سوره قلم

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من اثار حضرت بهاءالله - آثار قلم اعلى – جلد 2، لوح رقم (89)، 159 بديع، سوره قلم، صفحه 570-577

هذه سورة القلم قد نزلت من سماء القدم للذینهم الی شطر العرش ینظرون

بسم الله الابدع الابهى

ان یا قلم الاعلى فاشهد فى نفسک بانه هو الله لا اله الا انا المهیمن القیوم ثم اشهد بذاتک بانى انا الله لا اله الا هو و کل خلقوا بامرى و کل بامرى یعلمون ثم اشهد بکینونتک بان هذا لجمال الله قد اشرق عن افق الغیب و ما عرفه احد دونه و لن یعرفه سواه و انه لهو المقتدر العزیز المحبوب و من تجلى منه اشرقت شموس العظمة و الکبریاء و خلقت افئدة اهل ملأ البقاء ثم حقایق القدس خلف حجبات العماء و ظهرت اسرار ما کان و ما یکون ان یا قلم لا تنصعق فى نفسک لانا عصمناک بسلطان القوة و القدرة و نفخنا فیک من روح لو ینفخ منه فى اجساد الممکنات اقل من ان یحصى لیقومن کلهم عن مقاعدهم و یقولن بالسنهم و ینطقن بذواتهم و یشهدن بکینوناتهم بانه لا اله الا انا المقتدر المتعظم المتعالی العزیز الفرد الغالب القیوم ان یا قلم الامر فاستقم فى ذاتک ثم اظهر فضلک علی الموجودات عما اعطاک الله قبل خلق الحروف و الکلمات و قبل وجود الممکنات و قبل ان یذوت ملکوت الاسماء و الصفات و قبل ان یظهر الواح عز محفوظ قل ان هذا لعز ما سبقه عز لا من قبل القبل و لا من بعد البعد ان انتم یا ملأ الروح تفقهون و ان هذا الجمال ما سبقه جمال من اول الذى لا اول له ان انتم تعلمون قل من خطر فى قلبه بالتقابل بهذا القلم او‌المشارکة معه او‌التقرب الیه او‌عرفان ما یظهر منه یوقن بان الشیطان وسوس فى نفسه کذلک نزل الامر ان انتم تشعرون قل تالله ماسبقنى احد فى الابداع و لن یسبقنى نفس و هذا ما رقم حینئذ من انامل قدس قیوم قل ان بحرف عما ظهر منى خلقت الممکنات و حقایق الموجودات و عوالم التى ما اطلع بها احد الا نفسى العزیز المشهود ان یا قلم فاسمع ما یقولون المشرکون فى حقک قل یا ملأ البغضاء موتوا بغیظکم ثم بغلکم ثم بحسدکم ثم بکفرکم تالله الحق ان هذا القلم بارادة منه خلقت ارواح ملأ الاعلى ثم حقایق اهل البقاء ثم جواهر الافئدة و العقول و باثر منه خلقت شموس العزة و العظمة و بدور العصمة و الرفعة ثم انجم العنایة و المکرمة و به ظهرت الجنان و ما فیها و الرضوان و ما علیه ان انتم تعرفون قل بحرکة منى ظهر علم ماکان و ما یکون ثم خلق الاولین و الآخرین اذا فافتحوا عیونکم لعل انتم تشهدون ان یا قلم فاکف بما القیت علی الممکنات من سلطانک و قدرتک لان قلوب المغلین تکاد ان تمیز من الغل فاستر امرک و لا تفش ازید من ذلک لان سموات القدم تنفطر عن قولک و ارض القدس تنشق فى نفسها و اهل حجبات الانس فى فردوس العظمة کلهم ینصعقون ان اصبر فى نفسک لان من علی الارض لن یستطیعن ان یشهدن سلطانک و یسمعن ما یظهر من شئوناتک فکیف موجدک و خالقک الذى خلقک بقول منه فتعالی ربک عما یجرى منک من بعد و ظهر منک من قبل فتعالی عما عرفه المقربون و عما یعرفه المخلصون ایاک ایاک فاکف بما اظهر منک تالله الحق لو یقابلن کل من فى السموات و الارض و ما بینهم من الاشجار و الاثمار و الاوراق و الافنان و الاغصان و المیاه و البحار و الجبال بحرف عما ظهر منک لینطقن فى انفسهم بما نطقت شجرة الطور علی ارض الظهور لموسى الکلیم فى وادى قدس مبروک ان یا قلم فانصت عن بدایع الذکر فیما اعطاک الله ثم انقطع عما عندک ثم بشر الناس بالکلمة الاکبر فى هذا الظهور الاعظم لعل یعرفن بارئهم بنفسه ثم عن دونه ینقطعون ثم بشر اهل ملأ الاعلى و قل یا اهل ملأ العظمة فى سرادق الکبریاء و یا اهل جبروت القدرة خلف خباء الابهى و یا اهل ملکوت الغیب و الشهادة فى مواقع القدس خلف لجج البقاء ثم یا مظاهر الاسماء فى حجبات العماء عیدوا فى انفسکم فى هذا العید الاکبر الذى فیه یسقى الله بنفسه رحیق الاطهر علی الذینهم قاموا لدى الوجه بخضوع محبوب ثم زینوا انفسکم من حرر الایقان ثم اجسادکم من سندس الرحمن بما ظهر و اشرق ثم طلع و ابرق نور عن مشرق الجبین و سجد عند ظهوره کل من فى السموات و الارض ان انتم تفقهون قل تالله الحق ما ظهر شبهه فى الابداع و من اقر بغیر ذلک شهد بغیر ما شهد الله و یکون من المشرکین فى الواح عز محفوظ قل بهذا النور خلق خلق اللاهوت و حقایقها و بعثت هیاکل اهل الجبروت و ذواتها و به خلق الله عوالم لا‌ لها من بدایة و لا من نهایة و ما اطلع بها احد الا من شاء ربه کذلک نلقى علیکم الاسرار لعل انتم فى آثار الله تتفکرون قل هذا النور قد خضعت عند تجلیه کل الاعناق و سجدت لدى ظهوره ارواح المقربین ثم افئدة المقدسین ثم حقایق المسجین ثم عباد مکرمون ان یا اهل حرم القدس تالله هذا لحرم الله فیکم و حل القدس بینکم و مشعر الروح تلقاء وجوهکم و مقام‌ الامن فى السر و العلن ایاکم ان تحرموا انفسکم عن حرم العرفان فاسرعوا الیه و لا تکونن من الذینهم متوقفون و هذا حرم یطوفن فى حوله هیاکل الاحدیة ثم حقایق الصمدیه ثم ذوات القدمیة و جعل الله فنائه مقدسا عن مس کل مشرک مردود و تستبرکن بخدمته حوریات الفردوس ثم اهل غرفات الافریدوس ثم اهل حظائر القدس و مقاعد الانس و لکن الناس اکثرهم لا یفقهون ان اخرجوا یا اهل الارض و السماء عن مقاعدکم للحج الاکبر فى هذا الجمال المشرق الاطهر فلما شهد الله عجز انفسکم عفى عنکم و لکن انتم بقلوبکم فاسرعون و لن یوفق بذلک احد الا الذین لن یشهدن کل من فى السموات والارض الا کیوم لم یکن احد مذکورا اولئک یسقون من ایادى ربهم رحیق قدس مختوم و من یتوجه الی هذا الشطر الاطهر الانور لیطوفن فى حوله شموس مشرقات التى ما قدر لها من اول و لا من آخر و یستشرق عن افق قلبه شمس الشموس التى تظلم عند ضیائها شموس الاسماء ان انتم تعرفون ان یا قلم اذن بین ملأ القدم و قل ان یا اهل میادین البقاء و یا اهل سرادق الکبریاء ثم یا جواهر الغیب عن اعین اهل الانشاء ان انزلوا عن مقاعدکم ثم تهللوا و تکبروا و تکرعوا عن کاؤب البقاء من انامل الابهى من هذا الغلام الاعلی فى هذا الیوم الذى ما شهدت عیون الابداع شبهه و لا ابصر الاختراع مثله و فیه قرت عیون العظمة علی مقعد عز محمود ان یا حملة العرش زینوا عرش الاعظم فى هذا الیوم لان فیه ظهر جمال المکنون الذى ما فاز بلقائه اهل فردوس الاعلى و لا اهل جنة المأوى قل تالله قد ظهر غیب المکنون بأتمه و قرت من جماله عیون الغیب و الشهود ثم عیون الذین طهروا نفوسهم بما رشح علیهم کوثر القدس عن بحر اسم ربهم المشهود قل هذا یوم فیه عرف الله نفسه علی کل من فى السموات و الارض ثم استعلى بسلطانه علی من فى ملکوت الامر و الخلق فتعالی من هذا الفضل المقدس المبارک المحبوب و هذا یوم فیه ظهر جمال القدم بطراز الذى به شقت الاستار و ظهرت الاسرار و برزت الاثمار من الاشجار و نطقت الاشیاء فى ذکر ربهم المختار و برزت الارض بما فیها و السماء بما علیها و الجبال بما فى سرها و البحار بما فى قعرها ولو هم کانوا فى انفسهم محتجبون و هذا یوم فیه کسرت اصنام الشرک و الهوى و استوى جمال القدم علی عرش الاعظم یومئذ نطقت روح الاکرم عن مکمن البقاء و روح الاقدس عن سدرة المنتهى و روح الامر عن شجرة القصوى و روح العز من جبروت الاعلى بان تبارک الرحمن الذى ظهر فى الاکوان بما لا ادرکته العیون قل هذا الذى بحرکة من اصبعه لینعدمن خلق السموات و الارض و بکلمة من فمه لیحیین کل الموجودات و باشارة من طرفه ینقلبن کل الوجود الی شطر الله المهیمن العزیز الودود قل ان یا ملأ الرهبان عزلوا کنائس التسبیح لان الذى رفع الی السماء قد نزل بالحق و یطوف حول العرش تالله الحق ان الیوم یصیح الناقوس علی ذکرى و ینادى الناقور علی وصفى و الصور باسمى المهیمن القیوم لا تحرموا انفسکم من فضل هذا الیوم ثم اسرعوا الی مقر العرش و دعوا ما عندکم و تمسکوا بحبل الله القائم الظاهر الناطق المشهود ان یا اهل الغیب و الشهادة غنوا و تغنوا فى هذا العید الذى ظهر بالحق و ما فاز به احد لا من قبل و لا من بعد ان انتم تعلمون و قد ارفع الله فیه القلم عن کل من فى السموات و الارض و هذا ما اشرق به حکم القدم عن مشرق القلم لتفرحن فى انفسکم و تکونن من الذینهم یفرحون ان یا قلم فاخبر حوریة الفردوس قل تالله الحق الیوم یومک فاظهرى کیف تشآء ثم البسى استبرق الاسماء و سندس البیضاء کیف تریدین ثم اخرجى عن غرف البقاء کالشمس المشرق عن جبین البهاء ثم انزلی عن مکمن الاعلى و قفى بین الارض و السماء ثم اکشفى برقع الستر من وجهک الحورا لعل بذلک تنشق حجبات الاکبر عن وجه هؤلاء و ینظرون بالمنظر الاکبر جمال الله المقدس العزیز المحبوب ان یا قرة القدم تالله ان المشرکین فى سکران من الوهم و لن یقدرن ان یرجعن البصر الی شطر الاطهر و انک لسلطان عصمتک عصمتنى خلف حجبات النور و تحرمت جمالی عن مشاهدة اعدائک و کان الامر بیدک و انت الحاکم کیف تشاء بقولک کن فیکون ان یا حوریة البهاء ان اخرجى عن مکمن البقاء ثم طهرى بصرک الاطهر عن وجوه البشر تالله الحق لن یدرکک الا اهل النظر من هذا المنظر الاکبر دعى ملکوت الاسماء عن یمینک و جبروت الصفات عن یسارک ثم اشرقى باذنى عن افق عصمتى عریة عما خلق فى جبروت الامر و معریة عما ذوت فى ملکوت الخلق لیظهر بک طراز الله فى کل ما سواه ثم غنى علی احسن النغمات بین الارض و السموات لعل ینقطعن الوجود الی وجه ربک المقدس العزیز الودود ان اطلعى عن افق الرضوان بجمال الرحمن و علقى حول ثدییک من جعدک الریحان لتهب علی العالمین نفحات ربک المنان ایاک ان تسترى ترائب المصقول عن ملأ الظهور و غلالة القدس عن لحظات الانس ثم ادخلی تلقاء العرش معلقة الشعر مرمولة الفرع محمرة الوجه مزینة الخد مکحولة العین و خذى باسمى الاعلی کاؤب البیضاء على کفک الحوراء ثم اسقى ملأ البقاء رحیق الحمراء من جمالی الابهى لعل ملأ الظهور یطهرن فى هذا العید المشهور من هذا الخمر الطهور عن حجبات الغیور و یخرجن عن خلف‌‌سبحات المستور بسلطانى العزیز المقتدر المهیمن القیوم تالله الحق انى لحوریة قد کنت علی قطب الرضوان عن خلف ستر الرحمن و ما ادرکتنى عیون اهل الامکان لم یزل کنت مستورة عن وراء حجاب العصمة خلف سرادق العظمة سمعت صوت الاحلی عن یمین عرش ربى الاعلى شهدت بان الرضوان یتحرک فى نفسه و یتحرک کلما خلق فیه شوقا للقاءالله الابهى اذا ارتفع نداء آخر تالله قد ظهر محبوب العالمین فطوبى لمن یحضر بین یدیه و یشرف بلقائه و یسمع نغماته المقدس العزیز المحبوب و استجذب من نداء الله افئدة ملأ الاعلى ثم قلوب اهل میادین البقاء و اخذتهم جذبات الشوق الی مقام کلهم اهتزوا فى انفسهم و توجهوا الی شطر القدس مقام عز ممنوع و انى لو ارید ان اذکر ما شهدت فى تلک الحالة لن اقدر و لو اتکلم بکل اللسان و مع هذا الفضل الذى احاط کل الاشیاء و جذب الذى اخذ کل من فى لجج الاسماء شهدت بان ملأ البیان فى غفلة و حجاب کانهم فى اجداث الفناء هم میتون ان یا ملأ البیان اتحسبون بعد اعراضکم عن هذا الظهور انتم فى سبل الروح تسلکون لا فو جمالی الذى جعله الله مظهر جماله بین ما کان و ما یکون ان یا حوریة القدس دعى ذکر هؤلاء لان قلوبهم من حجارة صماء لن یؤثر فیها الا ما یخرج عن الهوى لانهم غیر بالغ فى الامر یسترضعن من ثدى الغفلة لبن الجهل ان اترکیهم علی التراب ثم غنى علی لحنى فى جبروت البقاء ثم اخبرى اهل مقاعد الفردوس عما ظهر فى ملکوت الانشاء لیستجذبن من نغماتک و یسرعن الی جمال قدس موعود و لیطلعن بهذا الیوم الذى فیه زینت هیاکل الاشیاء بقمیص الاسماء و استرقى کل فقیر الی مکمن الغناء و غفر کل عاصى محروم ان ابتغوا یا قوم فى هذه الایام فضل الله و رحمته التى وسعت کل الممکنات ایاکم ان تعقبوا کل جاهل محجوب اذا تم نداء القلم فى هذا اللوح فى هذا الذکر المبارک المحتوم

المصادر
المحتوى