه الايّام و‌ خذ قدح الانقطاع باسم ربّک مالک الانام ثمّ اشرب منه بالرّوح و الرّيحان فانظر ثمّ اذکر الدّنيا و‌ ما ترى فيها من شئوناتها و‌ تغييرها و‌ اختلافها تاللّه انّها تدعو فى کل الاحيان اهلها و‌ تقول فاعتبروا يا اولی الابصار انّها تذکّر النّاس و‌ تخبرهم بزوالها و‌ فنآئها و لکنّ القوم فى سکر عجاب اسمع ندآئى ثمّ اعمل بما امرت به فى هذا الکتاب الّذى شهدت له الذرّات کم من عارف غرّته العلوم و المعارف و‌ کم من جاهل اقبل الی الافق الاعلی و‌ قال لک الحمد يا من عرّفتنى مشرق آياتک فى هذا اليوم الّذى فيه ناح الرّعد و صاح السّحاب بما ورد علی اصفيآء اللّه من الّذين شغلتهم اموالهم و انفسهم عن اللّه فى يوم المعاد طوبى لبصير فاز بانوار الوجه و‌ لقلب اقبل الی قبلة الآفاق يا طير البيان غرّد علی الافنان باسم ربّک الرّحمن

ثمّ اذکر من سمّى ببهآء‌الدّين ليأخذه جذب آيات ربّه علی شأن يطير باجنحة الاشتياق فى کلّ الاحيان الی اللّه مالک يوم الطّلاق هذا کتاب انزله الوهّاب اذ اتى علی السّحاب و‌ اعرض عنه کلّ الاحزاب الّا من شآء اللّه مالک الرّقاب تاللّه انّه لهو الکنز المخزون و الغيب المکنون قد اتى من مطلع الرّوح بآيات عجز عن عرفانها من فى السّموات و الارض الّا من ايّده اللّه بفضل من عنده انّه لهو العزيز العلّام

انّا سمعنا ما تغرّد به العندليب الّذى سمّى من لسان اللّه مالک الايجاد و ‌سمعنا ذکرک ذکرناک بهذا الکتاب الّذى ينطق بين العالم انّه لا اله الّا انا العزيز الوهّاب طوبى لک و لا بيک الّذى طار الی افقى و سمع ندآئى و‌ اخذه جذب آياتى علی شأن فدى روحه فى سبيلی يشهد بذلک لسان العظمة فى اعلی‌المقام انّا نذکره کما ذکرناه من قبل فضلاً من عندنا و‌ انا العزيز الفضّال عليه بهآئى و بهاء اهل ملکوتى و جبروتى و بهاء الّذين يطوفون العرش فى العشىّ و الاشراق انّک تمسّک بحبل الحکمة ثمّ اسئل اللّه بان يسقيک کوثر الاستقامة بايادى العناية و‌ يکتب لک ما کتبه لکلّ موقن صبّار

يا محمّد قبل صادق افرح بما توجّه اليک وجه اللّه الملک المهيمن القيّوم و‌ يذکرک بما يتضوّع به عرف الرّحمن فى الامکان تبارک اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون لمّا انار افق سمآء العلم و جرى فرات الحکمة اعرض عنه العلمآء و‌ افتوا علی الّذى تزيّن بذکره لوح محفوظ قد کانوا ينتظرون ايّام اللّه فلمّا ظهرت بالحقّ کفروا بالشّاهد و المشهود قل يا‌ معشر العلمآء اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا اهوآئکم اخرجوا من اماکنکم متوجّهين الی اللّه مالک الوجود لا تنفعکم اليوم علومکم و لا ‌ما عندکم ضعوا الاوهام و‌ خذوا ما اوتيتم من لدى اللّه مالک الملکوت کم من عارف افتى علی المعروف و‌ کم من عالم حکم علی المعلوم و‌ کم من امّى دخل الملکوت باسم ربّه العزيز الودود ان اخذک سکر رحيق بيانى و‌ اجتذبک کوثر عرفانى خذ قدح الانقطاع باسمى ثمّ اشربه بذکرى المحبوب کذلک نطق القلم الاعلى اذ‌ استقرّ مالک الاسمآء علی اعلی الجبال بسلطانٍ غلب الغيب و الشّهود

يا قلم الاعلى اذکر العندليب مرة اخرى الّذى اقبل الی اللّه مالک الايجاد اذ اعرض عنه کلّ عالم و‌ اعترض عليه کلّ عارفٍ و‌ افتى عليه کلّ ذى حکم کفر باللّه ربّ العالمين تاللّه قد صعدت زفراتى و‌ نزلت عبراتى و بکت عين شفقتى و‌ ناح قلبى بما ارى العباد معرضين عن بحر رحمتى و‌ شمس فضلی و سمآء کرمى الّذى احاط من فى السّموات و الارضين يبشّرهم لسان المقصود و‌ يدعوهم الی المقام المحمود و‌ هم يفتون عليه بظلم مبين قد نقضوا ميثاق اللّه و‌ عهده و‌ کفروا بالّذى آمنوا به من قبل يشهد بذلک من عنده لئالئ العرفان من لدن عليم حکيم هذا يوم فيه ينادى الميزان تاللّه قد اتى الرّحمن و‌ انا المميّز الخبير و‌ يصيح فيه الصّراط و‌ يقول قد ظهر السّبيل المستقيم و‌ فيه تنطق الذّارت يا‌ ملأ الارضين و السّموات قد اتى منزل الآيات بسلطان لا تقوم معه جنود العالم و لا ‌سطوة الّذين غفلوا عن هذا الامر العظيم قد ظهر ما لا ظهر فى الابداع و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين

يا اشرف انت الّذى اقتديت بمولاک انّه ما منعه عن الامر ضوضآء من علی الارض نطق باعلی النّدآء و‌ دعا الکلّ الی العزيز الحميد انّک قد نصرت دين اللّه و امره و‌ اشتغلت بالتّبليغ فى هذا الايّام الّتى فيها نطق لسان العظمة و بها تزيّنت کتب اللّه المقتدر العزيز الجميل انت الّذى ما منعتک شئونات الدّنيا عن ذکر مالک الورى يشهد بذلک ربّ العرش و الثّرى فى هذا المقام الرّفيع لا ‌تحزن من شىءٍ توکّل علی اللّه انّه معک فى کلّ الاحوال انّه لهو الشّاهد البصير قل يا ملأ الارض اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا اهوآئکم اسرعوا الی البحر الاعظم الّذى ماج بين العالم بسلطان غلب العالمين اذکر اذ نطق لسان العظمة فى اوّل الايّام فى السّجن الاعظم قد ماج بحر البلآء و‌ احاطت الامواج فلک اللّه المهيمن القيّوم انّک انت يا ملّاح لا تضطرب من الارياح انّ فالق الاصباح معنا فى هذه الظّلمة الّتى احاطت العالمين کذلک اشرقت شمس البيان من افق ارادة ربّک الرّحمن و لکنّ النّاس اکثرهم من النّآئمين انّهم ما انتبهوا من ندآء اللّه و‌ ما وجدوا حلاوة آياته يشهد بذلک کلّ عارف بصير قل يا ملأ الارض تاللّه قد سرت سفينة اللّه علی بحر البيان و‌ انّها تمرّ علی البرّ و البحر لو انتم من العارفين تمسّکوا بها باسم اللّه ربّکم انّه ينجيکم فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الکريم انّک اذا وجدت عرفى من قميص بيانى و‌ فزت بکتابى قل لک البهاء يا محبوب العالم و‌ لک الثّناء يا اله من فى السّموات و الارضين افرح بما ذکرک المظلوم مرّة بعد مرّة بآيات لا‌ تنقطع نفحاتها عن العالم يشهد بذلک مالک القدم من هذا الافق المنير يا قلم الاعلى قل بندآئى الاحلی انجذبت الاشيآء و باسمى الابهى ماج بحر الاسمآء و ‌هاج عرف اللّه المهيمن القيّوم قل بهذا الظّهور رجع حديث الطّور و‌ نفخ فى الصّور و‌ قام العباد للّه العزيز الودود قل باصبعى فّک ختم الرّحيق المختوم و‌ ظهر الاسم القيّوم و‌ قام علی الامر علی شأن ما منعته ضوضآء العباد و‌ ما خوّفته سطوة الجنود

يا عيسى افرح بما يذکرک مالک العرش و الثّرى لعمر اللّه هذا مقام لا يعادله شىء فى الارض تفکّر و قل لک الثّنآء يا اله الغيب و الشّهود قل هذه ارض ارتفع فيها ندآء ابن مريم الّذى بشّر النّاس بهذا الظّهور الّذى اذ ظهر نطق الملأ الاعلی قد اتى الغيب المکنون بسلطان مشهود هذا مقام طافه الرّوح و‌ اهل الفردوس الاعلی يشهد بذلک مالک الاسمآء و لکنّ القوم هم لا يسمعون ضع سوآئى و خذ کتابى کذلک يأمرک لسان عظمتى من هذا المقرّ الّذى لا يرى فيه الّا اللّه مالک الوجود يا احبّآء الرّحمن فى البلدان اسمعوا ندآء المظلوم الّذى ظهر باسمه القيّوم انّه يدع الکلّ الی الافق الاعلى و المقام الاسنى يشهد بذلک کلّ الاشيآء و لکنّ النّاس اکثرهم من المعرضين اشهدوا بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا انا الفرد الواحد العليم الحکيم انّا نوصيکم بما وصيّنا به احد اغصانى من قلمى الّذى سمّى بضيآء ‌الله فى لوحى الحفيظ شهد اللّه اننّى آمنت بالّذى بذکره شرب المقرّبون الرّحيق المختوم و المخلصون ما عجز عن ادراکه من فى السّموات و الارض الّا من شآء اللّه ربّ العالمين

يا ضيآء کن فى البأسآء صابراً و فى الامور راضياً و‌ فى الحقّ موقناً و‌ فى الخير سارعاً و‌ فى اللّه قانتاً و‌ علی النّاس ساتراً و‌ عن الهوى معرضاً و الی الحّق راکضاً و‌ للعباد سحاباً و‌ عند الخطاء عطوفاً و‌ لدى العصيان غفوراً و‌ فى العهد قائماً و علی الامر مستقيماً کذلک يوصيک المظلوم ثمّ بتقوى اللّه ثمّ يوصيک بالامانة و الصّدق عليک بها ثمّ عليک بها طوبى لک و‌ لمن احبّک لوجه اللّه و ويل لمن ابغضک و‌ اعرض عمّا امر به فى الکتاب

يا ابراهيم اسمع ندآء اللّه الفرد الحکيم انّه سمع ندآئک و‌ اجابک فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الکريم اذا فزت بآياتى و وجدت عرف بيانى ولّ وجهک شطرى و قل اشهد بک قام القيام و بظهورک نفخ فى الصّور و بکلمتک العليا نطقت الاشيآء الملک للّه الفرد الخبير لو تجد لذّة بيانى تطير باجنحة الاشتياق فى هوآئى و تشهد بما شهد لسان عظمتى فى ملکوت بيانى انّ ربّک لهو المفصّل العليم و‌ نذکر اخاک و‌ من معکما من الّذين اقبلوا الی اللّه فى يوم فيه ارتعدت فرائص کلّ ظالم بعيد کذلک زيّنّا بحر البيان بفلک المعانى و‌ انّها سرت عليه باسمى العزيز البديع لکم ان تشکروا اللّه فى کلّ الاحوال بهذا الفضل العظيم

يا صفا يذکرک مالک الاسمآء الّذى ظهر باسمه القيّوم و به فکّ ختم الرّحيق المختوم طوبى لقاصد قصد و شرب و قال لک الحمد يا اله العالمين قل انّه اتى بحجّة اللّه و برهانه و‌ ينطق فى کلّ الاحيان الملک للّه العليم الخبير يا ملأ الارض خافوا اللّه و لا تتّبعوا الّذين اعرضوا عن وجه به انار ملکوت اللّه العزيز العظيم تاللّه من حرکة قلمى تحرّک القلم الاعلی و‌ من ندآئى ارتفع الّندآء من مکمن الکبريآء و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين انّه يدع الکلّ الی البحر الاعظم و لکنّ الامم اکثرهم من المعرضين کذلک انار افق البيان من نيّر بيانى البديع المليح

يا وهّاب اسمع ندآء من يناديک فى المآب و‌ يدع الکلّ الی هذا الافق الّذى به ظهر ما کان مسطوراً فى کتب اللّه المهيمن القيّوم ايّاک ان يحزنک شىء من الاشيآء دع العالم ورآئک و تمسّک بالاسم الاعظم الّذى به ظهر ما کان مکنوناً فى حجب الغيب و‌ مخزوناً فى علم اللّه مالک الوجود کن علی شأن لا تزعزعک شئونات الارض عن هذا الامر الّذى به تحّرک کلّ بنيان مرصوص ستفنى الارض و‌ ما فيها و‌ عليها و‌ يبقى ما قدّر لاحبّائى فى لوحى المحفوظ

يا ابا ‌طالب يذکرک الفرد الاحد بذکر يجد منه المخلصون عرف اللّه العزيز الودود قل يا ملأ الفرقان قد اتى الرّحمن بسلطان مشهود ايّاکم ان تمنعکم شئونات الخلق عن الّحق دعوا اهوآئکم خذوا ما امرتم به من لدى اللّه مالک الغيب و الشّهود قل يا ملأ الانجيل قد فتح باب السّمآء و اتى من صعد اليها و‌ انّه ينادى فى البرّ و البحر و‌ يبشّر الکلّ بهذا الظّهور الّذى به نطق لسان العظمة قد اتى الوعد و هذا هو الموعود کن علی شأن لا تزلّک شئونات الارض خذ قدح الاستقامة باسم مالک البريّة ثمّ اشرب منه باذن اللّه مالک الملکوت قد ارتفع النّعاق فى الافاق و هذا ما اخبرنا العباد به فى کتاب مسطور ان يأتکم فاسق بکتاب السّجين دعوه ورآئکم مقبلين الی اللّه العزيز المحبوب سوف تنتشر الواح النّار فى الدّيار کذلک يخبرکم من عنده علم ما کان و ما يکون تمسّکوا بحبل اللّه و رحمته الّتى سبقت الشّاهد و المشهود

انّا نذکر الالف و القاف قبل الالف و الجيم ليشکر ربّه الغفور الکريم يا ملأ الارض قد اتى يوم الّنصر و‌ ظهر مکلّم الطّور بآيات عجز عنها من فى السّموات و الارضين انّا منعنا الکلّ عن الفساد و النّزاع و‌ قدّرنا النّصر فى الذّکر و البيان کذلک قضى الامر من لدى الرّحمن فى کتابه المبين قل لا تفسدوا فى الارض و لا تتّبعوا اهوآئکم اتّبعوا ما امرتم به من لدن عالم خبير تمسّکوا بالاستقامة الکبرى فى ايّام ربّکم مالک الورى انّه يأمرکم بما ينفعکم لا اله الّا هو الغفور الرّحيم انّک اذا فزت بلوح اللّه و وجدت عرف القميص ولّ وجهک شطر السّجن و قل لک الحمد يا الهى بما اسمعتنى ندآئک و‌ عرّفتنى مشرق آياتک و‌ علّمتنى سبيلک المستقيم اسئلک بان لا تمنعنى عمّا کتبته من قلمک الاعلی لاصفيآئک و‌ اوليآئک انّک انت الّذى شهدت الکآئنات بجودک و الطافک و‌ فضلک و‌ اقتدارک لا اله الّا انت العزيز الحکيم يا معصوم يذکرک المظوم و‌ يوصيک بالعصمة الّتى نزّلناها فى الزّبر و الالواح من فاز بالاستقامة الکبرى فى هذا الامر الّذى به ارتعدت فرآئص الاسمآء انّه من اهل العصمة فى کتب اللّه ربّ الارباب طوبى لعبد عصمة ‌الله عن الاعراض و هداه الى مطلع الآيات انّا خلقنا الخلق لهذا اليوم و لکنّ القوم اعرضوا عنه بما اتّبعوا مشارق الاوهام انّا قدّرنا العلم ليبشّر النّاس و يهديهم الی هذا الظّهور الّذى به افترّ ثغر الامکان و‌ امّا العلمآء به اعرضوا عن مطلع الوحى و‌ استکبروا علی اللّه فالق الاصباح طوبى لقوىّ خرق الاحجاب باسمى الوهّاب البهاء عليک و‌ علی اهلک و‌ علی الّذين وفوا بالميثاق

يا لسان البيان ولّ وجهک الی الّذين آمنوا باللّه المهيمن القيّوم ثمّ اذکر من سمّى بغلام قبل حسين و بشّره بنسمة اللّه الّتى سرت من حديقة عناية ربّه الکريم قل هذا يوم فيه ظهر کلّ امر حکيم و هذا يوم قد ربح فيه المقرّبون و المشرکون فى خسران مبين هذا يوم ينادى اللّه بلسان العظمة و‌ يدع الکلّ الی صراطه المستقيم يا ملأ الارض اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا کلّ جاهل بعيد دعواما عندکم و‌ خذوا ما امرتم به من لدى اللّه الفرد الخبير کذلک نطق اللّسان فى ملکوت البيان و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين

يا محمّد قبل صادق يذکرک الفرد الاحد من هذا المقام الّذى يطوفه الملأ الاعلی و‌ اهل الفردوس فى العشىّ و الاشراق طوبى لقاصد قصد افقى و‌ لناطق نطق بثنآئى و‌ لمقبل اقبل الی هذا المقام العزيز المنيع قل تاللّه قد ظهر ما هو المسطور فى کتب اللّه ربّ العاليمن انّه لهو الّذى سمّى فى التّورية بيهوه و فى الانجيل بروح الحقّ و‌ فى الفرقان بالنّبأ العظيم تمسّکوا يا قوم بما وعدتم به من قبل بلسان النّبييّن و المرسلين ايّاکم ان تمنعکم الواح النّار عن‌المختار و‌ کتاب السّجّين عن الحقّ المبين يا ايّها المقبل اشرب من کوثر البيان باسم ربّک الرّحمن و قل لک الحمد يا اله العالمين کتاب من لدى المظلوم لمن اراد الرّحيق المختوم من يد عطآء ربّه المهيمن القيّوم طوبى لک يا صمد بما اقبلت الی اللّه و‌ اعرضت عن الّذين کفروا اذ تکلّم مکلّم الطّور لعمرى هذا يوم الرّبح و لکنّ القوم لا يشعرون و هذا يوم القيام و لکنّ النّاس هم لا يفقهون نعيماً لمن اشتعل اليوم بنار محّبة اللّه و ويل لکلّ غافل محروم قد ظهر بحر البيان فى قطب الامکان و لکنّ القوم لا يعلمون قد نبذوا اليقين ورآئهم و‌ اخذوا الاوهام و الظّنون ايّاک ان تمنعک اشارات القوم عن اسمى القيّوم کن مستقيماً علی الامر و‌ ناطقاً بهذا الاسم الّذى اذ ظهر نادى الملکوت الملک للّه مالک الغيب و الشّهود قد اظهرنا الامر و‌ انزلنا الآيات و لکنّ النّاس اکثرهم من المعرضين قد اشرق نيّر العلم من افق الارادة و لکنّ النّاس فى جهل عظيم قد طلع نجم القرب و لکنّ القوم فى بعد مبين قد نطقت السّدرة بين البريّة و الطّور يقول لک الحمد يا محبوب العارفين قد تشرّف کلّ مقام بقدوم ربّه و ‌کلّ کتاب بهذا الاسم العظيم هذا يوم فيه يسمع حنين العشّاق من کلّ الافاق يشهد بذلک مالک الميثاق الّذى اتى بمجد کبير طوبى لک يا غلام قبل حسين بما اقبلت و‌ فزت بلوح لا يعادله شىء فى الارض انّ ربّک لهو العليم الخبير اشکر اللّه بما توجّه اليک و‌ انزل لک ما تضوّع منه عرف الرّحمن بين السّموات و الارضين يا ملأ الاسمآء قد اتى فاطر السّمآء بامر لا تقوم معه جنود السّموات و الارضين قل قد ظهر اللّوح المحفوظ و‌ انتم من الغافلين و هذا لوح مسطور و‌ انّه رقم من قلمى الاعلی بامرى المبرم الحکيم قد ارتفعت الصّيحة بالحقّ و سجد البرهان لوجه الرّحمن و‌طاقت الحجّة حول عرشى العظيم

يا جيم قبل الالف قد ظهر امّ الکتاب و‌ خضعت له کتب العالم و لکنّ الامم فى اعتراض عظيم طوبى لمن نبذ الاوهام و‌ توجّه بقلبه الی الفرد الخبير يا اهل البصر قد ظهر المنظر الاکبر و‌ فيه ينادى مالک القدر بين البشر و‌ يدعوهم الی اللّه منزل الآيات يا ملأ الاديان دعوا ما عندکم تاللّه قد اتى الرّحمن بالحجّة و البرهان انصفوا باللّه و‌ تفکّروا فيما انزله الوهّاب فى الکتاب ايّاکم ان تمنعکم شئونات الارض عن مالک الاسمآء او اشارات الخلق عن الحقّ الّذى اتى بقدرة و‌ سلطان

يا مهدى افرح بما توجّه اليک المظلوم من هذا المقام الّذى يشير اليه اصبع العظمة و‌ يقول و‌ نفسى هذا مقامى قد کنت ناظراً اليه فى ازل الازال هذا لهو الغيب المکنون و الکنز المخزون الّذى بذکره تزيّنت الزّبر و الالواح کذلک زيّنّا سمآء البيان بنيّر البرهان طوبى لبصير عرف و‌ لسميع سمع هذا النّدآء المليح

يا حسين انّ المظلوم يذکرک اذ احاطته الاحزان من الّذين کفروا باللّه ربّ الارباب قد کنت قآئماً علی الامر فى يوم فيه ارتعدت الفرآئص و‌ اضطربت الارکان فلمّا ارتفع امر اللّه ظهر عن خلف الحجاب طنين الذّباب قد نبذوا الانصاف و‌ اخذوا الاعتساف اذ تنفّس الصّبح و‌ انارت الآفاق من انوار وجه اللّه مالک المآب ايّاک ان يمنعک ذکر عن هذا الذّکر الاعظم او يحجبک شىء عن مشرق الآيات تمسّک باللّه انّه يشهد و‌ يرى و هو العزيز العلّام کذلک سرت السّفينة و جرت الانهار و‌ نادت البحار الملک للّه الواحد السّتار

يا حرف البآء بعد البآء يذکرک البهاء الّذى اذ ظهر انصعق من فى السّموات و الارض الّا من شآء اللّه ربّ العالمين هل النّاس يسمعون و لا يفقهون و هل القوم ينظرون و‌ ينکرون ما لهم لا‌ يؤمنون باللّه العزيز الودود الّذى اتى برايات الآيات و ينطق انّنى انا اللّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم قل هذا يوم الفرح الاعظم و‌ انتم لا ‌تشعرون قد ماج بحر العلم امام عيونکم و‌ انتم لا ‌تبصرون قل قد فتح باب فردوسى الاعلی و لکنّ النّاس عنه معرضون انّ اللّه يذکر من ذکره و‌ يتوجّه الی من توجّه اليه و‌ يقرّب الّذين نبذوا ما ارادوا و‌ اخذوا ما اراده اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون قل ليس لاحدٍ ان يتوجّه الی شطر السّجن الّا بعد اذنه کذلک انزلنا الامر و‌ ما اراده المقصود

يا محمّد قبل ابراهيم يذکرک المظلوم من هذا الافق الّذى به انار افق العالم و‌ ظهر کلّ امر حکيم اسمع النّدآء من شطر سجنى الاعظم ثمّ ادع العباد الی اللّه الفرد الخبير قل يا قوم انّه لا‌ يشار باشارتکم و لا ‌يمشى فى طرقکم قد ظهر بالحقّ و‌ اظهر صراطه المستقيم انّه لهو المذکور في صحف القبل و الموعود فى کتب ‌الله ربّ العالمين انّه لهو الّذى به خرقت الاحجاب و‌ نزّلت الآيات و ظهرت البيّنات و لکنَّ القوم اکثرهم من الغافلين و النّاس اکثرهم من المعرضين قد نبذوا اليقين ورآئهم و‌ اتّبعوا کلّ عالم مريب قل انّا وضعنا العلم ليهدى النّاس الی صراط اللّه العلّى العظيم طوبى لعالم به وجد عرف المعلوم و اقبل الی الافق الاعلی بيقين مبين و ويل لکلّ عالم به استکبر علی اللّه و‌ اعرض عن امره المبرم المتين ايّاک ان تمنعک القصص الاولی عن مالک الورى کسّر اصنام العباد باسم ربّک مالک الايجاد کذلک يأمرک من دعا الکلّ الی اللّه العليم الخبير انّ المظلوم يذکرک لوجه اللّه و يأمرک بما ينفعک فى الاخرة و الاولی يشهد بذلک کلّ منصف بصير قل يا قوم قد اتى يوم القيام قوموا عن مقاعدکم و سبّحوا بحمد ربّکم العليم الحکيم لعمرى لو تجد عرف بيانى و تسمع باذن القلب ندآئى تقوم علی خدمة الامر علی شأن لا تمنعک جنود العالم و لا مدافع الّذين غفلوا عن اللّه مالک يوم الدّين قد ارتفعت الصّيحة و‌ اتت السّاعة و‌ ظهرت القارعة و لکنّ القوم فى حجاب غليظ دع ما عند النّاس و‌ خذ ما اتى به مطلع وحى ربّک بقوة من عنده و‌ قدرة من لدنه انّه لهو المقتدر القدير قل يا من بيدک زمام الکآئنات و‌ ازمّة الممکنات اسئلک بالاسم الّذى به خرقت الاحجاب و‌ اظهرت امرک فى المآب بان تؤيّدنى علی تدارک ما فات عنّى فى ايّامک ثمّ اجعلنى من الّذين طاروا فى هوآئک و‌ شربوا کوثر الشّهادة باسمک و‌ حبّک اى ربّ انا الفقير الّذى اقبلت الی افق فضلک و الجاهل الّذى قصدت بحر علمک اسئلک بان لا تخيّبنى عمّا عندک اى ربّ وفّقنى علی خرق حجبات عبادک و‌ خلقک لاعرّفهم کتابک العظيم و‌ صراطک المستقيم و‌ اذکّرهم بما يقرّبهم اليک و‌ يمنعهم عمّا دونک انّک انت المقتدر الّذى شهدت الذرّات بعظمتک و‌ اقتدارک لا اله الّا انت العليم الحکيم اى ربّ اسئلک بالقلم الاعلی و باسمک الاقدس الاعظم الامنع العلىّ الابهى بان تغفرلی بجودک و‌ فضلک و‌ تکفّر عنّى سيّئاتى بعنايتک و الطافک ثمّ اجعلنى قآئماً علی خدمتک و‌ ناطقاً بذکرک و ثنآئک انّک انت المتعالی الغفور الرّحيم

يا اسد اسمع ندآء المظلوم الّذى حمل الشّدآئد و البلايا فى سبيل اللّه مالک الاسمآء الی ان سجن فى اخرب البلاد انّه دعا النّاس الی الجنّة العليا و‌ هم اخذوه و‌ داروا به فى المدن و الدّيار کم من ليل طار النّوم عن عيون احبّائى حبّاً لنفسى و‌ کم من يوم قام علىّ الاحزاب مرّة رايت نفسى علی اعلی الجبال و‌ اخرى فى سجن الطّآء بالسّلاسل و الاغلال لعمر اللّه قد کنت شاکراً ناطقاً ذاکراً متوجّهاً راضياً خاضعاً خاشعاً فى کلّ الاحوال کذلک مضت ايّامى الی ان انتهت بهذا السّجن الّذى به تزلزلت الارض و‌ ناحت السّموات طوبى لک بما نبذت الظّنون اذ اتى الغيب المکنون برايات الآيات انّه اخبر النّاس بما ظهر و‌ يظهر و لکنَّ القوم فى سکر عجاب يسمعون آيات اللّه و ينکرونها کذلک سوّلت لهم انفسهم فى هذا اليوم الّذى کان مطلع الايّام قد ماج امام وجوههم بحر الحيوان و هم يهرعون الی السّراب کذلک نوّرنا سمآء القلوب بنيّر الحکمة و البيان

انّا نذکر فى هذا الحين الحرف الثّالث المؤمن بنفسى الّذى افتى عليه مطلع الظّلم من دون بيّنةٍ و لا کتاب انّه توجّه الی الزّورآء الی ان حضر و‌ قام لدى الباب و‌ دخل بعد الاذن تلقآء الوجه و سمع و‌ قال لک الحمد يا اله الغيب و الشّهود و‌ لک الثنآء يا ربّ الارباب اشهد انّک قد کنت مکنوناً فى ازل الازال و‌ اظهرت نفسک فى يومک هذا طوبى لمن آمن بک و شرب الرّحيق من يد عطآئک يا من فى قبضتک زمام الکآئنات البهاء المشرق من افق لبقآء عليه و‌ علی الّذين ما منعهم طنين الذّباب عن ‌الله العزيز الوهّاب

يا يوسف يناديک يوسف البهاء من هذه البئر الظّلماء و‌ يدعوک الی مقام القرب و القدس المقام الّذى ما اطّلع به الّا اللّه ربّ العالمين کن مستقيماً علی امر ‌الله و‌ حبّه علی‌شأنٍ لا‌تمنعک مقالات المشرکين الّذين جادلوا بآيات اللّه و برهانه و‌ اعرضوا عنه اذ اتى بسلطان مبين طوبى لمن وجد نفحات اللّه فى ايّامه و‌ شهد بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم ايّاک ان تحزنک شئونات الخلق توکّل علی اللّه انّه يحبّ المتوکّلين اعرف قدر هذه الايّام ثمّ اشکر ربّک العزيز المنيع الّذى انزل لک ما لا ‌يعادله شىء من الاشيآء يشهد بذلک مالک الاسماء في هذا المقام الکريم

يا علیّ انّ اسمى العلىّ بشّرکم و اخبرکم بهذا اليوم الموعود قال و‌ قوله الحقّ فتوقّعوا ظهور مکلّم الطّور تاللّه انّه هذا و‌ ينطق باعلی الّندآء قد اتى اللّه علی ظلل السّحاب و لکنّ النّاس هم لا يفقهون تلک کلمة علّمه رسول اللّه من قبل عنده علم کلّ شىء فى لوح مسطور قل انّ السّدرة تنادى باعلی النّدآء و الطّور ينطق قد اتى المکنون بسلطان مشهود هل من ذى شمّ يجد عرف قميصى و هل من ذى بصر يرى افقى و‌ منظرى و هل من ذى سمع يسمع هذا النّدآء الاحلی الّذى به انجذبت الاشيآء و هل من منصف ينصف فيما انزله اللّه من هذا المقام المحمود يا علیّ يذکرک مالک الورى و‌ يبشّرک بما بشّر ‌به ‌‌مبشّرى النّقطة الاولی قال و‌ قوله الاحلی و‌ قد اخذت جوهراً فى ذکره و هو انّه لا‌ يشار باشارتى و لا ‌بما ذکر فى البيان ما نزّل البيان الّا لذکرى و‌ انّه ورقة من حديقه بيانى و‌ خاتم فى اصبعى انّ ربّک يفعل ما يشآء و‌ يحکم ما اراد قل انّه يزن کلّ شىء بالقسطاس الاعظم و يظهر ما کان مکنوناً فى الزّبر و الالواح انّ الّذى لا يعرف بکلّ ما ذکر فى البيان قد اعترض عليه اهل البيان بکلمة منه اَلا انّهم من اهل الضّلال قد نبذوا منزل البيان ورآئهم و‌ تمسّکوا بما لا يغنيهم فى ايّام اللّه الغّنى المتعال قل موتوا بغيظکم انّه ظهر بالحقّ و لا ‌تمنعه کتب العالم قد اتى من جبروت البقاء بقدرةٍ و‌ سلطان يا صادق انّ الصّدق ينادى بين الارض و السّمآء و‌ يقول هل من احد يحبّنى و‌ يختارنى لنفسه لوجه اللّه العليم الحکيم قد انزلنا فى الصّدق لوحاً طوبى لمن يقرئه و‌ يتمسّک به امراً من لدن امرٍ خبير طوبى لک يا صادق بما فزت بعرفان اللّه فى اوّل ايّامک و‌ اقبلت الی افق اعرض عنه کلّ جبّار عنيد تمسّک بالعروة الوثقى و‌ تشبّث باذيال رحمة ربّک الغفور الکريم کذلک نطق قلمى الاعلى فى هذا المقام الّذى تزيّن بنفحات وحى ربّک السّامع البصير

يا حسين اسمع ما تکلّم به مکلّم الطّور و‌ دع ما سمعته من القصص و الاخبار و فکّر فيما تراه اليوم انّه يغنيک و‌ يهديک الی سوآء الصّراط انّ المظلوم اتى ليذکّرکم و‌ يهديکم الی اعلی المقام من النّاس من سمع و‌ اقبل و‌ منهم من اعرض عن اللّه ربّ الارباب قد ظهر الملکوت و‌ استقرّ عليه العرش ثمّ استوى عليه مَنْ عنده امّ الکتاب قل يا قوم لا تحرموا انفسکم عن الفضل الاکبر و‌ لا ‌تتّبعوا ‌کلّ جاهل مرتاب قوموا و ‌تدارکوا ما فات عنکم ثمّ ارجعوا الی اللّه بخضوع و‌ اناب تاللّه سيفنى ما ترونه اليوم و يبقى ما قدر من القلم الاعلی من لدى اللّه مسخّر الارياح

يا قلم الاعلی اذکر من سمّى بالحسين فى ملکوت الاسمآء و بشّره بما نطق به لسان القدم فى مقام جعله اللّه مقرّ عرشه العظيم انّه ينطق بالحقّ و‌ يذکر الّذين اقبلوا اليه بوجوه نورآء انّه لهو الغفور الکريم انّا نوصى احبّآئى بما يرتفع به امر اللّه فيما سوئه و بالامانة الّتى بها يرتفع مقام الانسان و‌ يظهر شأنه بين العباد يشهد بذلک من سخّر العالم باسمه القوىّ القدير اشکر بما تحرّک علی ذکرک قلمى و‌ لسانى فى ملکوتى العزيز المنيع قل يا قوم لا تفسدوا فى الارض و لا تسفکوا الدّمآء و لا تأکلوا اموال النّاس بالباطل و لا تتّبعوا کلّ ناعق رجيم انّک اذا فزت بآيات ربّک قم عن مقامک مقبلاً الی اللّه العليم الحکيم قل سبحانک يا اله الوجود من الغيب و الشّهود اسئلک بالاسم الّذى به تزلزلت الارض و‌ انفطرت السّمآء و‌ مرّت الجبال و‌ اضطربت الاقطار بان تؤيّدنى علی ذکرک و ثنآئک علی شأ‌ن لا ‌تمنعنى حجبات البشر الّذين اعرضوا عن مشرق وحيک و‌ مطلع الهامک انّک انت المقتدر العزيز الحکيم

يا نصير يذکرک الخبير و‌ يذکر الايّام الّتى کنت قآئماً لدى الباب و سمعت ندآء اللّه ربّ الارباب انت الّذى اقبلت الی الافق الاعلی و‌ قطعت البّر و البحر الی ان دخلت و‌ حضرت و‌ رأيت و ‌سمعت من آيات ربّک مالک الرّقاب انّه يذکرک من بعد کما ذکرک من قبل و‌ يقرّبک حين توجّهک و‌ يقدّسک حين ارتقآئک الی اللّه مالک الايجاد انظر ثمّ اذکر اذ تکلّم معک مکلّم الطّور و‌ توجّه اليک وجه الظّهور فى هذا المقام الّذى طافه البيت المعمور فى العشىّ و الاشراق طوبى للّذين يراعون حقّ اوليآئى و‌ يخدمونهم حّباً لجمالی اَلا انّهم من اهل خبآء مجدى و‌ فسطاط عنايتى الّتى سبقت العباد انّا نوصى عباد اللّه بالصّبر و الاصطبار و بالسّکينة و الوقار ليظهر امر اللّه لمن فى الارضين و السّموات البهاء عليک و‌ علی الّذين نبذوا الاوهام و‌ اتّخذوا لانفسهم سبيلاً الی اللّه مالک المآب

يا محمّد قبل علىّ يذکرک المظلوم فى السّجن الاعظم ليقرّبک الی اللّه مولی العالم الّذى ظهر بمظهر نفسه و‌ مشرق آياته انّ ربّک لهو المقتدر القدير طوبى لمقبلٍ اقبل الی افقى و‌ لسامع سمع آياتى و‌ لبصير شهد بما شهد لسان عظمتى قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا انا العزيز العظيم احمد اللّه بما توجّه اليک وجه المظلوم و‌ انزل لک ما وجد منه المخلصون عرف اللّه المقتدر المهيمن العزيز العليم ايّاک ان تمنعک شئونات الدّنيا عن مالک الاسمآء لعمر اللّه سيفنى ما علی الارض و‌ يبقى لک ما نزّل من سمآء مشيّة ربّک العزيز الکريم کذلک انار افق اللّوح من نيّر بيان ربّک العطوف الرّحيم يا محمّد قبل علیّ اسمع حفيف سدرة المنتهى الّذى ارتفع بين الارض و السّمآء انه يبّشر العالم و‌ لکن الامم فى حجاب مبين الّا من کسّر اصنام الهوى باسم ربّه مالک الورى و قام علی الامر علی شأنٍ ما منعته شبهات العلمآء الّذين اعرضوا عن اللّه ربّ العالمين فانظر ثمّ اذکر قرون الاوّلين الّذين نبذوا آيات اللّه ورائهم و‌ افتوا علی مظاهر الامر بظلم مبين کم من عالم ناح فى الفراق و‌ کان آملاً سائلاً فى اللّيالی و الايّام بان يتشرّف بظهور اسم من الاسمآء فلمّا اتى فاطر السّمآء اعرض عنه و‌ انکر حجّة اللّه و برهانه و‌ قام علی ظلم به ذرفت عيون المرسلين انّک لا تحزن من شىء توکّل علی اللّه فى کلّ الامور انّه يسمع و‌ يرى و هو السّميع البصير کذلک زيّنّاک بطراز الذّکر اشکر و قل لک الحمد يا مقصود العالمين انّا رأيناک و سمعنا ندآئک اجبناک بهذا البيان الّذى يطوفه الملأ الاعلی و‌ اهل هذا المنظر المنير قم علی ذکرى و ثنآئى بين عبادى و قل تاللّه قد قضى الميقات و‌ اتى منزل الآيات بامر بديع انّه لبديع السّموات و الارض طوبى لمن عرف و شهد بهذا اليوم العظيم طوبى لک بما شربت الرّحيق من يد عطآء ربّک الکريم انّا نوصيک و‌ احبّآئى بالاستقامة الکبرى علی هذا الامر الّذى به زلّت الاقدام و‌ اضطربت افئدة العارفين البهاء عليک و‌ علی الّذين فازوا بهذا الذّکر الاعظم العظيم

يا ‌عندليب انّا انزلنا الآيات لکلّ اسم کان فى کتابک فضلاً من لدّنا انّ ربّک لهو الفضّال القديم قم علی خدمة الامر و‌ ذکّر النّاس بيوم اللّه و‌ ظهوره بالحکمة الّتى انزلناها فى کتاب مبين کبّر من قبلی علی وجوه احبّآئى و بشّرهم برحمتى و‌ عنايتى و‌ فضلی الّذى احاط من فى السّموات و الارضين انّا نوصيهم فى آخر الکتاب بما يظهر به مقام الانسان فى الامکان هذا خير لهم عمّا علی الارض انّ ربّک لهو الصّادق المبيّن العليم الحکيم قل ايّاکم ان تمنعکم الشّئونات الفانية عن مالک البريّة دعوا ما عندکم و‌ خذوا ما امرتم به بقوّة من لدى اللّه المقتدر القدير البهاء عليکم و‌ علی امآئى اللآئى اقبلن و سمعن و‌ اجبن مالک يوم الدّين الحمد للّه ربّ العالمين

المصادر
المحتوى