(لوح برهان) قد أحاطت أرياح البغضاء سفينة البطحاء...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من اثار حضرت بهاءالله - آثار قلم اعلى – جلد 2، لوح رقم (8)، 159 بديع، لوح برهان، صفحه 149 – 157

هو المقتدر العليم الحکيم

قد احاطت ارياح البغضآء سفينة البطحآء بما اکتسبت ايدى الظّالمين يا باقر قد افتيت علی الّذين ناح لهم کتب العالم و شهد لهم دفاتر الاديان کلّها و انّک يا ايّها البعيد فى حجاب غليظ تاللّه قد حکمت علی الّذين بهم لاح افق الايمان يشهد بذلک مطالع الوحى و‌ مظاهر امر ربّک الرّحمن الّذين انفقوا ارواحهم و ما عندهم فى سبيله المستقيم قد صاح من ظلمک دين اللّه فيما سويه و انّک تلعب و تکون من الفرحين ليس فى قلبى بغضک و لا بغض احد من العباد لانّ العالم يراک و امثالک فى جهل مبين انّک لو اطّلعت علی ما فعلت لالقيت نفسک فى النّار او خرجت من البيت متوجّها الی الجبال و نُحتَ الی ان رجعت الی مقام قدّر لک من لدن مقتدر قدير يا ايّها الموهوم اخرق حجبات الظّنون و الاوهام لترى شمس العلم مشرقة من هذا الافق المنير قد قطعت بضعة الرّسول و ظننت انّک نصرت دين اللّه کذلک سوّلت لک نفسک و انت من الغافلين قد احترق من فعلک قلوب الملأ الأعلی و الّذين طافوا حول امراللّه ربّ العالمين قد ذاب کبد البتول من ظلمک و‌ ناح اهل الفردوس فى مقام کريم انصف باللّه باىّ برهان استدلّ علمآء اليهود و‌ افتوا به علی الرّوح اذ اتى بالحقّ و باىّ حجّةٍ انکر الفريسيّون و‌ علمآء الاصنام اذ‌ اتى محمّد رسول اللّه بکتاب حکم بين الحقّ و الباطل بعدل اضآء بنوره ظلمات الارض و‌ انجذبت قلوب العارفين و ‌انّک استدللت اليوم بما استدلّ به علمآء الجهل فى ذاک العصر يشهد بذلک مالک مصر الفضل فى هذا السّجن العظيم انّک اقتديت بهم بل سبقتهم فى الظّلم و ظننت انّک نصرت الدّين و دفعت عن شريعة اللّه العليم الحکيم و‌ نفسه الحقّ ينوح من ظلمک النّاموس الاکبر و‌ تصيح شريعة اللّه الّتى بها سرت نسمات العدل علی من فى السّموات و الارضين هل ظننت انّک ربحت فيما افتيت لا و‌ سلطان الاسمآء يشهد بخسرانک من عنده علم کلّ شىء فى لوح حفيظ قد افتيت علی الّذى حين افتآئک يلعنک قلمک يشهد بذلک قلم اللّه الاعلی فى مقامه المنيع يا ايّها الغافل انّک ما رايتنى و ما عاشرت و ما انست معى فى اقلّ من ان فکيف امرت النّاس بسبّى هل اتّبعت فى ذلک هوئک ام مولئک فأت باية ان انت من الصّادقين نشهد انّک نبذت شريعة اللّه ورآئک و اخذت شريعة نفسک انّه لا يعزب عن علمه من شىءٍ انّه هو الفرد الخبير يا ايّها الغافل اسمع ما انزله الرّحمن فى الفرقان لا تقولوا لمن القى اليکم السّلام لستَ مؤمنا کذلک حکم من فى قبضته ملکوت الامر و الخلق ان انت من السّامعين انّک نبذت حکم اللّه و‌ اخذت حکم نفسک فويل لک يا ايّها الغافل المريب انّک لو تنکرنى باىّ برهان يثبت ما عندک فأت به يا ايّها المشرک باللّه و المعرض عن سلطانه الّذى احاط العالمين يا ايّها الجاهل اعلم انّ العالم من اعترف بظهورى و شرب من بحر علمى و طار فى هوآء حبّى و‌ نبذ ما سوآئى و‌ اخذ ما نزّل من ملکوت بيانى البديع انّه بمنزلة البَصَر للبشر و روح الحيوان لجسد الامکان تعالی الرّحمن الّذى عرّفه و اقامه علی خدمة امره العزيز العظيم يصلىّ عليه الملأ الاعلی و اهل سرادق الکبريآء و الّذين شربوا رحيقى المختوم باسمى القوىّ القدير يا‌باقر انّک ان تک من اهل هذا المقام الاعلی فأت بآية من لدى اللّه فاطر السّمآء و ان عرفت عجز نفسک خذ اعنّة هوئک ثمّ ارجع الی مولئک لعلّ يکّفر عنک سيّئاتک الّتى بها احترقت اوراق السّدرة و صاحت الصّخرة و بکت عيون العارفين بک انشقّ ستر الرّبوبية و غرقت السّفينة و‌ عقرت النّاقة و ناح الرّوح فى مقام رفيع اتعترض علی الّذى اتاک بما عندک و‌ عند اهل العالم من حجج اللّه و آياته افتح بصرک لترى المظلوم مشرقا من افق ارادة اللّه الملک الحقّ المبين ثمّ افتح سمع فؤادک لتسمع ما تنطق به السّدرة الّتى ارتفعت بالحقّ من لدى اللّه العزيز الجميل انّ السّدرة مع ما ورد عليها من ظلمک و‌ اعتساف امثالک تنادى باعلی النّدآء و‌ تدع الکلّ الی السّدرة المنتهى و الأفق الأعلی طوبى لنفس رأت الآية الکبرى و لاذن سمعت ندآئها الاحلی و ويل لکلّ معرض اثيم يا ايّها المعرض باللّه لو ترى السّدرة بعين الانصاف لترى اثار سيوفک فى افنانها و اغصانها و اوراقها بعد ما‌خلقک اللّه لعرفانها و‌ خدمتها تفکّر لعلّ تطّلع بظلمک و‌ تکون من التآئبين اظننت انّا نخاف من ظلمک فاعلم ثمّ ايقن انّا فى اوّل يوم فيه ارتفع صرير القلم الاعلی بين الارض و السّمآء انفقنا ارواحنا و‌ اجسادنا و ‌ابنآئنا و ‌اموالنا فى سبيل اللّه العلىّ العظيم و‌ نفتخر بذلک بين اهل الانشآء و الملأ الاعلی يشهد بذلک ما ورد علينا فى هذا الصّراط المستقيم تاللّه قد ذابت الاکباد و‌ صلبت الاجساد و سفکت الدّمآء و الابصار کانت ناظرة الی افق عناية ربّها الشّاهد البصير کلّما زاد البلآء زاد اهل البهاء فى حبّهم قد شهد بصدقهم ما انزّله الرّحمن فى الفرقان بقوله فتمنّوا الموت ان کنتم صادقين هل الّذى حفظ نفسه خلف الاحجاب خير ام الّذى انفقها فى سبيل اللّه انصف و لا تکن فى تيه الکذب لمن الهآئمين قد اخذهم کوثر محبّة الرّحمن علی شأن ما منعتهم مدافع العالم و لا ‌سيوف الامم عن التّوجه الی بحر عطآء ربّهم المعطى الکريم تاللّه ما اعجزنى البلآء و‌ ما اضعفنى اعراض العلمآء نطقت و‌ انطق امام الوجوه قد فتح باب الفضل و‌ اتى مطلع العدل بآيات واضحات و‌ حجج باهرات من لدى اللّه المقتدر القدير احضر بين يدى الوجه لتسمع اسرار ما سمعه ابن عمران فى طور العرفان کذلک يأمرک مشرق ظهور ربّک‌الرّحمن من شطر سجنه العظيم اغرّتک الرّياسة اقرء ما انزله اللّه للرّئيس الاعظم ملک الرّوم الّذى حبسنى فى هذا الحصن المتين لتطّلع بما عند المظلوم من لدى اللّه الواحد الفرد الخبير اتفرح بما ترى همج الارض ورآئک انّهم اتّبعوک کما اتّبع قوم قبلهم من سمّى بحنّان الّذى افتى علی الرّوح من دون بيّنة و لا کتاب منير اقرء کتاب الايقان و ما انزله الرّحمن لملک باريس و امثاله لتطّلع بما قضى من قبل و توقن بانّا ما اردنا الفساد فى الارض بعد اصلاحها انّما نذکّر العباد خالصا لوجه اللّه من شآء فليقبل و‌ من شآء فليعرض انّ ربّنا الرّحمن لهو الغنىّ الحميد يا معشر العلمآء هذا يوم لا ينفعکم شىء من الاشيآء و لا اسم من الاسمآء الّا بهذا الاسم الّذى جعله اللّه مظهر امره و‌ مطلع اسمآئه الحسنى لمن فى ملکوت الانشآء نعيما لمن وجد عرف الرّحمن و‌ کان من الرّاسخين و لا يغنيکم اليوم علومکم و‌ فنونکم و لا زخارفکم و‌ عزّکم دعوا الکلّ ورآئکم مقبلين الی الکلمة العليا الّتى بها فصّلت الزّبر و الصّحف و هذا الکتاب المبين يا معشر العلمآء ضعوا ما الّّفتموه من قلم الظّنون و الاوهام تاللّه قد اشرقت شمس العلم من افق اليقين يا باقر انظر ثمّ اذکر ما نطق به مؤمن الک من قبل أ تقتلون رجلا ان يقول ربّى اللّه و‌ قد جآئکم بالبيّنات من ربّکم و‌ ان يک کاذبا فعليه کذبه و‌ ان يک صادقا يصبکم بعض الّذى بعدکم انّ اللّه لا‌يهدى من هو مسرف کذّاب يا ايّها الغافل ان کنت فى ريب ممّا نحن عليه انّا نشهد بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا هو العزيز الوهّاب و‌ نشهد انّه کان واحدا فى ذاته و واحدا فى صفاته لم يکن له شبه فى الابداع و لا شريک فى الاختراع قد ارسل الرّسل و‌ انزل الکتب ليبشّروا الخلق الی سوآء الصّراط هل السّلطان اطّلع و غضّ الطّرف عن فعلک ام اخذه الرّعب بما عوت شرذمة من الذّئاب الّذين نبذوا صراط اللّه ورآئهم و‌ اخذوا سبيلک من دون بيّنه و لا کتاب انّا سمعنا بانّ ممالک الايران تزيّنت بطراز العدل فلمّا تفرّسنا وجدناها مطالع الظّلم و مشارق الاعتساف انّا نرى العدل تحت مخالب الظّلم نسئل اللّه بان يخلّصه بقوّة من عنده و‌ سلطان من لدنه انّه لهو المهيمن علی من فى الارضين و السّموات ليس لاحدٍ ان يعترض علی نفس فيما ورد علی امر اللّه ينبغى لکلّ من توّجه الی الافق الأعلی ان يتمسّک بحبل الاصطبار و‌ يتوکّل علی اللّه المهيمن المختار يا احبّآء اللّه اشربوا من عين الحکمة و سيروا فى رياض الحکمة و طيروا فى هوآء الحکمة و تکلّموا بالحکمة و البيان کذلک يأمرکم ربّکم العزيز العلّام يا باقر لا‌تطمئنّ بعزّک و اقتدارک مثلک کمثل بقيّة اثر الشّمس علی رؤس الجبال سوف يدرکها الزّوال من لدى اللّه الغنىّ المتعال قد اُخذ عزّک و‌ عزّ امثالک و هذا ما حکم به من عنده امّ الالواح اين من حارب اللّه و‌ اين من جادل بآياته و‌ اين من اعرض عن سلطانه و‌ اين الّذين قتلوا اصفيآئه و سفکوا دمآء اوليآئه تفکّر لعلّ تجد نفحات اعمالک يا ايّها الجاهل المرتاب بکم ناح الرّسول و‌ صاحت البتول و خربت الدّيار و اخذت الظّلمة کلّ الاقطار يا معشر العلمآء بکم انحطّ شأن الملّة و نکس علم الاسلام و ثلّ عرشه العظيم کلّما اراد مميّز ان يتمسّک بما يرتفع به شأن الاسلام ارتفعت ضوضآئکم بذلک منع عمّا اراد و بقى الملک فى خسران کبير‌فانظروا فى ملک الرّوم انّه ما اراد الحرب و لکنّ ارادها امثالکم فلمّا اشتعلت نارها و ارتفع لهيبها ضعفت الدّولة و المّلة يشهد بذلک کلّ منصف بصير و زادت ويلاتها الی ان اخذ الدّخان ارض السرّ و‌ من حولها ليظهر ما انزله اللّه فى لوح الرّئيس کذلک قضى الامر فى الکتاب من لدى اللّه المهيمن القيّوم انّا‌للّه و انّا اليه راجعون يا قلم الاعلی دع ذکر الذّئب و اذکر الرّقشآء الّتى بظلمها ناحت الاشيآء و ارتعدت فرآئص الاوليآء کذلک يأمرک مالک الاسمآء فى هذا المقام المحمود قد صاحت من ظلمک البتول و تظنّ انّک من ال الرّسول کذلک سوّلت لک نفسک يا ايّها المعرض عن اللّه ربّ ما‌کان و ما يکون انصفى يا ايتّها الرّقشآء باىّ جرم لدغت ابنآء الرّسول و نهبت اموالهم اکفرت بالّذى خلقک بامره کن فيکون قد فعلت بابنآء الرّسول ما لافعلت عاد و ثمود بصالح و هود و لا اليهود بروح اللّه مالک الوجود اتنکر آيات ربّک الّتى اذ نزّلت من سمآء الامر خضعت لها کتب العالم کلّها تفکّر لتطّلع بفعلک يا ايّها الغافل المردود سوف تأخذک نفحات العذاب کما اخذت قوما قبلک انتظر يا ايّها المشرک باللّه مالک الغيب و الشّهود هذا يوم اخبر به اللّه بلسان رسوله تفکّر لتعرف ما انزله الرّحمن فى الفرقان و فى هذا اللّوح المسطور هذا يوم فيه اتى مشرق الوحى بآيات بيّنات عجز عن احصآئها المحصون هذا يوم فيه وجد کلّ ذى شمّ عرف نسمة الرّحمن فى الامکان و سرع کلّ ذى بصر الی فرات رحمة ربّه مالک الملوک يا ايّها الغافل تاللّه قد رجع حديث الذّبح و الذّبيح توّجه الی مقرّ الفدآء و ما رجع بما اکتسبت يدک يا ايّها المبغض العنود اظننت بالشّهادة ينحطّ شأن الامر لا و الّذى جعله اللّه مهبط الوحى ان انت من الّذينهم يفقهون ويل لک يا ايّها المشرک باللّه و‌ للّذين اتّخذوک اماما لانفسهم من دون بيّنه و لا کتاب مشهود کم من ظالم قام علی اطفآء نور ‌الله قبلک و‌ کم من فاجر قتل و‌ نهب الی ان ناحت من ظلمه الافئدة و النّفوس قد غابت شمس العدل بما استوى هيکل الظلم علی اريکة البغضآء و لکنّ القوم هم لا يشعرون قد قتل ابنآء الرّسول و نهب اموالهم قل هل الاموال کفرت باللّه ام مالکها علی زعمک انصف يا ايّها الجاهل المحجوب قد اخذت الاعتساف و نبذت الانصاف بذلک ناحت الاشيآء و انت من الغافلين قد قتلت الکبير و نهبت الصّغير هل تظنّ انّک تأکل ما جمعته بالظّلم لا و‌ نفسى کذلک يخبرک الخبير تاللّه لا يغنيک ما عندک و‌ ما جمعته بالاعتساف يشهد بذلک ربّک العليم قد قمت علی اطفآء نور الامر سوف تنخمد نارک امرا من عنده انّه هو المقتدر القدير لا‌تعجزه شئونات العالم و لا سطوة الامم يفعل ما يشآء بسلطانه و‌ يحکم ما يريد تفکّر فى النّاقة مع انّها من الحيوان رفعها الرّحمن الی مقام نطق السن العالم بذکرها و ثنآئها انّه لهو المهيمن علی من فى السّموات و لارض لا اله الّا هو العزيز العظيم کذلک زيّنا افاق سمآء اللّوح بشموس الکلمات نعيما لمن فاز بها و‌ استضآء بانوارها و ويل للمعرضين و ويل للمنکرين و ويل للغافلين الحمد للّه ربّ العالمين

المصادر
المحتوى